| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 18/2/ 2009



زيارة الشيخ دخيل للزعيم الراحل عبد الكريم قاسم

عبد الحميد الشيخ دخيل

رغم قدم الدين المندائي وتأريخ الصابئة المتجذر في العراق وإيران ولغاية سنة 1967 ، لم تنبثق عنهم مؤسسات دينية وإدارية وثقافية تعنى بلغتهم وثقافتهم وشؤونهم . كانت كل المسؤولية وبشكل مباشر وعفوي ملقاة على عاتق رجال الدين وحسب إمكانياتهم ومؤهلاتهم وظروفهم وبدون دعم يذكر ومساندة من قبل الطائفة.وكانت لهذا أسباب في مقدمتها عكوف وابتعاد أبناء الطائفة عن تحمل هذه المسؤولية ، والاتكال والاعتماد على رجال الدين وخاصة من قبل النخبة المثقفة من أبنائها إذ لم يتحركوا ويبادروا ليأخذوا دورهم ومسؤوليتهم في هذا المجال إلا بعد سنة 1967

إضافة إلى ذلك ثمة عوامل أخرى مرتبطة بهذا العامل منها بساطة المجتمع وطابعه الريفي وتعرض الطائفة وأبنائها إلى معاناة الاضطهاد والتطرف الديني والتخلف الاجتماعي والثقافي وغياب الحريات الدينية والاجتماعية والسياسية في المجتمع وخاصة في المناطق التي يتواجد فيها المندائيون .
ورغم كل ما تعرض له المندائيون ، عاشت الطائفة وأبناؤها في فترة تكاد تكون أفضل الفترات الزمنية التي مرت بهم من ناحية الاستقرار والأمان والتطور والتمتع بقليل من الحرية النسبية مقارنة بما تعرضوا إليه في الفترات السابقة من تأريخهم وهي فترة العهد الملكي ... وخلال فترة تولي الزعيم عبد الكريم قاسم مسؤولية الحكم بعد ثورة 14 تموز. هذه الفترة للأسف لم تستغل من قبل أبناء الطائفة للتحرك لإنشاء المؤسسات الخاصة بها والمطالبة بحقوق الطائفة .

لقد سمع الكثير من المقربين وأصدقاء الشيخ دخيل من وجهاء الطائفة ومن أهالي محلة المهدي / الدورة بالدعوة التي تلقاها الشيخ دخيل من قبل الزعيم عبد الكريم قاسم لزيارته والتعرف على ظروف أبناء الطائفة ومطا ليبهم .. بعد اطلاعه على الطلب المقدم من قبل الشيخ إلى مجلس الوزراء حول تعويضه بقطعة أرض بدلا من القطعة التي استولت عليها البلدية المقابلة لداره في الناصرية والبالغة مساحتها 1200م من أجل إقامة معبد عليها وكذلك الموافقة على جمع تبرعات من أبناء الطائفة وقدرها 2000 دينار لبناء المعبد إضافة إلى بعض الطلبات الأخرى . هذا الطلب يحمل رقم 724 في 31/12/1962أي قبل استشهاد الزعيم عبد الكريم قاسم بشهر و9 أيام
وفي اليوم المحدد للزيارة ذهبت مع والدي إلى استعلامات وزارة الدفاع واستقبله ضابط الاستعلامات ورافقه إلى مكتب الزعيم عبد الكريم قاسم ورجعت أنتظره في سوق الصاغة خان الشابندر ، القريب من وزارة الدفاع ..
تحدث الشيخ دخيل بعد لقائه بالزعيم عبد الكريم قاسم قائلا

لقد استقبلني استقبالا حارا عند دخولي إلى مكتبه وبحضور أحد مرافقيه وعانقني ورحب بي وقال أهلا وسهلا بالصديق العزيز سماحة الشيخ داخل...إنني سعيد جدا بلقائك اليوم ، وكنت أتمنى أن أراك قبل هذا الوقت ولكن متطلبات العمل والمسؤولية تحول دون توفرالفرصة المناسبة لنا للالتقاء بأصدقائنا
تفضل استرح ... وجلست على الأريكة وجلس بجانبي وبالقرب مني ... وكانت الفرحة والابتسامة من خلال حديثه تعبر عن مدى شوقه وفرحته لهذا اللقاء .وقال الزعيم
:
كانت لي ذكريات جميلة وعلاقات كثيرة مع أهالي مدينة الناصرية وأنتم من الشخصيات التي أعتز بها لمكانتكم المرموقة لدى أهالي الناصرية وهذه المدينة قضيت فيها أحلى فترة خلال حياتي العسكرية فترة الثلاثينيات.
_كان الزعيم عبد الكريم قاسم في بداية الخمسينيات يحمل رتبة نقيب في فوج تابع للواء الرابع عشر في موقع الناصرية وبقى فيها عدة سنوات وتعرف على وجهاء المدينة وشخصياتها.اما علاقته بالشيخ دخيل فقد زاره في داره في أحد الأعياد مع وفد المحافظة لتقديم التهاني للطائفة وللشيخ بمناسبة العيد الكبير .إضافة إلى الدعوات التي تقدم للشيخ في كل المناسبات الدينية والوطنية والاحتفالات التي تقام في المدينة وفى نادي الضباط ، فقد كان الشيخ عضو شرف في نادي ضباط الناصرية وعن طريق هذه الدعوات والمناسبات توطدت العلاقة مابينه وعبد الكريم قاسم وكل المسؤولين العسكريين والمدنيين في المدينة
وسأل الزعيم الشيخ قائلا
:
حاولت الاتصال بك عن طريق التلفون وقالوا لا يوجد لديه تلفون...! فلماذا
أجاب الشيخ ، سبق وأن قدمت طلبا لنصب تلفون ولم أحصل على موافقة بسبب عدم وجود خطوط في ذلك الزقاق ... وقد مضت سنتان على هذا الطلب التفت الزعيم عبد الكريم إلى مرافقه وقال له
اتصل بالمدير العام للهاتف والبريد واطلب منه أن ينصب فورا هاتفا للشيخ دخيل .
( في صباح اليوم التالي للمقابلة جاءت سيارة تابعة للتلفونات تحمل المعدات وقسما من العمال فيها ، وقاموا بنصب الأعمدة ومد الخط إلى بيتنا ونصب الهاتف خلال ثلاث ساعات وكان يحمل الرقم 42 ...ثم اتصل مسؤول بعثة النصب بمدير الهاتف وقال له ...لقد أنجزنصب الهاتف وأنا أتكلم معك عن طريقه )

ثم تحدث الزعيم للشيخ قائلا .. لقد اطلعت على طلبكم ومن خلال هذا الطلب جاءت الفرصة أن اتصل بكم للتعرف على أوضاعكم وأحوالكم أكثر، يسرني أن ألتقي بكم للعلاقة الطيبة التي تربطني بكم .
انتم أناس طيبون ونعتز بكم ، وبتأريخكم ، تحبون الحياة والسلام وإخلاصكم لهذا البلد لا حدود له ...، أنا عشت عن قرب معكم ولديكم من الكفاءات الكثير التي نعتز بها لخدمة هذا الوطن ... واستمر بالثناء لهذه الطائفة وأبنائها...
ثم تحدث الشيخ ردا على كلام الزعيم قائلا ...

أشكركم على هذه الثقة وعلى مشاعركم النبيلة التي عبرتم عنها بكلمات طيبة اتجاه الطائفة وأبنائها وهذا إن دل على شئ إنما يدل على عدالتكم وإخلاصكم واحترامكم لجميع أبناء الشعب وللأقليات خاصة ، سنضع أيدينا بأيديكم لبناء المجتمع الجديد تحت قيادتكم الحكيمة ، بارك الله فيكم وسدد خطاكم ومسعاكم لما فيه خير هذا البلد..
وأضاف الشيخ دخيل
:
طائفة الصابئة بحاجة إلى دعم ومساندة من قبل سيادتكم ومن قبل كافة المخلصين في الدولة ، وأنتم من المحبين والمساندين لهذه الطائفة وأبنائها ومواقفكم معروفة لنا ولجميع الشعب ونفتخر ونعتز بها ، فالطائفة على مدى تأريخها شاركت بكل إمكانياتها في بناء هذا الوطن وهذه الحضارة وطيلة حياتها تعطي وتقدم للبلد وبدون أن تحصل على ما يناسب عطائها وتضحيتها من حقوق أسوة بباقي الطوائف والأديان ، فهذه الطائفة من أقدم الديانات والطوائف وللأسف لا يوجد لديها معبد واحد في بغداد بل في
.العراق لممارسة طقوسها الدينية وإدارة شؤونها

سيكون ما يقدم محل فخر واعتزاز لها ، كما سيكون دافعا لدى أبنائها للعمل والدفاع عن هذه الثورة وأهدافها. وما تقدمت به من مطلب هو حقي وقد استلب منى ومطالبتي بتخصيص قطعة ارض ، هو من أجل بناء معبد عليها لطائفتي وهذا من مهمات حكومتنا الوطنية تجاه الطوائف الدينية في العهد الجديد....
قال الزعيم .
مطاليبكم عادلة ومشروعة وسوف ندعم ما طلبتم وقد وافقت عليها وسنفاتح أمانة العاصمة على تخصيص قطعة ارض بمساحة 1200م على شرط أن يتم اختيارها من قبلكم وبالتنسيق مع أمانة العاصمة ...وأنا اعرف اختيار الموقع مهم من قبلكم ولأسباب دينية وأنتم أعرف بها لذا لم أحدد الموقع وتركته لكم

وعلى أثر هذه التوجيهات لأمانة العاصمة ذهبنا أنا وأخي رياض ووالدي مشيا على الأقدام وبمحاذاة النهر من بيتنا في الدورة إلى محطة تعبئة أم العظام ( بانزين خانة ) الكائنة في بداية كرادة مريم وظهرت هذه المنطقة تابعة للوحدات العسكرية في وزارة الدفاع بعد ذلك... وذلك لاختيار موقع القطعة
وبعد تفقد هذه المواقع وقع اختياره على موقعين وهما :
الموقع الأول بجانب محطة أم العظام وتحديدا موقع القصر حاليا فهذا الموقع من أجمل المواقع في بغداد ، لقربه إلى مركز بغداد ولأبناء الصابئة مقارنة بموقع الدورة ، وقد رفض من قبل أمانة العاصمة لإشغاله من قبل الوحدات العسكرية
أما الموقع الثاني وهو موقع القادسية الموقع الحالي للمندي وكان هذا الموقع يسكنه قسم من المعدان أصحاب الجاموس ، وقد وافقت عليه الأمانة
وقال الزعيم معقبا وقد عرف أن الشيخ لا يطلب الأرض لنفسه وأن جل همه هو طائفته ومصلحتها

هذا الموضوع يذكرني بموضوع آخر مشابه له قد مر بي في الصويرة ...
لقد ورثت قطعة ارض وهي القطعة الوحيدة عن أمي في بلدة الصويرة ، وتبرعت بها إلى وزارة التربية لبناء مدرسة ثانوية للبنات عليها من أجل مواصلة الطالبات دراستهن في الصويرة بالقرب من أهاليهن بدلا من الذهاب إلى محافظة الكوت ....
وتبرعكم بهذه القطعة لطائفتكم دليل على حبكم وإخلاصكم لطائفتكم وأنتم أهل لها بارك الله فيكم
وأضاف الزعيم... أما بشأن التبرعات فسوف نكتب إلى وزارة الداخلية لتمنحكم صلاحية جمع 2000دينار حسب طلبكم وإذا شعرتم بالحاجة إلى جمع مبلغ آخر فاكتبوا لنا . كما أوعز إلى أمانة العاصمة بشان تنظيم وتسوية أرض مقبرة أبي غريب .

أما بشأن منح الموظفين والعمال وعلى اختلاف وظائفهم ومواقعهم في الدولة عطلا رسمية في المناسبات الدينية لهم فقد أوصى بعرض هذا الموضوع على مجلس الوزراء للموافقة عليه.
كما أكد الزعيم على الشيخ دخيل قائلا: عند احتياجكم لأي طلب أو مساعدة لأبناء الصابئة فنحن معكم ....
وأوعز الزعيم إلى المرافق بإعطاء الشيخ الرقم الخاص لتلفون الزعيم وقال له في أى وقت تحتاج تستطيع الاتصال بنا عن طريق هذا الرقم .

مع ذلك لم يطلب الشيخ أي مصلحة شخصية لنفسه بل لغيره من المندائيين حيث يروي السيد نعيم عيال أن الشيخ على أثر تلك الزيارة للزعيم تدخل لنقل السيد مبارك جابر السهيلي وهو ابن أخت السيد عيال نصار- أبو نعيم ويعمل موظفا صحيا في الكوت وحاول عدة مرات أن ينتقل إلى بغداد ، ويرفض طلب نقله وذلك لكثرة التنقلات إلى بغداد وصعوبتها في ذلك الوقت ، وعندما سمع السيد عيال نصار بهذه الزيارة كلف الشيخ بمساعدة مبارك جابر – أبي زكي لنقله من الكوت إلى بغداد وتم له ذلك فعلآ .
وفي نهاية اللقاء أعرب الزعيم عن شكره للشيخ دخيل لحضوره هذا اللقاء وبلغ الشيخ بنقل تحياته وتحيات القيادة لأبناء الصابئة. وفي الختام
¨تقدم الشيخ دخيل للزعيم عبد الكريم قاسم وقال :
اغتنم هذه الفرصة السعيدة لأتوجه لسيادتكم بالشكر والتقدير على هذه الدعوة والرعاية لتفقد أحوال أبناء الطائفة ونحن سعداء ومسرورون جدا بهذا اللقاء المتميز وهذا التكريم ومتابعة شؤوننا والذي نعلق عليه آمالا كبيرة ، وإن شاء الله سيأتي اليوم الذي نحتفل به لافتتاح هذا المعبد برعايتكم الكريمة وهذا إنجاز كبير لأبناء الطائفة في عهدكم الزاهر وفي ظل جمهوريتنا الحبيبة
أطال الله عمركم ووفقكم من أجل خدمة الشعب فأنتم خير من حكم العراق وستبقى أعمالكم ومواقفكم خالدة .

