| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 19/8/ 2009



افتراضات حول انفجارات بغداد يوم الاربعاء

عصام البصري

استهدفت انفجارات بغداد يوم الاربعاء مناطق حساسة مثل وزارات الخارجية والمالية والاسكان والتربية وغيرها، وسقط جزء من طريق محمد القاسم السريع امام وزارة المالية وطال العصف فندق الرشيد في المنطقة الخضراء قبيل وصول رئيس الوزراء المالكي لحضور مؤتمر عشائري.

وتؤكد انفجارات الاربعاء سهولة تجاوز السيطرات العديدة واجهزة الكشف المبكر عن المتفجرات، وقابلية استثنائية على تجاوز اشكاليات السيطرات امام المواطنين البسطاء، ويؤكد ذلك توفر غطاء امني لمنفذي تلك الانفجارات. ومن المؤكد ان تشير انفجارات الاربعاء عن توفر معلومات عن حركة كبار المسؤولين ومنهم رئيس الوزراء المالكي فقد تناقلت الانباء عن اشكاليات ادارية عطلت وصول المالكي لفندق الرشيد. اي ان اسرار الحكومة كتاب مفتوح امام قادة الارهاب والمسؤولين عن تلك الانفجارات. ويلمس العراقيون الامكانيات الفنية في انفجارات الاربعاء واختيار النقطة الاضعف في الوقت الامثل تماما فهناك احتراف فيها وخبرة عسكرية طويلة.

وتكشف انفجارات الاربعاء ضعف القوات الامنية للحكومة العراقية متمثلة في الشرطة والحرس الوطني، وكذلك ضعف القابليات الاستخبارية، رغم وجود مستشارية للامن الوطني لمدة خمسة سنوات تجاوزت ملاكها وميزانيتها عدة مرات كما اشار لذلك مجلس النواب اثناء مناقشة الميزانية مؤخرا. وربما مثل المستشار الامني نقطة الضعف، وطريقة كلامه تعكس اشكاليات نفسية كبيرة تؤثر على اتخاذ القرارات وانجاز الاعمال والحكمة في التحليل وغيرها. وربما يعاني من قلق مستمر وخوف دائم وتوتر عالي، مما يجعل قراراته ومنها استنتاجاته من التحليل تجانب الصواب. وهناك وزارة الامن القومي وجهاز المخابرات العراقية. ومؤخرا اتهمت القيادات الامنية الاجهزة الاستخبارية بالضعف وعدم القابلية على كشف العناصر الارهابية.

ومع توقيع الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة وانسحاب القوات الامريكية من المدن ورافق ذلك اشادة بالقوات الامنية العراقية. وبعدها تكررت الانفجارات بشكل اعنف وتناقلت الانباء تضاعف اعداد الضحايا بسبب اطلاق النار العشوائي من قبل القوات الامنية. ويعني ذلك قلة التدريب والانفعال السريع والاستجابة الخاطئة. ويلاحظ العراقيون سيارات الشرطة والحرس الوطني في اماكن المتشابهة بعد الانفجارات كما حصل مؤخرا في حراسة الكنائس بعد يوم تفجيرات للكنائس مما يؤكد ان القوات الامنية تعمل برد الفعل فقط وليس ضمن خطة واضحة.

العمل وفق رد الفعل يعكس ضعف في قابليات القوات الامنية على التحليل والاستنتاج. وفي محاولة لابراز قابليات القوى الامنية على التحليل والاستنتاج عرض محمد العسكري في حوار تلفزيوني بعض الرسوم البيانية مثلت توزيع عدد الحوادث من انفجارات وقتل وخطف على الاشهر في السنوات المتعاقبة. ويفتخر العسكري بان الرسوم البيانية تعرض لاول مرة، واشار الى انخفاض اعداد الحوادث بتقدم السنوات، ليستدل على نجاحات القوات الامنية. وهذا مؤشر بسيط، ولم يعرض توزيع الحوادث وفق متغيرات عديدة مثل ازدحام المناطق وعدد الضحايا لكل حادث وعدد السيطرات والاجهزة الكاشفة وكذلك التوزيع الجغرافي للحوادث على مناطق بغداد وغيرها من الامور.

ثقة الحكومة العراقية بالقوات الامنية انعكست في توقيع الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة الامريكية وسحب قوات الاخيرة من المدن، وانعكست في تصريحات رئيس الوزراء وتفائله الواضح في القضاء على الارهاب في الاشهر القادمة، ورفع الحواجز الحواجز الكونكريتية خلال 40 يوما. وكان التحدي الكبير في انفجارات الاربعاء وما قبلها.

فشلت الحكومة العراقية في مصارحة الشعب حول العديد من الاشكاليات الامنية ومنها على سبيل المثال لا الحصر خطف النائبة تيسير المشهداني والمفاوضات لاطلاق سراحها، وحوادث خطف دائرة البعثات في التعليم العالي والاجانب في وزارة المالية ووكيل وزارة النفط وغيرها. وربما شكل السطو على مصرف الرافدين في الوزية وتورط حمايات مسؤولين فيها مثلت الحادثة الوحيدة التي شهدت ما يشبه المصارحة وبقت تفاصيلها طي الكتمان، وتلاها مصادمة مع المثقفين والصحافة.

وربما كانت انفجارات الاربعاء تهدف الى احراج المالكي في اشكالية الامن بعد ان راهن على نجاحاته في بسط الامن، وخاصة بعد صولة الفرسان في البصرة. وكذلك احراج وزير الداخلية حيث يفتخر على محاربة اختراقات الشرطة (فصل الالاف من الوزارة) وجهوده في بسط الامن ومصارحته للعراقيين في قضية مصرف الزوية. وربما تهدف الى احراج الحكومة العراقية وقيادة القوات الامنية بطلب المساعدة من القوات الصديقة وتظهر اكذوبة امكانيات القوات الامنية العراقية، وستبدو الحكومة وقد غامرت بأرواح العراقيين امام الارهاب من اجل مجد سياسي وشخصي.
 


 

free web counter

 

أرشيف المقالات