| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 17/1/ 2011

     

ليلة سقوط زين الهاربين في الفيسوك

مريم التيجي

كانت كل المشاعر مضطرمة في تلك الليلة، لم أكن أعتقد أن رأس بنعلي كان مطلوبا لكل الشعوب.
لم أكن اعرف أن ذلك البلد الصغير كان قادرا على شد الانظار..

في تلك الليلة، هجرني النوم ولم أكن وحدي.
كان مجتمع الانترنيت هادرا.. تلقيت عشرات التهاني من كل أصقاع العالم، حتى عندما كنت أقول إنني لست تونسية، لم يأبه المهنئون لذلك كانوا في حاجة الى تحرير تهانئهم في أي اتجاه.

إلا أن ما شد انتباهي في هذه الليلة الفيسبوكية التي لا تنسى، أن تفاعلات الشعوب اختلفت كثيرا. في وقت كان أصحاب العرس شاردون، ينتشون باللحظة، لا شيء عبر عنهم اكثر من ذلك الشريط الذي تناقلته صفحات الفيسبوك، عن شاب تونسي خرق حظر التجول ونزل لشارع الحبيب بورقيبة ليلا وهو يصرخ ويبكي:"يا تونس تحررنا.. يا مسجونين ويا مهجرين ويا مظلومين مشا بنعلي.. مشا الكلب.." والزغاريد ترد عليه من الاسطح قبل أن يوجه الجيش نداء بإقفال النوافد وإخلاء الشوارع..

في هذه الاثناء كان السوريون الذين لا يصلون الى الفيسوك بسبب الحجب يبكون من الفرح وهم يطلون من نوافد المسنجر الصغيرة والوحيدة المتاحة لديهم..

استغربت تشابه مشاعر عدد من السوريين الذين سهروا أمام نوافدهم الصغيرة، كان بعضهم اكثر تأثرا وأكثر فرحا حد البكاء برحيل بنعلي.

في حين نظر اغلب العراقيين المقيمين في الفيسوك نظرة قلق لما وقع، وأبدوا خشيتهم من أن تقطف الثمرة طغمة أخرى لا تختلف عن بطانة بنعلي وتغتصب دماء الشهداء وتأكل ثمرة النصر..

والى حدود الساعات الاولى من الصباح فاحت رائحة السخرية من احاديث المغاربة الساهرين في علب الفيسبوك، كانوا يتتبعون الأخبار ويعلقون عليها، وفور ورود خبر وصول الرئيس الهارب للسعودية، تناسلت النكات، بعضهم تساءل ان كان الرجل قد تاب وقرر التوجه لأداء العمرة في انتظار موسم الحج، ومنهم من أكد أنه سيسمى من اليوم الشيخ زين العابدين بنعلي وسيولى منصبا في جهاز الامن السعودي للاستفادة من تجربته..
كما تناقلت الصفحات المغربية نبأ نفاذ الحفاظات من الحجم الكبير من السوق بسبب إصابة الحكام العرب بالاسهال..

لكن بعض الحوارات اختارت ان تبحث عن الجواب الشافي لسؤالها المحير "هل البوعزيزي شهيد سيدخل الجنة؟ أم منتحر سيدخل النار؟


 

free web counter

 

أرشيف المقالات