| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 1/9/ 2009



محنة العراق مع (الملكيّه الجمهوريّه الأخلاقيّه)

فاهم إيدام

( أتّهام سوريا بقتل العراقيين ـ وهي تؤوي قرابة 2،1 مليون عراقي ـ أقلّ ما يقال عنه أنه أتهام لا أخلاقي). هكذا وصف جلالة فخامة الملك الرئيس (بشّار الأسد) الأتّهامات التي تتحدّث بها الحكومة العراقيه، وأردف زعامته بأنّ هذه الأتهامات هي أيضاً لا منطقيّه ولا قانونيّه! لا منطقيتها تأتي من كون سوريا تكافح الإرهاب منذ عقود، ولا قانونيّتها تأتي من كون الأتهامات من دون أدلّه! وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

طيّب، أولاً وقبل كل شيء، إذا كان أقلّ ما يُقال عن الأتّهامات أنها ـ لا أخلاقيه ـ، فما هو أكثر ما يُقال؟ هذا ما لا ينبغي لمثقّفٍ استثنائيّ كجلالة الرئيس بشّار الأسد أن يخوض فيه! لأنه سيضطرّ عندها لاستخدام الألفاظ ألأكثر وقعاً من ذلك الوصف! الأمر الذي قد يعود عليه بألقابٍ شتّى، كوصفه بأنّه سوقي مثلاً....

ثانياً ـ لا تصرف سوريا (الكرم) فلساً واحداً على العراقيين المقيمين لديها، وتدخلها أموال طائلة كلّ عام، بفضل العراق والعراقيين مقيمين ورُحّل. فضلاً عن رسومها التي تتّسع وتتمدّد ما بين فترةٍ وأخرى. أمّا حرّاس حدودها وما يمارسونه من ابتزازاتٍ وسلبٍ للعراقيين، فلا يمكن على الإطلاق وصفها بغير(لاأخلاقيّه).

والآن كيف يمكن قراءة القصد ـ أو ما يُعرف بما بين السطور ـ من ذلك التصريح الناري؟ ولنأخذ التصريح على ظاهره، فقد تضمّن في ما تضمّن ما معناه أنّ مثل هذه الإتّهامات هي تصريحات إنتخابيّه. وأنا بصفتي مواطن عراقي لم أسمع بحزب أو تيار أو فصيل أو حتّى قناة تلفزيونيّه تضع في سياستها أو دعاياتها، ومنذ سقوط البعث الوضيع، ما يوحي بالعداء لسوريا (العروبه)، أللهمّ باستثناء رئيس حزب الأمّه (مثال الآلوسي) الذي دأب على ذكر دورٍ قذرٍ للبعث السوري في ما يحدث في العراق، وقناة الفيحاء الفضائيه التي أظهرت الكثير من الأعترافات التي تُثبت دعم بعث سوريا للأرهاب في هذا البلد. وإذا ما تتبّعنا التضمين هذا قُدُماً فإننا سنصل لفرضيّة واحدةٍ، هي أنّ النظام السوري يعلم، أنّ المواطن العراقي يعلم، أنّ النظام السوري يدعم الأرهاب في العراق! وإلّا فلماذا يتصوّر فخامة الملك بشّار، بأنّ اتّهامات الحكومة العراقيه هي لعبه سياسيّه/إنتخابيّه؟

ألتضمين الثاني كان ما معناه أنّ الأتهامات هي بدافعٍ أجنبيّ، وأعتقد جازماً أن ال(مْحَفوظْ) بشّار الأسد، يقصد بالدافع أمريكا،ـ ووجود دافع يقتضي وجود (عربَه) مدفوع ـ وهنا نقف حائرين! فلماذا لا تدفع أمريكا هذه العَرَبَة نحو بلاد فارس ألأكثر عداءً بالنسبة لها؟ ألا تستطع...؟؟؟ هل هذا يعني أنّ حكومتنا ـ وإن كانت عوراء وعرجاء ـ لديها ولاءات كارثيّة..!! لكنها ليست عربه؟ ثمّ ماذا ستفعل عقولنا في حقيقة أنّ 90% من الأرهابيين، يدخلون من سوريا (الصمود)؟ هل يريد (طويل العمر) بشّار الأسد ـ وهو على رأس نظامٍ بوليسيّ ـ أن يقول أنّ سوريا (الأخاء) لا تعلم حكومتها بتسلل هؤلاء المَرضى؟؟

ألكاذب هو اللاأخلاقيّ! فإذا كان العراق يكذب حول وجود بعثيين ضالعين في الجرائم التي لم تتوقّف بحقّ العراقيين، ويكذب حول التسلل الهمجيّ للإرهابيين من سوريا (البطولة) فنعم هذه لاأخلاقيّه! أمّا إذا كان (مايكل كورليوني)، أقصد بشّار الأسد، يكذب! فهذا ما لا يمكن وصفه إلا بكلمتين... ( إنّه البعث).
 

31 ـ 08 ـ 2009
 


 

free web counter

 

أرشيف المقالات