| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                 الأحد  18 / 8 / 2013

     

من سهل أربیل إلی پشتئاشان

عبدالله پۆلا
ترجمة: نجاة خۆشناو
تصحيح : أبو سعد/اعلام

مختصرات
- حشع: الحزب الشيوعي العراقي
- حدك والبارتي: الحزب الديمقراطي الكردستاني
- أوك: الاتحاد الوطني الكردستاني
- حشك: الحزب الاشتراكي الكردستاني
- حدكا: الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران
- ق. م: القيادة المؤقتة
- جوقد: الجبهة الوطنية القومية الديمقراطية
- جود: الجبهة الوطنية الديمقراطية
- هريم: قيادة منطقة تخص الحزب الاشتراكي الكوردستانى
- لق : بمثابة سرية
- كه رت: فصيل
- القاطع: القيادة السياسية والعسكرية لقوات الحزب الشيوعي، وكان هناك ثلاثة قواطع (أربيل، سليمانية وكركوك، بادينان)
- الملبند: مركز تنظيمات الاتحاد الوطني

(7)

لم تطبق اتفاقية خورخور للأسباب التالية:
1- كان الوفد المفاوض التابع للاتحاد الوطني اثناء الاجتماعات يؤكد بأن اكثر النقاط الواردة في اتفاقية خورخور ليست لصالحهم، وإنما كانت لصالح الاشتراكي والشيوعي، لأن احدى النقاط تتضمن انتشار وعودة القوات المشاركة في القتال في سهل أربيل وكويه إلى مناطق فعالياتهم الاصلية. بالنسبة للاتحاد يعنى ذلك ان قوات الشيوعي والاشتراكي نجحا في تلك المعارك وأن قوات الاتحاد تعتبر الخاسر الأكبر. اضافةً إلى ان الهجوم الاعلامي لم ينقطع. وكذلك اعلام الاتحاد لم يقم بنشر بنود الاتفاقية عكس ما جاء في البلاغات الصادرة من اطراف جود. وبعد اتصالات مع قيادة الطرفين، فضلت قيادة الاتحاد عدم نشرها، أي انهم لم يوافقوا على بنود الاتفاقية. وعندما طالب وفدا الشيوعي والاشتراكي من الوفد المفاوض للاتحاد بتوضيح نواياهم، خاصةً من عدم نشرها في اعلام الاتحاد لم يردوا على ذلك. ولهذا الاشتراكي والشيوعي عن طريق ملازم خضر وسيد كاكه يطلبان من الوفد المفاوض للاتحاد ومن على حويز الذى كان مسؤولا عن توقيع تلك الاتفاقية، بتوضيح نواياهم مرة أخرى. ويبدوا أن الاتحاد أهمل الاتفاقية ولهذا فان القوات المتجمعة من الاشتراكي والشيوعي تتهيأ للهجوم على مناطق الاتحاد في قريتى سيكرتكان واومركومت.

تحركت القوات لتصبح في مواجهة القريتين. وعندما التقوا بأحد رعاة قرية سيكرتكان واستفسروا منه عن تمركز قوات الاتحاد في القرية، أجاب الراعى؛ بان قوات الاتحاد تركت القرية منذ المساء. الواضح انهم قرروا الانسحاب إلى مقرات القيادة. ولهذا فان الاتحاد حشد قواته في مناطق (نوكان) و قرب مقرات المكتب السياسي تحت إمرة نوشيروان ولم يقم بإرجاع قواتهم إلى أماكنها الاصلية.

2- يبدو ان توقعات قيادة قاطع أربيل صحيحة، عكس توقعات المكتبين السياسي والعسكري للحزب الشيوعي واللذان كانا يدعيان بان الاتحاد ينوي إقامة علاقات طيبة والاتفاق مع الحزب الشيوعي. الأيام اثبتت خطأ توقعاتهما. وكان الاتحاد أعلن صراحةً بانه لن يوافق على حرية التنقل للاشتراكي والبارتي في مناطق نفوذه وكان الشيوعي في تحالف ستراتيجي مع الحزبين. وتطورت الاحداث المأساوية المتلاحقة وبشكل سريع مما ادت إلى سيطرة جود على باليسان الملبند الثالث للاتحاد المشرف على أربيل، وكانت ردة فعل الاتحاد بالسيطرة على مقرات الشيوعي والاشتراكي في بشتئاشان.

3- بسبب تعقيدات الوضع على المناطق الحدودية وتأثيرات الحرب بين إيران والعراق، وأثارها السلبية، استوجب تحويل قسم من قوات الاتحاد لمساندة حدكا (الحزب الديمقراطي الكردستاني- إيران) بإسم (هيزى پشگيرى) أى (قوات الدعم) لمحاربة القوات الإيرانية وصد الهجوم الفارسي المجوسي كما يعرف حينذاك في الاعلام الصدامي. وهذا شجع الاتحاد على التقارب أكثر مع الحكومة العراقية، مما أثر سلباً على العلاقات بين الاتحاد مع بقية احزاب جود.

4- في الوقت الذى كان على الاتحاد تنفيذ بعض الالتزامات نتيجة هذه التقارب مع الحكومة العراقية، وأدى إلى استمرار مفاوضاتهم مع السلطة، في المقابل قام البارتى بتقديم بعض التنازلات للحكومة الإيرانية، وفي بعض المرات القيام بالعمليات المشتركة كما حدث سنة 1981. فبمساعدة البارتي تم الاستيلاء على مناطق شنو ونغدة والتى كانت تحت سيطرة حدكا الإيراني. وفي سنة 1983 عند احتلال القوات الإيرانية ناحية حاج عمران الحدودية (1) بمساعدة قوات البارتى من الناحية اللوجستية تمكن الإيرانيون من التسلل إلى المواقع العراقية بسهولة واحتلال المواقع المتقدمة حتى وصلوا إلى ناحية (چۆمان)و (ئازادي)(2) تلك المناطق دمرت بالكامل نتيجة المعارك الدامية والتى كانت تعرف بمعارك (كرده مند).(3)

5- فی نفس فترة الاقتتال وعدم الاستقرار الذي بدأ بين الاتحاد والبارتي في منطقة (شاربازير)، نصب الاتحاد كميناً تم فيه قتل (4) من بيشمركة البارتي، لكن بعد يوم واحد تم قتل (9) من بيشمركة الاتحاد من قبل البارتي.

6- في الشهر الرابع حدث اقتتال بين الحزب الاشتراكي والاتحاد في منطقة (بنكرد) حيث قام الاتحاد بفرض حصار على قوة من الاشتراكي، واستمر الاقتتال حتى اليوم الثاني. قوات حزب الاشتراكي التي كانت محاصرة في منطقة (بنكرد) ثم تخلصت من ذلك الحصار بدون أية خسائر.

القوات المحاصرة من الاشتراكي عبرت بحيرة دوكان لإكمال انسحابها واستطاعت الالتقاء مع بيشمركة منطقتي (كويه و بيتوين) للحزب الشيوعي في وادي (خلكان قرية باداوا). بعدها صادفت بطريقها بيشمركة الاتحاد الوطني، لتبدأ جولة جديدة من الاقتتال العبثي. ومن نتائج تلك الجولة، قتل (شيخ شمال) اسمه الصریح (شمال شیخ محمد) مسؤول قوات (93) كوسرت للاتحاد و(سرباز أحمد) مساعد (شمال) واثنين آخرين من البيشمركة هما (سعدي و كمال) في السيارة التى كانت تقلهم على الطريق العام في وادي خلكان عند مدخل قرية (باداوا). وبعدها بدأت معركة أخرى. وصار الجميع في حالة إستنفار قصوى لتبدأ مرحلة جديدة من الاقتتال.

