| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 17/4/ 2011                                                                                                   

 


الجدل القطعي المتمثل في إما...أو

د. صباح المرعي
Almarii6@yahoo.co.uk

ننحاز دائما في استعمالاتنا في إما...أو لطرف على حساب الآخر ، ولكن ليس بالضرورة أن يكون انحيازنا حاسما ً للموضوع في كثير من الاحيان ، لكن مبدأهما يكون دافعاً قويا ً من دوافع الاختيار .
ولابد للاشارة الى أن إما ...أو ستبقيان فاعلتان وذاتا اهمية ، طالما بقي السبب المبرر لهما حاضرا ، وهو في حالتنا العراقية يتمثل في مبدأ المحاصصة البغيضة في الاصطفافات الطائفية والقومية وغياب الديمقراطية الحقة ومبادىء حقوق الانسان.

فإما ان يكون السيد المالكي حريصا ومدافعا عن أموال الشعب ، التي بامكانها ان تطور البلاد باسرع وقت في كل مجالات حياتها ، أو أن يغض الطرف عن السراق ومزوري الشهادات ، وبذلك يبقى بلد النفط فقيرا ومتخلفا .
وإما أن يبقى السيد المالكي رئيسا للوزراء بامتيازات كثيرة اخرى ، وتبقى الوزارات شاغرة ويستمر الفساد والتزوير، أو أن يكون السيد علاوي رئيسا للوزراء ، ويبقى حال المواطن والوطن بما هو عليه ولكن بمشاكل جديدة .

إما أن يعي السيد المالكي بأن ضحايا مصر الشقيقة أكثر من 800 شهيد ، وان كل أهاليهم قد اتهموا مبارك المخلوع بقتلهم وطالبوا بمحاكمته بتهمة القتل الجماعي ، أو أن يستمع الى أصوات المتظاهرين الذين ما زالوا لحد الآن يطالبون باصلاح الحكومة والقضاء على الفساد .

إما أن يتكلم السيد المالكي وبكل صراحة عن فضيحة سرقة ملياردات الدولارات التي قام بها وزير تجارته المخلوع الهارب فلاح السوداني ، وهذا حق ، أو أن يتكلم عن آخرين ، ويبدو ذلك وكأنه حقٌ يراد به باطل .
إما أن يحترم البرلمان نفسه ويتجرد عن القرارات غير المدروسة ، كما بخصوص احداث البحرين بحجة أنهم شيعة ، أو أن يتاخر ولا يتفق مع إرجاع حقوق الكرد الفيليين المغصوبة ، وهم شيعة ايضاً - لا يجوز الكيل بمكيالين في برلمان - .

إما ان يكون البرلمان العراقي مدافعا ومطورا للمسيرة الديمقراطية العرجاء في العراق ، في أن يستنكر وبشكل جماعي ، الاعتداء الصارخ للسيد المالكي على مقرات الحزب الشيوعي العراقي وحزب الامة ، دون حق، أو أن تعاد الكرة مرات ، قد تكون اقسى ، وهذا ما لا نطمح اليه ، في بلد نريد له السير بالاتجاه الصحيح نحو الديمقراطية الحقة.

إما أن يبقى الشعب العراقي بأكثريته التي شاركت بالآنتخابات ، نائما على وضعه المأساوي الحرج ، وتبقى أحزاب الاسلام السياسي هي المفتحة العيون على السرقة والتزوير وحرف مسيرة الديمقراطية ، أو أن تعي هذه الاكثرية حقيقة الامر ، وتعيش بسعادة ورفاه ، خصوصا وأن خيرات العراق كافية وزائدة عليه .

إما أن تتبدل المناهج الدراسية الغيبية والمسؤولون الغيبيون ، الى مناهج علمية تساير التقدم والرقي ، أو أن نرجع بناسنا وارضنا الى الوراء اكثر واكثر .

إما أن تعي الجموع الغفيرة المشاركة بالانتخابات بأن سبب تأخرها هو الاصطفاف الطائفي والتطرف القومي ، او أن تعيد الكرة مرة أخرى بدون شعور بالمسؤولية ( القول بأن هناك شخصيات وطنية ومخلصة وحريصة في خدمتها لشعبها ، لا يعارض الفكرة العلمية القائلة بأن هذين التيارين هما أهم اسباب التاخر والانحطاط على كل المستويات) .

إما أن يكون اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب ، وفق استخدام مبدأ المفاضلة ، هو المقياس الاول والاهم في الحصول على عمل أو ترقية ، بغض النظر عن الجنس والدين والاعتقاد والرغبات ، أو أن تستمر حالات النهب والفوضى وحرمان الاكثرية الساحقة من مداخيل النفط البلاء .

إما أن تتشجر المناطق الصحراوية بالاشجار الخاصة بالصحراء ، وهو مشروع ذو تكاليف قليلة نسبة الى فوائده وموارده الكثيرة ، أو أن نستمر في عيشنا مع الغبار والاتربة والجو الحار جدا في الصيف وقلة الامطار عموما .

إما ان يتدخل السيد المبجل علي السيستاني بالتأثير على الاحزاب السياسية الشيعية في الاتجاه الى خدمة الشعب ومحاسبة المقصرين والفاسدين ، وبذلك يكون قد استحق احترامنا ، أو أن يتركنا ، هو والاخرون من حجج الله ، بدون فتاوى تقف حجر عثرة في طريق تقدمنا نحو مستقبل زاه لشعبنا . نعم ، فالتقدم على جرعات ، ولكن الحرية ليست كذلك .

إما أن نعي بأن الاحزاب الدينية والقومية كانت في كل مكان وزمان ، ليست هي سببٌ في الاضطهاد والحرمان فحسب ، بل عائق في طريق التقدم والرقي الانساني ، أو أن ينام حمل هذه الاحزاب على رؤوسنا وظهورنا الى امد ليس بقريب . فهذه الاحزاب حسب رأي " إيان كريب" – المفكر والناقد البريطاني – هي " وحش يتغذى على جهل مجتمعاته ويتلاعب بمصائرهم ويقضي على اية مقاومة تبدو منهم بحجة المحافظة على الامن" ، وهذا ما نراه في عراقنا الحالي.

ففي حين سيصبح للناخب المحترم الوعي الكافي لحياته وما الغرض من استمرارها بشكل طبيعي ، سيكون من الصعب جدا عودة اللصوص والمزورين والحاقدين والحاكمين زورا باسم الدين الى دفة البرلمان . فمتى سيأتيك هذا الوعي العظيم ، أيها الناخب النائم على فراش التعاسة والحرمان .

تحية إجلال للشباب الواعي والمرأة المحرومة من كل حقوقها ، والقوى الخيرة ، وهم جميعا يطالبون " باصلاح النظام .....


لندن 17/04/2011


 

free web counter

 

أرشيف المقالات