| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 1/5/ 2010

 

بورك عيدكم ايها الأباة

صادق محمد عبد الكريم الدبش

في احدى قصائده يهجو بها كافور الوالي العباسي في مصر يقول المتنبي :

عيد
بأي حال عدت يا عيد        بما مضى ام لامر فيك تجديد

كان شعبنا يأمل ان يحل الاول من ايار وعراقنا يرتدي حلة العيد وقد تحقق الكثير للكادحين من شغيلة اليد والفكر والفقراء والمسحوقين من رفاهية وتقدم ويتمتعون بالحرية ونيل ما صبروا وناضلوا من اجله عقود طويلة وفي ظل قانون يصون هذه الحقوق ويتمتعون بحرية تشكيل النقابات والاتحادات التي تدافع عن حقوق هؤلاء عند التجاوز عليها ولكن هذا لم يحدث بل العكس الذى جرى ,حيث ما زال قرار رقم 150 لعام 1987 بتحويل عمال القطاع العام الى موظفين ما زال ساريا والقرار رقم 52 لسنة 1987 والذي بموجبه الغي التنظيم النقابي وحل النقابات في القطاع العام وزادوا عليه بعد سقوط النظام بصدور الامر الديواني رقم 8750 لسنة 2005 بوضع اليد على اموال المنظمات والنقابات وتجميد ارصدتها والمحاولات المستمرة لتعطيل اي جهد لتنشيط وحيوية اتحاد نقابات العمال العراقي وانكار شرعيته وبالضد من مصالح الطبقة العاملة واتحادها الذي وضع نصب عينيه ومن صلب مهماته الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة ورفع مستوى وعيها وتأهيلها وعياً وثقافة لنيل حقوقها وبناء مستقبلها في الحياة الحرة الكريمة لها ولاسرها.

ان الطبقة العاملة العالمية اذ تستذكر في كرنفالها في الاول من ايار من كل عام تستعيد تاريخها المجيد ونضالاتها عبر ما يزيد على القرنين.

ان النظام الرأسمالي قام على اساس الملكية الخاصة لوسائل الانتاج والارض ومن خلال الاستغلال البشع للشغيلة من اجل تراكم رأس المال بيد الرأسماليين وزيادة ارباحهم على حساب بؤس الشغيلة وتعبها وشقائها ,لقد صاحب نهوض الرأسمالية في اوربا والعالم وخاصة في القرن الثامن عشر والتاسع عشر والنمو المتسارع في آعداد الشغيلة ,ولحاجة الشغيلة الى كيان يدافع عن حقوقهم ضد الاستغلال الرأسمالي ولظروف موضوعية فقد بدأت تنشأ وتتشكل نقابات عمالية في بريطانيا ثم اعقبتها في المانيا فرنسا وايطاليا ,في تلك الفترة كانت الاجور متدنية وساعات العمل طويلة وقد تصل الى 18 ساعة في اليوم مما دفع الكثير من المفكرين والفلاسفة الاصلاحيين والاشتراكيين للدفاع عن الشغيلة وحثهم للمطالبة بتخفيض ساعات العمل الى ثمان ساعات عمل ,وفي عام 1834 تأسس آول اتحاد قومي للعمال في بريطانيا ومطالبته ب 8 ساعات عمل وبضمانات ومعاشات في حالة المرض او الوفاة وسادت هذه المطالب اغلب الدول الاوربية ,وفي عام 1864 عقدت الاممية الشيوعية مؤتمرها الاول حيث تم بعد هذا المؤتمر في عام 1866 وفي المؤتمر الثاني للاممية الشيوعية الذي عقد في جنيف ليقرر تبني يوم عمل 8 ساعات وجرى تأكيد هذا المطلب في مؤتمر لوزان 1867 وبروكسل 1868 .
وفي 18/3/1871 قامت الحركة النقابية في فرنسا بعصيان مسلح واستولت على السلطة وكانت ابرز اهدافها تحسين وضع العمال والمطالبة بالحريات العامة وفصل الدين عن الدولة وتم قمعها بعد سبعين يوماً من قيامها بعد مجازر دموية والتنكيل بالقادة النقابيين ولكنها كانت الشرارة الاولى لاستنهاض الكادحين وتوسيع نضالاتهم وتثبيت حقوقهم العادلة .

بالرغم من الانتكاسة التي منيت بها الشغيلة في فرنسا لكن جذوة الكفاح لم تخمد بل زادت ضراوة وبواسطة العمال المهاجرين الاوربيين الى امريكا انتقل معهم مطلب 8 ساعات عمل في اليوم ,ففي عام 1886 نجح القائد النقابي "صموئيل جومير" وزملائه من تكوين هيئة قومية للعمال سميت "الاتحاد الامريكي للعمال" والتي اعقبها تشكيل منظمة "فرسان العمل" في 1869 ,وقد جرى تبني الدعوة باعتبار الاول من ايار عام 1886 يوم آضراب عن العمل ومن اجل 8 ساعات عمل في جميع الحرف وعلى اثره صدر قانون "أنجر سول" بتحديد ساعات العمل 8 ساعات في جميع المصانع الاهلية التي تتعاقد مع الدولة وقد شهد الاول من ايار 1886 آضراب اكثر من 340 الف عامل وكان شعار العمال "اليوم على اي عامل ان لا يعمل اكثر من 8 ساعات" .

في 1889 قررت الاممية الشيوعية الثانية والتي عقدت مؤتمرها في باريس ، ان يكون الاول من ايار ذكرى اضراب عمال شيكاغو وما تعرضوا له من قتل ومطاردة واعدام على ايدي الشرطة عيداً اممياً وتردد قول الزعيم العمالي "اوجست سباينز" وهو يواجه حكام المحكمة "ان كنتم تخشون اصواتنا اليوم فسيأتي اليوم الذي تكون اصواتنا اقوى من اصوات من يخنقوننا".

في عام 1890 عقد اول مؤتمر للعمال العالمي والذي حضره 400 مندوب وقرر ان يكون يوم العمل 8 ساعات وقرر مندوب العمال الامريكي الاضراب في الاول من ايار 1890 فقرر المؤتمر اعتبار هذا التاريخ يوم الاحتفال العالمي للبروليتاريا.

ان الطبقة العاملة العراقية لها تآريخ مجيد وخاضت نضالاً شاقاً ودؤوباً للدفاع عن حقوقها وبقيادة حزبها المقدام "الحزب الشيوعي العراقي" وقد كان وما زال وفيا لتطلعات الطبقة العاملة وسائر الشغيلة والشرائح المسحوقة والمسلوبة الارادة وقاد نضالات الشعب وقدم الاف القرابين على مذبح الحرية والانعتاق من ربق الاستعمار والاستغلال وقاطعاً العهد وبعزيمة الرجال المخلصين لاتمام المسيرة الظافرة لبناء الانسان القادر على تأمين المستقبل الزاهر للاجيال القادمة .

لنستذكر بوفاء الشهداء الاماجد وقادة الطبقة العاملة وحزبها "فهد وسلام عادل وعلي الوتار وكليبان العبللي وصادق جعفر الفلاحي وطالب عبد الجبار وجعفر عبد الأمير "ابو يحي" ومئات اخرين ليس بالوسع ذكرهم , ان امام الشيوعيين مهمات كبيرة لتبني آمال ومطالب القوى المستغلة والفقراء فهناك ملايين الجياع والعاطليين والمعوقين والارامل واليتامى ليس لهم معين ولا نصير غير الشيوعيين وقوى الخير والتقدم في وطننا الجريح ومن خلال الضغط على الحكومة في الاسراع بأعتماد برنامج طموح يلبي الحدود المعقولة في تأمين حياة تحفظ كرامة الناس وادميتهم ومستقبلهم وحياة افضل للاجيال القادمة..

ولتتوحد نضالات الشغيلة في وطننا ولتشدد النضال والكفاح ضد كل اشكال القهر والعبودية ولن تخسر في نضالها هذا سوى اغلالها وتربح عالماً باسره ، مثل ما قال زعيم البروليتاريا وفخرها كارل ماركس وفرودريك انجلس .

النصر الاكيد لشعبنا وطبقته العاملة



1/5/2010


 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات