| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

 

الجمعة 1/2/ 2008

 

انقلاب الثامن من شباط الأسود عام (1963)
الجريمة الكبرى للفاشست البعثيين

جبار العراقي

وجهت ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة عام (1958) ضربة موجه للاستعمار البريطاني والقوى الرجعية العالمية والعربية والمحلية المتمثلة بعصابات ومجرمي حزب البعث الفاشي بما أصدرته من القوانين والمنجزات الوطنية التي تمثلت بالإطاحة بنظام الحكم الملكي والقضاء على حكومة نوري السعيد العميلة وإقامة نظام جمهوري، وقانون الإصلاح الزراعي الذي قضى على رموز الإقطاع وتوزيع الأراضي على الفلاحين، ثم قانون تأميم النفط والأحول الشخصية، والخروج من منطقة الإسترليني وحلف بغداد.
ومن هنا راحت تلك القوى الرجعية العالمية والعربية تخطط لضرب كل تلك المنجزات الوطنية التي حققتها ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة وبالتنسيق مع العناصر القومية والدينية الرجعية وعصابات مجرمي ألبعث الفاشي، وبانقلاب الثامن من شباط الأسود عام (1963) بدأت المرحلة السوداء في تأريخ العراق حيث أذيع البيان المشؤوم رقم (13) الذي ألقاه الحاكم العسكري حينها المجرم (رشيد مصلح) الذي طالب فيه بإبادة كل الشيوعيين والذي شجع أيضا تلك العصابات المجرمة على إباحة دماء الشيوعيين وخاصة بعد صدور فتاوى دينية بأن (الشيوعية كفر والحاد يجب أبادتها) التي وفرت للقتلة البعثيين أرضا خصبة بتحويل أرض الرافدين لحمامات من دماء كل الشيوعيين وكل الوطنيين الذين وقفوا بالمرصاد للانقلابيين الفاشست والذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم متصدين لأولئك المجرمين القتلة من عصابات البعث الفاشي، المدعومين من قبل المخابرات المركزية الأمريكية وشركات النفط الاحتكارية وبلسان صاحب المقولة المجرم علي صالح السعدي أمين سر الحزب ورئيس الوزراء حينما صرح وقال لقد جئنا إلى السلطة بقطار أمريكي.
وفي صباح يوم الجمعة الثامن من شباط الأسود عام (1963) بدأت ساعة الصفر للانقلاب الفاشي وتم اغتيال العميد الطيار الشهيد البطل (جلال الأوقاتي) قائد القوة الجوية أمام منزلة على يد الانقلابيين من عصابات البعث الفاشي المقبور، ومن بعدها تم الهجوم الجوي على وزارة الدفاع وقاعدة الرشيد الجوية بقيادة المتآمر المجرم منذر الونداوي وبعد هذه المعركة تم اعتقال كل من الإبطال الزعيم عبد الكريم قاسم، وفاضل عباس المهداوي، وطه الشيخ أحمد، والضابط كنعان خليل، ومن ثم تم أخذهم إلى دار الإذاعة في الصالحية وهناك تم وبكل خسة تنفيذ حكم الإعدام بحقهم من غير أي محاكمة على يد المجرمين أعداء ثورة تموز وبحضور المجرم والمتآمر عبد السلام عارف، وكذلك أستشهد كل من الإبطال وصفي طاهر، وعبد الكريم الجدة داخل وزارة الدفاع عندما كانوا يقاومون الانقلابيين أعداء ثورة تموز المجيدة.
........
ومن هنا بدأت الملحمة البطولية والوطنية للشيوعيين العراقيين الإبطال بتصديهم ومقاومتهم للانقلابيين الفاشست من عناصر وعصابات حزب البعث المتمثلة بما يسمى الحرس القومي، حيث كان للشيوعيين الدور البطولي في المقاومة لهذه العصابات التي جسدتها مقاومة باب الشيخ (عكد الأكراد) والكاظمية والشاكرية وبرغم تعرض قيادة الحزب إلى الاعتقال حيث تم تعذيبهم بشكل وحشي وغير أنساني ومن ثم قتلهم، فقد استشهد كل من الأبطال سكرتير الحزب (سلام عادل) وجمال الحيدري، والعبلي، ومحمد حسين أبو العيس، وهم شامخين شموخ القائد البطل مؤسس الحزب الشيوعي العراقي يوسف سلمان يوسف (فهد) ورفاقه الإبطال زكي بسيم (حازم) وحسين محمد الشبيبي (صارم) يوم الرابع عشر من شباط عام (1949) حينما هتف القائد الشيوعي الخالد ( فهد ) قبل أن يعتلي المشنقة ( الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق ).
وها هو الحزب الشيوعي حزب كل الكادحين والمثقفين لازال شامخا يواصل النضال من أجل سعادة المواطن العراقي الذي عانى الويلات والظلم والقتل على أيادي عصابات ألبعث المجرمة التي وصلت العراق إلى ما نحن علية الان، عراق محتل ومدمر اقتصاديا واجتماعيا أن هذه الزمرة الفاشية التي حكمت العراق مرتين هي المسئولة الأولى عما يجري الان في العراق من خراب ودمار، وألان وبعد مرور أربعة وأربعون عاما على هذا اليوم المشؤوم، نرى ومع كل الأسف الشديد ورثة أيتام وعصابات البعث المقبور التي مارست الجرائم البشعة بحق الشعب العراقي، كيف فرضت نفسها على العملية السياسية والواقع الجديد بدعم ومباركة وتزكية الأحزاب الطائفية والقومية الحاكمة التي اعتمدت على أسلوب المحاصصه الطائفية والقومية وإقصاء الأخر، وبحجة المصالحة الوطنية، أن هذه الأحزاب الإسلامية والطائفية والقومية الحاكمة لا يهمها مع من تتحالف بشرط أن تضمن بقائها بالسلطة، والدليل على هذا وجود شخصيات داخل الحكومة تشغل مناصب حساسة ومهمة جدا كان لها دورا كبيرا بالجرائم التي ارتكبت بحق الشيوعيين والوطنيين العراقيين ابتداء من يوم الثامن من شباط الأسود عام (1963) عندما كانوا من عناصر الحرس القومي، وصولا إلى جرائم حلبجة والأنفال والمقابر الجماعية وقمع انتفاضة آذار المجيدة.
........
ولتجاوز هذه المرحلة الصعبة والخطيرة التي يمر بها العراق الان وسد الطرق على رموز الجريمة والإرهاب التي تتمثل بورثة النظام المقبور والمليشيات المسلحة التابعة للأحزاب الحاكمة الان فإن ذلك لا يتم ألا من خلال أحزاب وقوى علمانية ولائها للوطن وليس للمذهب أو القومية، التي تحترم كل أطياف الشعب العراقي وتكفل لكافة أفراد المجتمع على اختلاف طوائفهم ومعتقداتهم الدينية والفكرية الحرية التامة، وكذالك الاعتماد على ذوي الخبرة والكفاءة من أصحاب الفكر والحس الوطني، والتي تكون قادرة أيضا على تفعيل مشروع المصالحة الوطنية.
حكومة ترسم الطريق لاستعادة السيادة الكاملة وإنهاء الوجود العسكري والأجنبي وبناء دولة القانون، والمؤسسات وتحارب الفساد الإداري والمالي وتهتم بالمواطن وما يعانيه، حكومة تؤمن بالعراق الديمقراطي والفيدرالي الموحد، عراق يرفل بالرفاهية والحرية خالي من الأرهاب والتفرقة الطائفية (عراق كل الأطياف)


فيينا - النمسا

 

Counters

 

أرشيف المقالات