| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 1/2/ 2010

 

ما بين العراق والصين

خضير الأندلسي

نقلت الخارجية الأمريكية السبت 30 يناير\كانون الثاني إن صفقة الأسلحة التي عقدتها مع تايوان جاءت لحماية الجزيرة من إي اعتداء مرتقب بينها وبين الصين التي تُتهم بتوجيه صواريخ لتايوان تطلقها حال إعلان الجزيرة استقلالها الكامل.

و ردا على الخارجية الأمريكية , قالت بكين بأنها ستعيد حساباتها وعلاقتها مع واشنطن التي شهدت في الآونة الأخيرة خلافات حول قضايا اقتصادية ومسائل رقابية بما يخص الانترنت ( المحرك الالكتروني غوغل).
أن الخطوة التي قامت بها واشنطن تبررها الأخيرة بأنها خطوة لتعزيز السلام بين تايوان والصين ولكن الرأي العام ومن ينظر إلى الأمور بحيادية يرى أن المصالح الأمريكية تحتم عليها ان تزود تايوان بالأسلحة عسى ولعل الواقع يجر الصين والجزيرة إلى صراع إقليمي في محاولة لإضعاف الإمكانيات المتنامية يوما بعد آخر لجمهورية الصين الشعبية..

والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة لم تعترف بالصين الشعبية كدولة واعترفت طوال الوقت بتايوان ,وبعد أن تنامت قدرات الصين الاقتصادية اضطرت أمريكا ان تعترف بالأخيرة .هذا وان لكل من الصين والجزيرة حكومة خاصة به ولا تعترف كلاهما بالأخرى منذ إعلان الثورة الشيوعية في الصين عام .1949..
لا شك في ان الولايات المتحدة هي القوى العظمى في العالم ولها مصالح إقليمية في المنطقة وان التنامي في قدرات الصين يقلق أمريكا كثيرا , لأنه يدعم إمكانية نهوض قوة عظمى قد تضاهيها مستقبلا وهذا يعد طبقا للسياسة الخارجية الأمريكية تهديدا للأمن الدولي والقومي الأمريكي على وجه الخصوص, لهذا نرى إن حكومة واشنطن تحاول قدر الإمكان تقوية علاقتها مرة مع طوكيو (التي تملك معها هي الأخرى مشاكل تجارية ) وأخرى بدعم تايوان من اجل إيقاف المد الصيني في المنطقة , خصوصا وان الصين هي العضو المؤثر على الصعيد الدولي إذ أنها كما نعلم إحدى دول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وتتمتع بحق الفيتو(توقيع او نقض القرارات المهمة).

إن سياسة واشنطن لا تراعي إلى حد كبير القضايا الأمنية الدولية ,ونحن لا ننكر المصلحة القومية لواشنطن ,ولكن هذا لا يعني أنها تخرق القوانين الدولية وتساهم في خلق أجواء خطيرة تهدد البشرية في شرق أسيا خصوصا وان الإمكانيات البشرية والتقنية ما عادت تلك التي كانت قبل أكثر من نصف قرن , بمعنى اخر, أن إي حرب لو نشبت فإنها ستهدد البشرية وتساهم بإبادة جماعية بحق الشعوب قد تفوق تلك التي نتجت عن الحربين العالمتين..
الجدير بالذكر ان الصفقة بين واشنطن وتايوان تبلغ قيمتها حوالي 6.5 مليار دولار وهذا الرقم غير مطمئن بالنسبة لمبيعات أسلحة تدعي واشنطن إنها دفاعية!! وبصفقة واحدة!!

أن الأمن الدولي بعد الحرب العالمية الثانية اخذ مسار الهدوء والسلام وذلك بفضل المنظمات الدولية التي شكلت آنذاك ونذكر منها الأمم المتحدة 1945 وحلف شمال الأطلسي 1949 و حلف وارسو 1955 , إضافة للاتفاقيات الاقتصادية التي ساهمت نوعا ما بترطيب الأجواء وخلق مناخ مبني على الثقة بين شعوب العالم والتي شهدت أراضيها الحربان العالميتان الأولى والثانية وخصوصا القارة الأوربية ,ونذكر منها جمعية الفحم والفولاذ الأوربية عام1951 والتي تمخض عنها تشكيلها الاتحاد الأوربي عام 1993 ,وبفضل ما ذكر أعلاه قفز التعاون العام وعبر مراحل من التطور وخصوصا على الصعيد الأمني الى مستوى ملحوظ, ولكن خطوة واشنطن الجديدة بعقدها هذه الصفقة تهدد الأمن الدولي ويجب ان تؤخذ مأخذ الجدية وخصوصا ونحن نرى نية المجتمع الدولي الصادقة في الحفاظ على الامن السلام وما فرض العقوبات الصارمة على ايران إلا واحدة من تلك النوايا الصادقة ,إلا إننا لا نريد ان يجري تطبيق القوانين الدولية على الدول الضعيفة وتترك القوى العظمى ,فالمادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة تنص على حل النزاعات الدولية بطرق سلمية, وبما ان الولايات المتحدة عضو دائم في مجلس الأمن الدولي فعليها احترام الميثاق وسماع الآخرين.

نحن لا نقف هنا موقف الدفاع عن جمهورية الصين الشعبية لأننا نعرف إن لكل دولة مصالحها الخاصة وما مساندة طهران في برنامجها النووي من قبل بكين لا واحدة من هذه المصالح, لكن على الحكام مراعاة خطورة الصراع في شرق أسيا ان نشب لا سامح الله.
وارتباطا بالذي ذكر ونظرا لتقارب الأوضاع (من منظوري الخاص) بين الصين وتايوان من جانب وحكومة العراق المركزية وإقليم كردستانه من جانب أخر ارتأيت إن أوضح عدة قضايا يجب إن تؤخذ بمأخذ الجدية.

لاشك أن هناك خلافات بين المركز والإقليم و ان هذه الأخيرة يتم الحديث عنها بوقت مستمر والخلافات كما نعرف هي رئيسية بخصوص المادة 140 وثانوية قد تمس قضايا أعادة تشكيل جيش الإقليم والذي يعتبر وقفا للدستور العراقي خرقا حيث تنص المادة 9 فقرة (ب) تنص على حظر تكوين مليشيات مسلحة خارج القوات المسلحة العراقية وغيرها من القضايا العالقة..

ان السيد رئيس وزراء إقليم كردستان السيد د. برهم صالح أعلن في بيان له عن توحيد القوى العسكرية (البيشمركة) في الاقليم لحمايته وبارك هذه الجهود الكثيرين من المتابعين للرأي العام ,آخرون ممن اعترضوا عليه ,تحفظوا ولم يدلوا بآرائهم اتجاه هذه المسألة.

في الحقيقة أن نظرتنا كالعراقيين قبل ما بعد 2003 مباشرة ليست هي اليوم ,فنظرتنا كانت تنحصر بلملمة الشمل وتضميد الجراح تحت راية العراق وهذا الشمل أردناه مبنيا على الثقة المتبادلة بين أبناء الوطن الواحد كي نبرهن للمجتمعات الأخرى وخصوصا العربية نوايانا الحسنة في بناء دولة ديمقراطية ذات مؤسسات نفخر بها كأول نموذج ديمقراطي حقيقي في الشرق الأوسط ,لا العكس وهي اتهام نظامنا العراقي الجديد وخصوصا من قبل الدول العربية بأنه نظام غير ملائم للعراقيين ,وكأن أفضل الأنظمة السياسية الحاكمة هو نظام البعث الدموي !!!

,فكردستان لطالما لم تنفصل بعد عن العراق وهي جزء لا يتجزأ منه وان السياسيين العراقيين الأكراد هم جزء من العملية السياسية كان عليهم الأفضل ان يحاولوا تطوير جسور الثقة بين اربيل وبغداد عن طريق الحوار المتحضر الغير متعصب والذي يليق بنا كمواطنين نعيش في ظل نظام ديمقراطي جديد ,وبدلا من استثمار الفرصة في تقريب وجهات النظر كون سكان العراق بأكملهم عانوا من ظلم صدام ونظامه العفلقي ,ذهب كثيرون وساهموا بخلق أجواء متوترة ساهمت إلى حد ما في انفراج الفجوة بدلا من تقليصها من كلا الطرفين (الاقليم والمركز).

لذا نحن نحذر القيادات في الاقليم والمركز من خطورة تشكيل قوة عسكرية بهذه الإعداد الكبيرة (27 الف مقاتل) على الأمن الداخلي العراقي وخصوصا اذا أسيئ استخدامها لا سامح الله ,ومن جانب أخر فإنها تهدم جسور الثقة التي كنا نأمل ان تكون مترابطة بين اربيل وبغداد, فعراق اليوم هو ليس عراق علي كيمياوي!!! .

ليس الأمر ببعيد ان تقوم اي دولة تكن عداها للعراق مستقبلا بتسليح قوى الإقليم عسكريا لأضعاف النظام الديمقراطي العراقي وإسقاطه وخصوصا في ظل الأوضاع المتأزمة بين الحكومتين,(المركز والإقليم), وليس بالبعيد ان نتوقع ان امريكا نفسها قد تسلح تلك الجهة او تلك خدمة لمصلحها القومية مستقبلا كما تسلح تايوان اليوم.
اذا لا بد من حل الخلافات الحالية بأسرع وقت ممكن ,الى جانب اعتبار البيشمركة الكردية بهيكليها الحالية قوة عسكرية عراقية تدافع عن امن وسيادة الإقليم خدمة للعراق وخطوة لتقليص الفجوات وتقريب وجهات النظر, وليس كما يذاع اليوم من قبل البعض بانها قوات ذات سيادة خاصة.

يذكر ان السيد مسعود البارزاني أكد من واشنطن 30 يناير,كانون الثاني أكد على ضرورة شمول الأكراد بنسبة اكبر في الجيش المركزي و طبقا لإحصائيات وزارة الدفاع العراقية, أن الأكراد يشكلون حوالي نسبة10 % من الجيش العراقي فيما يذكر السيد بارزاني ان نسبة الأكراد هي 8% وان قسمنا أبناء العراق الى شيعة وسنة وأكراد كما فعل الأخير ,فانا سنخرج بحصيلة عادلة لان الشعب الكردي في الاقليم حصرا يشكل حوالي 4 ملايين من مجموع سكان العراق ككل والبالغ 30 مليون, وان نسبة10% لأكراد العراق تعني نسبة قريبة جدا من العدالة ولا تستوجب إثارة هكذا ضجة من واشنطن ,ومن الأفضل كان على السيد بارزاني أن يمر ويثير قضايا أهم كالقضايا الأمنية والتفجيرات الأخيرة في بغداد لإخماد هذا الجو المشحون كي نثبت حبنا للعراق إلى جانب إقليمه!!!


31 يناير. كانون الثاني
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات