| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 18/5/ 2010

 

هل احسن الشعب العراقي الاختيار

حسن علي

لا ادري كم اكون صائبا وكم هم الذين يتفقون معي اذا قلت ان الشعب العراقي لم يحسن اختياره عندما ذهب الى صناديق الانتخاب واختار ممثليه في البرلمان العراقي الجديد ، وعندما اقول ذلك انطلق من واقع الازمة السياسية التي يعيشها العراق منذ ثلاثة اشهر تقريبا ، لقد وقع الشعب العراقي في فخ الطائفية السياسية التي ما فتأت تنادي بها وتعمل على تفعيلها القوى والاحزاب صاحبة المصلحة من ترجيح ونجاح تلك السياسة ، اسمع الكثير من المحللين والقادة السياسيين يقولون ان الشعب العراقي اصبح واعٍ وانه يستطيع ان يحسن الاختيار ولكني اختلف مع هذا الرأي ، واقول ان شعبنا لا زال منقادا وراء العواطف والاهواء الطائفية ولا زالت القوى والاحزاب الطائفية تؤثر فيه الى حد بعيد ولا زالت جموع من الناس تحدد مواقفها على اساس التقليد الديني ومثال ذلك ما حصل عليه الصدريون حيث اصطفت الجماهير على اساس المرجعية التقليدية وبالمقابل اصطفت القوى السنية مجتمعة في القائمة العراقية كتحصيل حاصل بغض النظر عن رئيس القائمة الشيعي، في الوقت الذي يمكن للمرء ان يتساءل اين ذهبت اصوات الوسط الديمقراطي الليبرالي الواسع الانتشار في صفوف الشعب العراقي ، الا يعبر ذلك عن تدني واضح في مستوى الوعي السياسي ، ومن جانب اخر ان شعبنا العراقي المغيب سياسيا والمعزول عن العالم طيلة حكم الطاغية صدام حسين والذي اصبح فريسة الاوهام والغيبيات والعادات البالية كيف يمكنه ان يحدد الاصح والاحسن وسط هذا البحر المتلاطم من الدعايات والشعارات والاوهام الطائفية والعشائرية والمذهبية ، كيف يمكن لشعبنا ان يحسن الاختيار وقد وزع اصواته على ثلاث مجموعات طائفية ومذهبية واخرى قومية ، هل يعبر ذلك  عن الوعي السياسي الناضج ام يعبر ويكرس ما خططت له وارادته تلك القوى الطائفية والعشائرية والمذهبية التي نادت بعدم الحاجة للكثرة من الاحزاب والكتل السياسية وكان لها ما ارادت وانا اقول لو كان هناك وعيا سياسيا ناضجا لاستطاعت الجماهير ان تحقق معادلة تحسم فيها الجدل وتحدد موقف ومسار العملية الانتخابية وذلك من خلال احداث توازن سياسي بدفع التيار الوطني الديمقراطي للواجهة السياسية لترجيح موقف احدى القوى الفائزة وكسر المعادلة الطائفية بدلا من التخبط والتشبث بالمواقف ،هذا يقول الجهة الفلانية سنية وذاك يقول العكس وتدور المعارك الطاحنة على منصب رئيس الوزراء وتجري تصفية حسابات غير مبدئية على حساب الشعب العراقي الذي وقع في فخ الطائفية السياسية ولم يحسن الاختيار.



 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات