| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 1/2/ 2010

 

ألبعث وما أدراك ما ألبعث

أحمد جباوي

أثارت توصيات هيئة المساءله والعداله بأستبعاد 511 مرشحاً بعثياً أو أكثر من ألانتخابات المقبله كثير من ألمواقف ألمتباينه، ما بين مؤيد (أغلبهم من ألمتضررين من النظام السابق) ومعارض (أغلبهم من المتضررين من النظام الجديد) وهذا شئ مفهوم ومتوقع من الساحه السياسيه العراقيه .

بعد سقوط النظام السابق ونتيجة للاجواء المشحونه كراهيه ضدهم أنسحب البعثيون من الحياة السياسيه خوفاً على أرواحهم وتواروا عن ألانظار، لكن تردي الوضع ألامني وتدني مستوى الخدمات العامه وأنتشار الفساد ألاداري والمالي والسرقه بشكل غير مسبوق والفوضى السياسيه العارمه وتهاون الناس في مطاردتهم والقصاص منهم كل ذلك شجعهم للظهور مرةً أخرى وبعدة أشكال متسلحين ومتحصنين بالدستور بأعتبارهم غير صدامين .
أن تصنيف البعثيين الى صداميين وغير صداميين هو تصنيف غبي لا يعي ماهية البعث كفكر وهو أمر يضر بالبلد وبالعمليه والسياسيه .

فالبعث كفكر ومنهج يسعى الى تهميش والغاء ألاخر وعدم الاعتراف بالتعدديه السياسيه ويدعو الى الشوفينيه بدون حرج ، يؤمنون بالعنف والتآمر طريقاً وحيداً للوصول الى السلطه... بأختصار منهجهم يجمع كل الصفات اللاأخلاقيه واللاانسانيه كي تجعل منه منهجاً فاشياً ،هم عصابه أقرب منهم الى الحزب السياسي. أن هكذا نهج وتفكير لا يمكن أن ينتج الا (صداميين)  .


أنعكس هذا النهج على سلوك البعثين كأفراد فصاروا سيئين مكروهين ومن الصعب تحمل أشكالهم . لذا نجد العراقيين أذا أرادوا ان يصفوا أنساناً عديم ألاخلاق يقولون عنه (ذو أخلاق بعثيه) وتعتبر كلمة بعثي سُبه أو شتيمه من العيار الثقيل. هنا تستحضرني حادثه أنا شاهد عليها - في أوائل السبعينات و في سوق الحله الكبير كان يوجد شخص مختل عقلياً يُدعى (هادي موحلوه) (*) لا يسلم من لسانه البذئ أحداً وخاصة أبوه حيث ينال حصة ألاسد من ذلك الفشار بسبب ممانعة تزويجه وعدم البحث له عن بنت الحلال ، لكن ألاب يبقى هادئاً غير مكترثاً كما لو أن أبنه يشتم أحداً آخر. مرةً ختم أبنه حفلة السب واللعن هذه بعبارة (كواد بعثي) هنا أنتفض ألاب وراح يصرخ ويسأل من كان قريبا منه ( يا ناس هل سمعتم أنه يهينني ويشتمني ، يقول أني بعثياً ،ولدي يقول عني بعثياً... اللهم أشهد أني لست بعثياً ) وعلى أثر ثورة ألاب هرب ألابن مُطارداً بلعنات أبوه (أبن الكلب هادي أن تضرب وجهي بالحذاء أهون عليَ من أن تقل عني بعثياً ...تف عليك ) وقال كلاماً أخر مفاده تبرئة نفسه من تهمة البعث - . هذه هي صورة البعث والبعثيين الحقيقيه في نظر العراقيين.

وكما يعرف الجميع بأن كثير من الناس أجبروا على ألانتماء الى البعث، هؤلاء من حقهم أن يندمجوا بالمجتمع مرة أخرى ولا أحد يختلف حول ذلك وهم أندمجوا بالفعل. وهنالك من أنتمى عن قناعه وتخلوا عنه في أوقات سابقه أعتقد تدرس كل حاله على حده ويتخذ قراراً بشأنهم أما أن يندمجوا بالمجتمع أو أن يجتثوا .أما الجزء الثالث (وهم ألاخطر) فهم الذين أنتموا الى البعث ولم يتخلوا عنه فهؤلاء الاجتثاث دواءهم الوحيد وغير ذلك هواء في شبك ،هؤلاء صداميين وان لم تكتمل صداميتهم بعد فستكتمل بالمستقبل، يجب أجتثاثهم والتخلص منهم حتى وأن تبرأوا من ماضيهم، فهم لديهم قدرة عجيبه على التلون والتضليل، وقد خبرناهم أكثر من مره.

أن مقولة أعطائهم فرصه أخيره يعني اغراق العراق بمزيد من الدماء، والفرصه لا تعطى عشرون مرة.


* ألطريف المحزن أغتيل (هادي موحلوة) في أنتفاضة 91... أنهم يخافون حتى المجانين
 

free web counter

 

أرشيف المقالات