| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 1/8/ 2011                                                                                                   

 

القلق الأمريكي ... لماذا ؟

محسن وادي جاسم

ارتفاع درجات حمى القلق الأمريكي خلال النصف الأخير من العقد المنصرم وبداية العقد الثاني من القرن الحالي الذي اجمع الساسة الأمريكان بأنه سيكون القرن الأمريكي بامتياز استنادا لما يسمى بنظرية ( نهاية التاريخ ) هذا القلق له ما يبرره من أسباب ونتائج ومتغيرات سياسية – اقتصادية – عسكرية واضحة برزت على مسرح السياسة الدولية تقف في مقدمتها الأزمة العامة للنظام الرأسمالي العالمي عموما والولايات المتحدة الأمريكية خصوصا ومدى تأثيراتها السلبية المباشرة على الكيان الاجتماعي الداخلي والارتفاع الحاد وغير المسبوق لمعدلات أسعار برميل النفط وتفجر الثورات الشعبية ضد الأنظمة العربية التقليدية الاوليغارشية المرتبطة بالامبريالية في محيط منابع النفط وانعكاساتها آنيا ومستقبليا على امن إسرائيل والنزف المستمر ماليا وبشريا لحرب العراق وأفغانستان وبروز روسيا والصين كقوتين اقتصاديتين وعسكريتين على الصعيد الدولي والتخبط والارتباك الظاهر للعيان في كيفية التعاطي مع ملفي إيران وكوريا الشمالية النوويين .

إن جميع ما تقدم من مستجدات ومتغيرات وحقائق تجعل الولايات المتحدة الأمريكية الآن وعلى المدى المنظور في وضع قلق لا تحسد عليه لاسيما بعد غزوها للعراق وأفغانستان وما رافق ذلك الغزو من جرائم بحق الإنسانية وتخريب متعمد للبنى التحتية ونشر الفساد والتطرف والعنف وخلق الأسباب لظواهر شاذة وانهيارات خطيرة طالت معظم مرافق الحياة في البلدين كشفت بما لا يدع مجالا للشك زيف وبطلان المزاعم الأمريكية بدعم التنمية الاقتصادية وإرساء قواعد الديمقراطية وحقوق الإنسان وأزاحت الستار عن الوجه القبيح للامبريالية .

إنما تجدر الإشارة إليه في معرض هذا الحديث ما قدمته دول مجموعة الثمانية من مساعدة مالية لكل من تونس ومصر تقدر ب 20 مليار دولار بعد انتهاء أعمال قمتها المنعقدة في باريس مؤخرا مشروطة بدعم ما يسمى (بالإصلاحات) ، ترى لماذا الربط بين الإصلاحات وحجم تلك المساعدة ؟ وما المقصود بالإصلاحات ؟ وما هي الأغراض والأهداف الكامنة وراء هذا الكرم الأمريكي الأطلسي ؟ ببساطة أن الولايات المتحدة الأمريكية متوجسة وقلقة من تطورات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط وفي مصر وتونس تحديدا خوفا من أن تكون تلك الثورات بالضد من مشاريعها ومصالحها في هذه المنطقة الحيوية من العالم ، فتحاول بقوة وبالتعاون مع حلفائها الغربيين بفتح حدود البلدين أمام الرساميل الأجنبية في هذه المرحلة الحرجة لإحكام قبضتها على مقدراتهما الاقتصادية ودفع طبقة القطط السمان وقوى الإسلام السياسي السلفي إلى الواجهة لتكريس البؤس والفقر والحرمان والتحكم باتجاه ومسار القرار السياسي لإجهاض الثورة الشعبية واحتوائها وإفراغها من طابعها الاجتماعي الطبقي وترتيب الأوضاع وفق النهج الأمريكي لمشروع الشرق الأوسط الجديد ! القائم على التفتيت وتقسيم الموحد على أسس عرقية وطائفية بغية إعادة إنتاج دكتاتوريات بديلة لنظامي مبارك وبن علي وبقية بلدان المنطقة الملتهبة الآن تحت يافطة الديمقراطية الزائفة .
 

free web counter

 

أرشيف المقالات