7- اشتدت الحرب الاعلامية بين الاتحاد من جهة والشيوعي والاشتراكي من جهة أخرى على اثر مقتل شيخ شمال. وكان الاتحاد يدعي بأن المسؤولان هم علي حاجي نادر مسؤول سرية بيتوين للحزب الشيوعي، ومحمد الحلاق مسؤول سرية الكويه للحزب الشيوعي.

8- المناوشات والاستيلاء والتجريد من السلاح من قبل الطرفين وكذلك أخذ الجزية والخاوات والاعتداءات بين مؤيدي بعضهم البعض كانت مستمرة.

9- ليلة 17 على 18/4/1983 بينما كانت سرية (كويه) للحزب الشيوعي متواجدة في قرية (كوبتبه) (الواقعة غرب قضاء كويسنجق قرب الطريق العام بين أربيل وكويسنجق) تم الهجوم عليهم بأسلحة (آر.بي.جي) من عدة جهات.

10- منع احزاب (جود) من استعمال شارع (باليسان) الرئيسي، وتم الهجوم على سيارة تقل بيشمركة الاشتراكي والشيوعي باطلاق النار من قبل الاتحاد عليها، مما ادى إلى قتل (2) من بيشمركة الحزب الاشتراكي و جرح اثنين من الحزب الشيوعي.

11- استمرت عملية تبادل الرسائل بين مركز الاتحاد وقيادة قاطع الحزب الشيوعي. وفي اخر رسالة تم ارسالها إلى الاتحاد الوطني عن طريق مفرزة من الحزب الشيوعي، تم تجريد الجميع من اسلحتهم و ارجاعهم بالسب والشتم. وكان احد البيشمركة المرسلين هو ابن أبو حكمت (يوسف قشة)، المسؤول الاول لقاطع اربيل للحزب الشيوعي.

النقاط التي شهدت حولها نقاشات و جدالات ساخنة:
1- تسليم الاسلحة التي استولى عليها الحزب الشيوعي في الصدامات السابقة في قرى منطقة (ورتي و ﺑﮫردكرتكه) سنة 1981 وعددها تقريبا (40) قطعة سلاح والتى كان الاتحاد يطالب بإرجاعها، حيث كانت هناك عدة معارك لم يتم تبادل الاسلحة المستولى عليها. ثم كان هناك اسرى من الحزب الشيوعي لدى الاتحاد الوطني. عندما تم أسر مام هداية والبيشمركة الذين كانوا معه، تم الاستيلاء على اسلحتهم وغيرها من الاسلحة في تلك الفترة، وامتنع كلا الطرفان عن تسليمهما. في الحقيقة لم تكن النية صالحة!!

2- كانت سياسة الاتحاد الوطني في تلك الفترة تتركز على ابعاد و فصل الحزب الشيوعي عن جبهة (جود) ثم الالتقاء مع الاتحاد ضمن جبهة (جوقد)، لكن قيادة الحزب الشيوعي كانت ترى ان (جبهة جود) هي الأصح والأصوب، واكثر القيادة يفضلون التعاون مع البارتي عكس بعض الآراء القليلة خاصةً في قاطع السليمانية والذين يفضلون التعاون مع الإتحاد وكان بهاء الدين نوري مسؤول قاطع السليمانية للحزب الشيوعي فضل عدم المشاركة في القتال عندما شن الاتحاد هجوما على مقرات القيادة للحزب الشيوعي في بشتئاشان.

3- الحزب الشيوعي و الحزب الاشتراكي كانا يعتقدان بأن العمل العسكري ضد الشركات الاجنبية، شرعي، لكن الاتحاد كان يراه عملا غير جيد ويؤدى إلى سوء سمعة الحركة ككل. ويبدو ان تلك السياسة كانت من نتائج اقتراب الاتحاد الوطني مع النظام الدكتاتوري، حيث ان مفاوضاتهما استمرت لمدة سنتين، من سنة 1983 حتى بداية 1985.

