| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 17/6/ 2009

     

في الذكرى الأربعين لاستشهاد المناضل ستار خضير

عامر الصكر

كلام مع الشهيد إقدام
اسمح لي ياسيدي الشهيد , أن أتطيب بعطر البردي والقصب , وألبس المسوح , وأتقمص هيئة نخلة عراقية يمتد جذرها من زاخو إلى الفاو ومن زرباطية إلى حصيبة , كي أتشرف بالحديث معك لأنك أطهر وأنقى وأكرم مني , لأنك قدمت نفسك وروحك فداء للعراق العظيم , لا أحدثك كشيوعي فأنا من عامة فقراء العراق , وغير شيوعي , بل أنا عراقي الدم والهوية .

, لقد طلقت السياسة منذ أن عرفت أن لا سياسة في العراق وأن السياسة فيه كبائعة الهوى تقدم نفسها للأقوى وإلى الذي يدفع أكثر , وطلقتها منذ كان الانتماء ولا يزال بالإكراه .
أقف منكسرا ياسيدي الشهيد لأخاطبك من المنفى القسري بعدما هجرونا ورحلونا من العراق الذي أحببناه مثل أثداء أمهاتنا , لأنهم استهدفونا بالطائفيه , فكم من مرة وجهت وجهي صوب العراق وناديت , بل استنجدت بقوافل الشهداء من كل الملل والنحل والعقائد والأفكار , ناديت فهدا , حازما صارما , سلام عادل , وناديت { إقداما } , ناديت الضباط الأحرار , حتى ناديت كامل شياع فلم يجبني أحد ممن ناديت.

ماذا أقول - يا جيفارا العراق - فقد أسموك ( إقداما ) وكان اسما على مسمى , فلم , ولن تنسى جبال كردستان , ولا أهوار ميسان صولاتك وجولاتك , أربعون عاما ياسيدي الشهيد ونحن من سيء إلى أسوأ , نحلم ونمني النفوس ولا حلم يتحقق من أحلامنا , فلا يزال أطفال العراق يحلمون باللعب الورديه وحمامات السلام وأمانيهم البريئه تداعب مخيلاتهم بأن آباءهم سيعودون في المساء يحملون الخبز والرداء دون أن يغتالهم أحد .

أربعون عاما ياسيدي الشهيد والعرائس العراقية يحلمن بثوب الزفاف قبل أوان العنوسة , أربعون عاما ولا يزال سوط أبي ريشة يلهب ظهور الضحايا , أربعون عاما ولم يتلقف أحد الراية الحمراء , أربعون عاما على استشهادك ولا تزال شوارع العراق تذري الغبار , وبيوت العراقيين يلفها الحزن كمشاحيف العماره تلتحف السواد , أربعون عاما ولا تزال الأمهات العراقيات يوقدن شموع خضر الياس على نهر دجله إحياء لذكرى أبنائهن , فكم منهم شهيد أو غريب , أربعون عاما ولم يظهر المنجل ليطلب بثأر (صويحب ) أربعون عاما ولم يعد مظفر النواب لوطنه .

ياسيدي الشهيد عالجنا الداء بالداء , والقتل بالقتل , فصارت قوافل الشهداء بالآلاف , وصارت جيوش العاطلين تجوب البلد بحثا عن لقمة العيش , وأصبحت أجساد العراقيين مرتعا للسرطانات نتيجة اليورانيوم المنضب , ولا أطباء , لا أدويه , لا مستشفيات , وهاهم طلبة العراق يحلمون بمدارس تحميهم من حر الصيف وبرد الشتاء , وظلت الثقافه يتيمة كبناتك اللواتي تركتهن صغارا لأن المثقفين بين شهيد ومهاجر , ولا يزال العراقيون يحلمون بالكهرباء والماء الصالح للشرب فأصبحت أمانيهم ضربا من المستحيل .

ياسيدي الشهيد قد اختلط الحابل بالنابل , لا نعرف من نحن , وإلى أين سائرون ؟ وقد خرجوا لنا بدستور لم ينزل به الله من سلطان , هضم وسلب حقوق الأقليات , وأسمعونا بدعة جديدة لم نقرأها أو نعرفها , لا بالكتب الماركسيه اللينينية , ولا بالنشرات القومية , حتى بالصحف العراقيه ألا وهي المحاصصة الطائفية .

لا أرثيك وأرثي رفاقك , وكل شهداء العراق , لأنكم نجوم في سماء العراق وأرواحكم ترفرف وتظلل شعبكم لأنكم خالدون في ضميره .

لك مني سلام عليك وعلى رفاقك , وعلى كل نجم سطع في سماء العراق , وسأظل مؤمنا بأننا بحاجة ماسة {لإقدام} , وسأظل رغم البعد والتشرد والضياع أحلم بوطن حر وشعب سعيد خال من الأرامل واليتامى .

مجدا , وعزا , وفخرا , وخلودا , ياسيدي الشهيد .........................


ملاحظه : ( إقدام ) هو الاسم الحزبي للشهيد البطل ستارخضير صكر الحيدر
 





 

free web counter

 

أرشيف المقالات