كان اللقاء الأول والثاني للزعيم قد جرى في فترة قصيرة مابين 1/1/1963 وفترة استشهاده في يوم 9/2/1963 أي خلال شهر و9 أيام وبعد تقديم طلب الشيخ لمجلس السيادة في 31/12/1962

على هامش زيارة الشيخ للزعيم عبد الكريم قاسم

1- لمس الشيخ من لقائه بالزعيم حبه ودعمه للطائفة وللأقليات الدينية واستعداده لتلبية كل إحتياجات الطائفة وما تصبو له من تطور في كل المجالات

2- من خلال هذه المقابلة والعلاقة الطيبة مابين الزعيم والشيخ ، شعر الشيخ بان زيارته جاءت متأخرة في هذا الوقت ، فكان المفروض من أبناء الطائفة التحرك والمبادرة لمتابعة مسؤولياتهم قبل هذا الوقت ، وكما طلب منهم الشيخ دخيل والشيخ عبدا لله الشيخ سام في مناسبات عديدة ، كما صدر عنهم بيان بشأن هذا الموضوع ، وللأسف كانوا غير مبالين لهذا التوجه لإدارة شؤونهم وتحمل مسؤوليتهم...!
وضاعت فرص ثمينة كان من الممكن استغلالها لتحقيق مكتسبات للطائفة خلال وجود الزعيم عبد الكريم قاسم

3- هنالك موضوع وطني مهم قد تبناه الزعيم عبد الكريم قاسم فعند إناطة أي مسؤولية إلى أي شخص يجب أن يتوفر به أولا الولاء والحب والإخلاص للوطن ، وثانيا أن يتمتع بالكفاءة العلمية والثقافية والإدارية وغيرها من الصفات ، بغض النظر عن مذهبه وديانته ، وهذا ماكان الزعيم مؤمنا به ، وهذه المتطلبات قد وجدها في الدكتور عبد الجبار عبدا لله ، إضافة إلى ذلك كونه صابئيا مندائييا ، والزعيم يدعم أبناء الصابئة لإخلاصهم لهذا الوطن. لهذه الأسباب رشح الدكتورعبد الجبار عبدا لله لرئاسة جامعة بغداد ودافع عنه وأصرعلى أن يكون هذا الموقع مسنودا إإلى الدكتور عبد الجبار عبدا لله لقد طرح الزعيم عبد الكريم قاسم اسم الدكتور عبد الجبار عبدا لله مرشحا لرئاسة جامعة بغداد الفتية في مجلس الوزراء سنة 1959 مبينا كفاءتة العلمية العالمية العالية وما سيقدمه هذا الرجل للجامعة من مكانة دولية علمية ، وهو يعرف جيدا بأن الدكتور عبد الجبار عبدا لله ينتمي إلى طائفة الصابئة المندائيين ، ولم يعني هذا بالنسبة للزعيم ، فأولا وأخرا هو عراقي وهو يفتخر بكل عراقي يمتلك هذه الكفاءات العلمية...