4- كان من المقرر ان تتوقف الحرب الإعلامية لكنها استمرت بسبب ان الاتحاد كان يرى بأن ذلك الموقف صحيح، مع ان احد اعضاء المكتب السياسي للاتحاد وهو علي حويز قد حضر ووقع على تلك الاتفاقية.

5- تمت الاشارة في تلك الاتفاقية إلى مسألة مهمة وهي تحديد الجهة المعتدية والبادئة بالحرب أولاً وكذلك يجب ان تعود قواتها إلى مناطقها الأصلية، ولم يتم ذلك بسبب فقدان الثقة فيما بينهم، وان مستوى الفوضى وانعدام النظام والالتزام في الكثير من مناطق (دشت اربيل و كويه و خوشناوه تي) بالقرب من المقرات في وادي باليسان و اطرافها في تصاعد و توسع مستمر.

وأثناء تلك الاجواء غير المستقرة والمستفزة، وبتاريخ 26/4/1983 قررت قوات (جود) ان تضع حدودا لاعتداءات الاتحاد المستمرة، وخططت للسيطرة على الملبند الثالث للاتحاد في قرية باليسان.
 

1- كنا في الشهر السابع 1983 في قرية سيلوى التابعة لناحية بيرانشهر مقابل حاج عمران على الحدود الإيرانية العراقية، ونرى بأعيننا تحركات القوات الإيرانية عندما سيطرت على حاجى عمران العراقية، وكانت الاخبار الواردة هناك ان البارتى يساعد القوات الإيرانية، حيث ان احد امراء مفارز البارتى المعروف ب(احمد كشخة)، كان يوجه القوات الإيرانية من الباسدار والبسيج والعسكر ويدلهم على خط التلفون بين الربايا. كان على الإيرانيين مسك خط التلفون والتحرك صوب السواتر الامامية. وكانت القوات الإيرانية اثناء الهجوم على الربايا العراقية تستخدم اسلوب الكثافة العددية في سبيل الوصول إلى الساتر الامامي وبسبب حقول الالغام المنتشرة حول الربايا العراقية، فان اكثر المهاجمين يلاقون حتفهم. كانت احدى التكتيكات العسكرية الإيرانية المستخدمة، الغاية منها هي تفجير حقول الالغام، وهكذا يسطرون على منطقة شاسعة. كان الإيرانيون المهاجمون من (البسيج والباسدار) يعتقدون ان الذين يبقون أحياء يذهبون إلى كربلاء عبر حاج عمران، والذين يستشهدون يصعدون إلى الجنة ويكسبون 77 حورية.
2- كان رد فعل صدام الدكتاتور بصدد احتلال حاج عمران قويا تجاه البارزانيين القاطنين في ناحية قوشتبة، والتى تبعد 10 كم جنوب مدينة أربيل على الطريق العام بين أربيل وكركوك، وكذلك في ناحيتى حرير وسوران وقامت قواته بتطويق المجمعات السكنية للبارزانيين و اخذت كل من فيها من الرجال والشبيبة من عمر 10 حتى 70 سنة، كان عددهم بحدود 8000 من ضمنهم ثلاثة ابناء لملا مصطفى البارزاني، وهم كل من عبيد الله (الابن الاكبر) وكان وزيرا للدولة، ولقمان وصابر.
3- كرده مند: هذه التسمية كانت تستخدم في البيانات العسكرية العراقية، وكانت خاطئة لان الاسم الحقيقي لهذا الجبل هو (گرد مندیل)، و تعتبر أعلى القمم الاستراتيجية في المنطقة، ويعني گرد منديل (التلة البيضاء)، نظرا لكونها طوال السنة مكسوة بالثلوج. (الان بسبب التحولات المناخية وارتفاع درجات الحرارة فقط في الشتاء تكسوها الثلوج).


يتبع---




 

free web counter

 

أرشيف المقالات