| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 1/3/ 2010

 

إنتخبوا كاظم إسماعيل الكَاطع

فالح حسون الدراجي
falehaldaragi@yahoo.com

الشعراء فقراء، مهما تبعهم الغاوون، وركض خلفهم المعجبون، والمريدون. ومهما أجلسهم السلاطين في صدارة مجالسهم، فهم فقراء بإمتياز، ويظلون فقراء لايملكون في هذه الدنيا غير مواهبهم، وعذاباتهم، وجنون الشعر.. وكاظم إسماعيل الكَاطع شاعر مع سبق الإصرار والترصد، ولدت موهبته الشعرية قبل أن يولد، وولد فقره قبل أن يأتي الى الدنيا.. فهو واحد من أهم القامات الشعرية في تأريخ الشعرالعراقي الحديث، وأحد أبرز سادة القصيدة الشعبية في العراق .. وإذا كان كاظم الكَاطع لم يختر طريق الشعر، إنما طريق الشعرهوالذي إختاره ليمشي به الى مايريد، فإنه يقيناً إختارطريق النضال الوطني والطبقي بنفسه، وبمحض إرادته ، ورغبته أيضاً، ولم تلعب الأقدار دوراً في هذا الأمر، بقدر ما كان لبؤس الحياة، ووجع الفقر الدور الأكبر في خياره الوطني والسياسي.. لقد حاول الكَاطع أن يغسل بماء الورد الشعري وجه العالم القبيح، وحاول أن يجمِّل الدنيا، ويخفف الأحزان عن فقراء الكون، ومعذبيه فحمل بيد كتاب ( رأس المال )، ووصايا فهد، وفي اليد الأخرى كتابه الشعري الأبرز ( شمس بالليل ). لكنَّ كاظم الكَاطع لم ينجح للأسف في إزالة القبح عن وجه العالم ... وتغيير حياة الناس بإتجاه الرفاه، والسعادة، والحب، والنور، والحرية.. ولا أظن بأن العيب في قصائد كاظم، أو في رأس مال ماركس، إنما العيب في البشر، الذين لا يحسنون إختياراللحظة المناسبة، ولا في إختيار الإنسان المناسب للكرسي المناسب.. كما لايثقون بالشعر والفن والجمال بقدرثقتهم بالسلطة، والمشنقة، والقرباج. ورغم كل ذلك، فقد قدم لنا كاظم إسماعيل الكَاطع أطباقاً من العسل والحب، والياسمين رغم جوعه وعطشه، وعريه.. حتى ملأ أوانينا بالنجوم الشعرية المرصعة، والألوان الباهرة، فزرع حدائقنا بشموس الشعر والحب العطرة. ولم ييأس الكَاطع، أو تضعف همته قط، فبالقدر الذي ظل فيه مواصلاً إضاءة ليالينا بقناديل الشعر، ظل حالماً بوطن حر، وشعب سعيد، معتقداً بأن الشعرلن يكفي لوحده في بناء دولة الحالمين، وتحقيق السعادة للناس، حتى طرق باب ( البرلمان ) هذه المرَّة عبر قائمة إتحاد الشعب، فالرجل مازال يحمل بيده فأسه، وبذوره، وأماله التي هي بوسع الأرض، طامحاً بموقع يؤهله لأن يزرع لنا من خلاله المزيد من النخيل، والنجوم، والأعياد .. فهل سنأخذ بيده الخيرة، ونضعه في الموقع الذي يناسبه لخدمة الوطن والشعب، والأجيال القادمة .. أم سنجحده، وننكرعليه حقه الوطني، كما أنكرنا عليه حقه الإبداعي والشخصي من قبل؟ إذاً، أعطوا أصواتكم أيها الناخبون العراقيون للشاعركاظم إسماعيل الكَاطع، فلهذا الرجل حق علينا جميعاً، وأول الذين يحقهم الكَاطع هم الوطنيون العراقيون، فقد كتب لهم، وللوطن الجميل أحلى القصائد والأغنيات، لاسيما رائعته الوطنية التي يقول فيها :

اللي إمضيِّع ذهب إبسوكَ الذهب يلكَاه
واللي إمفاركَ محب يمكن سنة ويلكَاه
بس المفاركَ وطن وين الوطن يلكَاه؟

ولكاظم الكَاطع حق على الشيوعيين العراقيين، فهو الذي كتب لهم في أحلك الظروف قائلاً :

ذبني بزنزانة أزغر منها، وسَّد الباب .
غافلني وطاح ويَّه إدموعي ..
وكَلي من إنطلعك شتسوي؟
كَتله : أرجَع للحزب الشيوعي!!

ولكاظم الكَاطع حق في أصوات كل العشاق والمحبين، والموجوعين في الدنيا، ألم يكتب لهم يوماً :

أريد أبجي إعله صدرك مشتهي النوح
وأريـد أكَعد إكَبـالك وأحسب إجروح
ومثل الطير من يودٌع الروح
جاي أركَص إبابك ركَص مذبوح

كما أن لكاظم الكَاطع حقاً على الذين فقدوا أحبتهم، وأعزاءهم ، فهو الذي واساهم، وكتب لهم كلاماً مدهشاً، وضعه في حنجرة كريم منصور، فطلع الى الناس موجعاً ومُدمياً وخانقاً .. حيث قال :

تغطيت وبعدني الليلة بردان
لأن مو انت يمي فراشي بارد
وينك يادفو.. ياجمر الاحزان
أحس دمي بالشريان جامد
يامهر الصبر ما كضَّك إعنان
نسمع بس صهيلك وين شارد

ولكاظم الكَاطع حق على الشعراء المبدعين، فهو شاعرهم، ومعلقتهم الثامنة، كما أن له الحق على الفقراء النجباء، فقد قال يوماً لأجلهم :

بِعنا جاكيتاتنا بليل الشته .. وما بعنا إسمنا

وأخيراً فإن لكاظم الحق في كل صوت عراقي شريف، وعلى كل عراقي شريف، فقد عاش عراقياً فقيراً، مبدعاً، وسيمضي الى أبده، كما جاء عراقياً فقيراً مبدعاً .. فإنتخبو كاظم إسماعيل الكَاطع لأجل عيون العراق، ووفاء لمن أضاء لنا قناديل المحبة بنور قصائده، ووهج أغنياته ..


كاليفورنيا
 

 

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات