| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 19/2/ 2010

 

انتخبوهم.. فهم الأجدر والأصلح

خضير الأندلسي

ذهبت ذهنية بعض حكام العراق اليوم ,وأخص بالذكر منهم ممن له التأثير الفعال على العملية السياسية الحالية ,إلى وصف ذاتها الفكرية والأيدلوجية الفاقدة للحكمة السياسية في إدارة شئون البلاد, بأنها تفكير وذات يتسم بالتوجس والخوف من المقابل سواء بفكره السياسي أو اعتقاده الفلسفي الذي يعتقد .ولم يقتصر هذا الخوف أو التوجس على الأفكار والمعتقدات بل قفز إلى مراحل ابعد ,تجسدت في الواقع باتهام تلك الفئة أو تلك بانحيازها لدول إقليمية تارة والتشهير بالتبعية الدينية أو السياسية تارة أخرى وهذا الجدال شاهدناه طوال الفترة المنصرمة,وبفضل الديمقراطية التي تتمتع بها دولة العراق تبث القنوات الفضائية برامجها بحرية ينعدم فيها الاحترام أحيانا وتطبع الصحف اليومية لحساب هذا أو ذلك وتستغل الأموال العامة أحيانا كثيرة لتحقيق هذه المكاسب الضيقة خوفا من المنافس المقابل ولأشغال المواطن العراقي في هذا الصراع المفتعل في اغلب الأحيان.
وبين هذه الإشكاليات تدور في فكر القارئ والمتابع للحدث العراقي أسئلة حول مستقبل البلاد في ظل حكومته المنتخبة القادمة وماهية ملامح هذه الحكومة. وهل أن بلاد النهرين اليوم بحاجة إلى الغرب لكي يطورا ميادين حياتهم أم نستسلم لفكرة العالم الاجتماعي ابن خلدون في تقبل ما يطرحه القوي على الضعيف وبالتالي استسلامه لما يفرضه عليه من قرارات أم علينا أن نترقب ما قاله لنا المفكر هيغل في فلسفته الديالكتية القائلة إن الانتقال الى مرحلة أخرى هو تحول شامل في الأفكار وتجسد جديد في المفاهيم فالمطروح هي أرأيي وأراء الأخر والمحصلة الجديدة هي نتاج جديد لآرائنا المطروحة أم نذهب إلى ما طرحه الجدليون الماديون في أن الصراع المادي وراء جميع الصراعات وفي جميع الأزمان أم نقف مع بعض المتخوفين من المد الإسرائيلي على الشرق الأوسط خصوصا وان الأخيرة لها أطماع في المنطقة فهي تحاول فرض سيطرتها عليها مستخدمة ترسانتها النووية للضغط على دول المنطقة تارة وإقامة علاقات جيدة مع دول مؤثرة على الساحة السياسية الإقليمية كتركيا لمساندتها في سياستها الخارجية وبذلك فهي تربح حليف مجاني يشكل هو الأخر ورقة ضغط على دول الإقليم الشرق أوسطي(العراق خصوصا) ,وما تقليص كميات المياه على نهري دجلة والفرات إلا واحدة من تلك السياسيات المخيفة التي تمارسها الدول القوية على الضعيفة (يذكر ان منسوب الفرات انخفض الى 90% فيما تعزو تركيا هذا الانخفاض الى قلة الأمطار!!!)
في الحقيقة ان ما ذكر أعلاه جميعه وارد في المعادلة السياسية القادمة في العراق فالأخير اليوم لا يمتلك مقومات الدولة العصرية,واعني هنا الدولة التي تمتلك سياسة خارجية رصينة هيابة على المستوى الدولي ,فلا سلاح عراقي بمعناه الحقيقي يذكر لا من النوع الدفاعي ولا الهجومي في منطقة يتصارع فيها الأضداد كصراع الملاكمين في حلبة الملاكمة إضافة الى انعدام إستراتيجية سياسية واضحة التأثير على الصعيد الدولي ,كما أن ابن خلدون حين تطرق الى سيطرة القوي وإنحاء الضعيف له ,نرى هذا الموقف اليوم جليا على الساحة الدولية ,فالمعيار الأساسي لسياسة اي دولة متقدمة اليوم أصبح القوة العسكرية والإمكانية الاقتصادية وما الزيارات التي يجريها ساسة الدول العظمى إلى دول أخرى إلا جزء لا يتجزأ من اجل خدمة هذا المعيار.
أذن أمام الحكومة العراقية المنتخبة المقبلة قرارات معقدة ويجب إن تحسم بالتوافق السياسي العقلاني وان تضع النقاط على الحروف فنحن نعرف ان تبلور الديمقراطية في مجتمع من المجتمعات يحتاج الى وقت طويل الا ان على الساسة القادمين أن يعوا خطورة المرحلة ويتوافقوا ليختزلوا الزمن بأقل خسائر ممكنة لا كما فعل إسلافهم السابقين لان الأنظار على العراق بدأت تأخذ ما تأخذ من منحى سياسي دولي غرضه سلب السيادة العراقية وبالتالي التلاعب بمصير الشعب وثرواته وبهذا أصبح الأخير كالفريسة التي ينتشل منها من هب ودب وبسهولة.
لا أقول يجب علينا ان نسلح العراق خلال الفترة القليلة القادمة لان العراق لم يخرج لحد هذا اليوم من البند السابع التي فرض من قبل الأمم المتحدة وتسليحه يبدي مخاوف الكثير حتى لو كانت دفاعية, ولكن لابد من اتخاذ إجراءات دفاعية تتجلى في كسب موقف القوى الدولية العظمى الى جانب العراق وبمثال ميكافيللي القائل بما معناه ان القائد يجب ان يتظاهر بالوقار والتدين أمام شعبه ولكن مع نفسه يجب ان لا يصدق انه متدين حقيقي, ونحن نقول كذلك على القيادة العراقية المقبلة ان تستخدم القوى الدولية العظمى ورقة إعلامية وسياسية لصالحها وعليها في الوقت ذاته ان لا تترقب اي مساعدة منها بل ان تعمل جاهدة في سبيل الارتقاء بالسياسة العراقية الى أفضل المستويات عن طريق حل النزاعات الداخلية أولا وطلب مساندة دول العالم ,دون مجاملات على حساب هذا الطرف او تلك الفئة.
ونحن إذ نتحدث عن القيادة العراقية الحكيمة القادمة لابد من الوقوف عند المرشحين الحاليين وانتخاب الأصلح منهم والذي يمثل المصالح الحقيقية لعامة الشعب والقادر على قيادة البلد دون تحيز لمصالح شخصية وضعت العراق في ظل حكومة التوافق الطائفي بمنزلق الهاوية فمياه الرافدين شحت والفساد الإداري والمالي وصل ما وصل حتى أدلت بعض التقارير إلى تصدر العراق المركز الثاني بالفساد الإداري والتلاعب بالأموال العامة بعد الصومال!! إضافة الى تردي الخدمات والتعليم وجميع مرافق الحياة العامة
احد السياسيين علق بقوله في إن لا خير في السياسة إن لم يكن رجالها حكماء , ولأني أرى الحكمة السياسية بحذافيرها في مرشحي قائمة اتحاد الشعب فسأعطي صوتي وبدون إي تردد الى من وصفوا بالأيادي النظيفة والنزيهة ,لهذا أناشد شعبي العراقي المظلوم والذي أتمنى ان تصله رسالتي الى انتخاب الأصلح والأنزه دون الرجوع الى الطائفة والعرق والقومية لان العراق ظلنا جميعا لذا أعطوا أصواتكم لمن تجدونه مؤهل لقيادة البلد .
أعطوا صوتكم للسياسي الذي يعمل من أجلكم
وللطبيب الجوال الذي يسعف مرضاكم
وللشاعر الذي يكتب لكم
والكاتب الذي لم يكل ويمل من وضعكم إمام الحقيقة
والإعلامي الذي يستقتل من اجل مصالحكم
والمثقف الذي ينشر هويتكم
والأديب الذي يتغنى بحبكم .
انتخبوا مرشحي اتحاد الشعب المبدعين.
انتخبوا سمعتهم ..فأياديهم ناصعة البياض.

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات