| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 17/2/ 2012                                                                                                   

 

بين هنا وهناك

 لينا النهر

بعد سنوات طويله في بلاد اروبا بدأت وكثيرين في عمري نواجه بسؤال نراه غريباً - من اي بلد انت؟
سؤال يطرح من قبل اناس شاركتهم طفولتي.
بعفويه وسرعه يكون الجواب – من العراق!

جواب بسيط لا يحتاج لكثير من التفكير . بسيط لدرجه بعض الاحيان حينما يطرح سؤال في الحياة اليوميه من اين انت (متسائلين عن مكان موقع العمل اليومي بمكان عمل اخر) يكون الجواب سريع وقوي و بكل فخر- من العراق!
الى ان تمر هذه اللحظه السريعه ويستوعب العقل السؤال المطروح ليعطي الاجابه الصحيحه - من هنا او هناك. .

هكذا نحن – نحب حياتنا اليوميه, وبعد سنين احببنا البلاد الجديدة ومدنها. صرنا نحلم بها, نشتاق اليها و ندافع عنها حين تتهجم عليها السن البعض . بلادنا الجديدة تغمرنا بذكريات جميله مليئه بالامان , الحياه العائليه المستقرة, الاقتصاد العائلي المستقر وكثير من الاشياء التي كنا نسمع ونقرأ عنها في الصغر وشاهدنا كيف كافح اباؤنا ولسنين طويلة للحصول عليها .

منحتنا الكثير من ما حرمنا منه.. ومع هذا مازلنا اسرى الحنين لما كان.. حنين للشوارع المهدمة المملوءة بالطين .. حنين للروابط العائليه وللجيره. حتى وان كانت متشابكه بذكريات طفوله قاسيه ومريعه - ايام الارهاب والعسف الصدامي.
حنين لذكريات الطفوله رغم انها كانت مسلوبة من كل ما يتمتع به اطفالنا اليوم ببلاد الغرب. حنين لخبز التنور الذي اصبح رمزاً جميلاً للعراق حتى عند اطفالنا.

اننا الخليط..
اننا الذين يختبئون اثناء اوقات العمل لدقائق بالحمامات عدة مرات في اليوم لمسح دموعهم الحارقه وكتم اشتياقهم القاتل لام او اب, او اخت او اخ ، تذكر اسماءهم بفخر في اعلام الحزب الشيوعي العراقي حينما يحتفل الاخرون بيوم الحب في 14 شباط .

نحن جيل تمتلئ قلوبنا بالفرح حينما نسمع اطفالنا المولودين في بلدان اللجوء ولم يعرفوا بلاداً غيرها ، وهم يجيبون بسرعه وفخر- نحن من العراق ! حين يُسألون من اين انتم ؟. وكأن جينات ورثناها نحن عن امهات واباء تنزل النجوم خشوعا لمحبتهم للعراق وما قدموه له.

اباؤنا العراق, نحن العراق, واولادنا العراق اينما كنا بكل ادياننا واختلاف ارائنا واشكالنا والواننا. لا يحق لاي مخلوق ان يسلبنا هذا!

نحن الخليط,,,, نحن عند الاختيار سنختار العراق بكل فخر .....





 

free web counter

 

أرشيف المقالات