الأربعاء 19/10/ 2011

المنتدى العالمي السادس للمياه... فرصة يجب أن لا تفوت شروق العبايجي * تجري الآن في مختلف بقاع الارض تحضيرات واسعة من اجل المشاركة الفعالة في المنتدى العالمي السادس للمياه الذي سيعقد في شهر آذار القادم 2012 في مرسيليا جنوب فرنسا. هذا الحدث الذي يعد الاكبر عالميا في مجال المياه هو فرصة كبرى للدول والشعوب لطرح قضاياها المتعلقة بالمياه، وللعمل على حشد التأييد الدولي لعدالة مطالبها بالاستفادة من الآليات الدولية والمناخ الايجابي الذي يوفره المنتدى بخلق فرص للحوار بين ممثلي المؤسسات المختلفة في الدول المتشاطئة والدول ذات القضايا المتشابهه. والمنتدى هو ايضا فضاء واسع لتبادل الآراء والتجارب وتعميم الانجازات الايجابية بين مختلف البلدان، وهو ميدان حيوي لتطوير شراكات إقليمية ودولية متعددة المستويات. كما انه يمثل المرجع الأوسع لطرح وتبني المفاهيم الحديثة، وتبني أساليب العمل الجديدة التي يتم الاتفاق عليها عالميا للحلول المتوخاة لقضايا المياه المشتركة، حيث ان معظم دول العالم تتشارك في انهارها او مصادر مياهها الاخرى، وهي اما دول منبع او دول مصب فلسنا الوحيدون في ذلك. ولأهمية هذا الحدث عالميا فان المنتدى يفتتح عادة من قبل رؤساء وقادة العالم الذين يؤكدون من خلال بيان رئاسي التزامهم بالمبادئ العامة المتفق عليها حول المياه. وتخصص ايام المنتدى لنشاط الوزراء المعنيين لاصدار التقرير النهائي الذي يحوي كل النقاط والمواضيع التي تتم صياغتها بمثابة بروتوكول عمل للجميع، وهنا تكون لكل كلمة أهميتها حيث يمكن الاستناد عليها كوثيقة دولية معترف بها عالميا. وفي المنتدى ايضا مساحة للبرلمانيين من كل أنحاء العالم لمناقشة التشريعات المتعلقة بالمياه، بالاضافة الى النشاطات والفعاليات المتعددة الاخرى. فالمنتدى هو مجتمع عالمي مصغر يمثل انعاكسا لكل القطاعات والفئات والشرائح الاجتماعية التي تتعامل وتتأثر بموضوعة المياه بما فيها القطاع الخاص والمجتمع المدني والمؤسسات البحثية والعلمية. كما يتم تسليط الضوء على خصوصية بعض الفئات الاجتماعية كالمرأة والشباب في ايجاد الحلول وتطوير وسائل ادارة المياه بشكل متكامل. تكمن أهمية المنتدى القادم على انه يسعى الى التركيز على إيجاد الحلول العملية لقضايا المياه في العالم مبتعدا عن النظريات والبحوث المتخصصة التي سادت في المنتديات السابقة. وضمن هذا الاطار تم عقد منتدى اسطنبول العالمي للمياه في ايار الماضي كأحد أكبر الفعاليات الممهدة للمنتدى السادس للمياه، تحت شعار (رؤية اسطنبول لإيجاد الحلول لمشاكل المياه الاقليمية المشتركة)، وكانت هذه فرصة ثمينة أخرى لبناء جسور مع العالم ومع دول الجوار خارج الأطر الدبلوماسية التقليدية، واذا ما أحسنا توظيف مشاركتنا في هذه المنتديات فانها ستكون معززة وساندة للجهود الرسمية والحكومية. ولكي نصل الى مستوى من المشاركة الفاعلة والمؤثرة في مثل هذه المنتديات، علينا العمل بشكل يومي وممنهج لمتابعة كل التقارير والرؤى والمفاهيم الجديدة التي تصدر كوثائق يمكن الاستناد اليها لتقديم المطالب العراقية حول المياه المشتركة، على ان لا تكون هذه المطالب على طريقة ( اعطونا حصتنا من المياه ونحن احرار فيما نفعله بها )، اذ ان العالم غادر هذه اللغة منذ ان دق ناقوس الخطر ليشمل البشرية كلها بأن موارد المياه العذبة والصالحة للاستخدام هي محدودة وثابتة وهي لا تتجاوز 1% من مجموع المياه على سطح الكرة الارضية في حين ان اعداد البشر تتزايد واستخداماتهم للمياه تتسع وتكبر وعليه فان الجميع مسؤول عن حماية كل قطرة من المياه من الهدر والتلوث. هذه المنتديات هي ايضا فرصة كبيرة لتطوير الكوادر والقدرات العراقية التي من المفترض ان تحول حضورها من مجرد زائر او مشارك عادي الى مساهم ومخطط ومنفذ لفعاليات المنتدى. ولكن ذلك لن يأتي بشكل تلقائي وانما من خلال خطة مدروسة تساهم فيها كل القطاعات بما فيها منظمات المجتمع المدني. اذ ان للمجتمع المدني مساحة كبيرة في كل هذه المنتديات ومعظم الرؤى والاهداف التي تطرح في المنتدى تكون نتاجا لما تطرحه المنظمات عن واقع المجتمعات المحلية المتعلق بالمياه والمتغييرات التي تحدث على السكان ونشاطاتهم الاقتصادية والاجتماعية، وبناء عليه يتم وضع الأطر العامة للحلول على صعيد الدول والحكومات والمؤسسات العالمية. وعادة ما تكون هناك سلسلة من اللقاءات والفعاليات في الفترة الممتدة بين انعقاد المنتدى العالمي للمياه كل ثلاث سنوات، حيث يتم العمل على تحويل خلاصة التقارير والنتائج المتفق عليها فيه الى سياسات ملموسة وخطط عمل على ارض الواقع، هذا بالاضافة الى المؤتمرات المتخصصة والمعارض والمنتديات والبحوث وكل ما من شأنه البناء والتطوير على ماتم الاتفاق عليه سابقا. ولابد هنا من التأكيد على ان المنتدى السادس للمياه يمثل فرصة عظيمة للعراق لطرح قضية المياه على الصعيد الدولي للفت الانتباه الى التاثيرات الكبيرة للمشاريع الضخمة لدول المنبع على البيئة والبشر والاقتصاد في العراق، كما انه فرصة ايضا لجعل المجتمع الدولي يتبنى قضية نهري دجلة والفرات باعتبارهما من الاحواض النهرية ذات الاهمية العالمية. وعليه فقد حان الوقت لاستثمار مثل هذه الفعاليات على انها فرصة للعمل والتطور وبناء الشراكات المحلية مابين قطاعات المجتمع العراقي كافة، والعالمية وفق المنظور الحديث الذي يؤكد على ضرورة التفكير عالميا والعمل محليا، وان الجميع شركاء في المحافظة على الموارد المائية والطبيعية وصونها للاجيال القادمة.   * مهندسة مختصة بالموارد المائية http://www.alaalem.com/index.php?aa=news&id22=37856 المنتدى العالمي السادس للمياه آذار 2012 في مرسيليا - فرنسا The 6th World Water Forum in Marseille 12 to 17 March 2012 The world's largest meeting around water http://www.worldwaterforum6.org/en /