في حين أن الفريق نجيب الربيعي رئيس مجلس السيادة والآخرون قدموا الدكتور عبد العزيز الدوري واسما آخر كمرشحين لهذا المنصب ، لكون د. عبد الجبار عبد الله غير مسلم ، والزعيم يعرف الدوافع من طرح اسم الدكتور عبد العزيز الدوري والاسم الآخر كمرشحين منافسين للدكتور عبد الجبار ، لذا أصر الزعيم على موقفه وهو منطلق من المصلحة الوطنية والعلمية التي يتمتع بها د. عبد الجبار عبد الله ولمس الزعيم أن هنالك مماطلة وتسويفا بهذا الموضوع من قبل مجلس السيادة بعدم موافقتهم على ترشيح د.عبد الجبار عبد الله فخاطبهم قائلا - إنني وبحكم كوني القائد العام للقوات الوطنية المسلحة سوف أقوم بحل مجلس السيادة وسنشكل غيره لأن الكثير من الأمورأخذت تتعرقل - عندها قدم نجيب الربيعي الملف الخاص بالدكتور عبد الله ووقع عليه الجميع موافقين على ترؤس الدكتور عبد الجبار عبدا لله رئاسة جامعة بغداد. هذا الموضوع سبق وأن نشره في موقع تللسقف –المهندس الاستشاري صباح عبد الستار الجنابي
ومن خلال المعلومات أعتقد بوجود معرفة مسبقة بين الزعيم عبد الكريم قاسم والدكتور عبد الجبار عبدالله خلال فترة الدراسة في مرحلة الإعدادية . لقد أكمل الدكتور عبدا لجبار عبدالله الدراسة الإعدادية سنة 1930 في الإعدادية المركزية أما عبد الكريم قاسم فقد أكملها سنة1931 في نفس الإعدادية أيضا.

ولهذا أتوقع أنه خلال هذه الفترة قد جرى تعارف ولقاءات في هذه المرحلة بينهما، ومعروف عن الدكتور عبد الجبار أن له مكانة وسمعة متميزة بين الطلاب والأساتذه نتيجة تفوقه وذكائه في الإعدادية ، وهذا عامل يضاف إلى المكانة العلمية التي يتمتع بها الدكتور .
لهذه الأسباب أصر الزعيم عبد الكريم قاسم على الدفاع عن ترشيحه لرئاسة الجامعة.
كنا نشعر- نحن الأقليات - أن حقوقنا مصانة لاخوف عليها ، ولهذا كانت الطائفة المندائية وأبناؤها في مقدمة الذين دافعوا عن الثورة ومكتسباتها وقائدها المرحوم الشهيد عبد الكريم قاسم .

4- بعد الانقلاب الدموي في 8 شباط 1963 واستشهاد الزعيم عبد الكريم قاسم وتعقد الأوضاع السياسية والتغير الشامل في إدارة الدولة وتوجهاتها ، ورغم تدهورالوضع الصحي للشيخ دخيل فقد تابع إنجاز هذه المعاملة لدى الدوائر المعنية ، وقد لمس أن هناك تلكؤا ووضع بعض العراقيل وعدم الارتياح من قبل المسؤولين في إنجاز هذه المعاملة ، وذلك لوجود موافقة الزعيم عليها ومن بين هذه العراقيل إلزام الشيخ بدفع 117 دينار لتسجيلها باسمه ، في حين كانت الموافقة بدون دفع أي بدل لها .

استمرت هذه الجهود رغم كل هذه الظروف الصعبة التي مرت في أواخر أيام الشيخ دخيل ولغاية شهر اذار1964 فقد تعذر عليه الخروج من البيت بسبب سوء حالته الصحية وبقى بكامل وعيه وفكره وهو على فراش الموت .
ودع الحياة يوم 24/6/1964 راحلا إلى عالم الأنوار والحياة الأبدية ولكنه بقى حاضرا في ذاكرة ونفوس المندائيين ومن غير أبناء الطائفة ، لما قدمه من أعمال ومنجزات وترك بصماته على تأريخ الطائفة
وبوفاة الشيخ دخيل أغلق ملف قطعة الأرض المخصصة لبناء المندي في أمانة العاصمة إلى أن جاء بعض من المندائيين وراجعوا الأمانة وبعد استملاك مندي الدورة من قبل مؤسسة الكهرباء ، تحرك هذا الملف من جديد ، وكما أخبر السيد المهندس المعماري فالح عبد القادر أخي رياض ، حيث كان يعمل في قسم التصاميم بأمانة العاصمة ..

باستشهاد الزعيم عبد الكريم قاسم فقدت البلاد والشعب قائدا وطنيا مخلصا ، كما فقدت الطائفة صديقا حميما لها .
سيبقى الزعيم عبد الكريم قاسم خالدا في قلب وضمير الشعب العراقي

إن هذه الزيارة التي قام بها الشيخ دخيل للزعيم عبد الكريم قاسم تعتبر نقلة وتحولا كبيرا في حياة الطائفة إذ بهذا الإنجاز الكبير الذي قدمه الشيخ لأبناء الطائفة وحصوله على قطعة الأرض وتبرعه بها للطائفة ، ساهم في بناء القاعدة الأساسية للنهوض في تطور وبناء العمل المندائي ، وهذا ما كان يعمل من أجله الشيخ دخيل منذ مطلع القرن الماضي وحتى آخر أيامه.



 



 

free web counter

 

أرشيف المقالات