| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 17/5/ 2009



نداء عاجل لحكومتنا الوطنية

خضير الاندلسي

امس نشر في الصحف والمجلات عن بائع من الفيحاء يحمل سلعته علنا باحثا عمن يشتريها ,هذه السلعة ليست طعاما يؤكل ولا غطاء يلبس ، انها ابنته البالغة ثلاث سنوات!!
ان عيناي كأعين الانسانية جمعا ,فما ان قرأت ذلك الخبر الا وبدأت الدموع تتناهل منهما بغزارة وذهب فكري بعيدا في مخيلة الزمن حيث العصور الغابرة والايام الماضية والتي حملت في طياتها الكثير من المعاناة والجوع ولكن لم اجد ابشع من هذا المنظر .

نعم قرأت بان الحرب العالمية الاولى اودت بحياة الكثيرين ومثلها الحرب العالمية الثانية وحرب الارهاب في بلدي الممزق من كل جانب ومأساة الانسانية الاخرى,الا انني لم ار هكذا منظر ,اب يسير في الشوارع والازقة باحثا عمن يشتري ابنته لان ليس بمقدوره ان يتحمل اجرة النقل من البيت الى المستشفى وبالعكس ولا شراء لتر من الدم كل شهر لان ابنته مصابة بفقر الدم !!1وارباه ما يحصل في بلدي ؟؟ أوليس الاسلام دين الرحمة وان حكام بلدي من المسلمين لا بل ومن متديني الطراز الاول وان الشرائع السماوية تحتم عليهم ان يساعدوا المحتاجين!!
يقال ان الناس في عطاياهم ينقسمون بين من يعطي لاجل الشهرة والمديح لا اكثر ,فمكافأته ستكون ان الناس يمجدوه اينما وجدوا وفي أي مكان تحط رحالهم وهذا عنده شي عظيم ,اخرين يعطوا ما عندهم لأجل العطاء ومكافأتهم هو الفرح داخل انفسهم جزاء ما قدموا ,وغيرهم يعطي لان الشرائع السماوية تفرض على الغني مساعدة الفقير كالزكاة في الاسلام والاعمال الخيرية في المسيحية الا ان الاخير قد يكون غير مقتنع بهذه المساعدة ويقدمها تلبية لاوامر الشريعة لا اكثر..
ان الذين يعطون وقلوبهم مفعمة بالحب والامل هم من يستحق الوقوف اجلالا وتعظيما فكم من فقير اعطى ما يملك ابدا , وكم من غني حجب امواله طمعا؟؟؟

اعتقد جازما كما يعتقد غيري الكثير ان حكومتنا الرشيدة ليست والحمد لله من أي صنف من الاصناف اعلاه فهي تحجب اموالها بعيدا عن مواطنيها مكتفية بالاقارب والاصدقاء في نشر عطاءها المزيف.
اذا كانت الشرائع السماوية تأمر مقلديها ان يساعد بعضهم الاخر ,فأين المسؤولين واصحاب الكراسي من ابن الفيحاء هذا وخصوصا وانهم من مقلدي تلك الشرائع السماوية (دعنا عن ان الحكومة ملزمة بتوفير الخدمات لمواطنيها)

الكل يعلم ان الوضع العراقي ابان عهد النظام المقبور لا يحسد عليه, اما اليوم فلربما يكون اسوء مما كان عليه حسب ما يقول الغالبية العظمى من ابناء شعبي , فأحدهم علق : لم اسمع ان احدا يبيع ابنته ابان حكم صدام الدكتاتوري ولكن ونحن اليوم في ظل الديمقراطية يوجد من يبيع اولاده بعد ان احتل العراق المرتبة الثانية في الفساد الاداري من بين 180 دولة حسب الاحصائيات الاخيرة التي نشرت من قبل منظمات عالمية معتمدة ويتساءل هذا الاخير بعجب هل ان الديمقراطية تعني نهب الشعوب ام خدمتها!!!؟

قد يتساءل البعض ما علاقة الفساد وهذا الذي يبيع ابنته فسأجيب ,ان والد هذه الطفلة هو عاطل عن العمل والسبب لا داعي لذكره ,لان الجميع يعرف ان نسب البطالة وصلت في العراق معدلات خطرة ,لذا ان الاخير عرض ابنته للبيع لانه لا يريد ان يرى فلذة كبده تموت امام عينيه ولايحرك ساكنا.

ان الحكومات من واجبها تأمين الحماية والامان لمواطنيها لا ان تنهب على حسابهم ,فكم من تهديدات وثمة نزاعات تم طرحها في البرلمان العراقي لانها تمس نوابه بالدرجة الاولى وكم من قضايا تم حسمها في وقتها لانها تصب في مصلحة الغالبية العظمى من نوابنا الاشراف (اصحاب الفنادق في اوربا ومثلها ايران) فمسألة تقاعدهم تم حسمها قبل تقاعد المواطنين وكأنهم شعب العراق بأسره (شعب الله المختار)

ان المواطن العراقي ينتظر بفارغ الصبر من يخدمه ويقدم له المساعدة فندائي الى من يتحملون المسؤولية اليوم ويجلسون على كراسي الحكم ,ان احسستم بأنكم غير مؤهلين لقيادة العراق مرة اخرى فأعطوا الفرصة لغيركم ولا تكونوا كدكتاتورنا السابق الذي ضحى بشعبه كي يبقى على عرش حكمه .

اعملوا او لا تعملوا فالكرة في ملعبكم وانتم من يقرر ولكن تذكروا قبل كل شي المواطن العراقي الذي بدأ يفقد ثقته بكم ايها الاحرار ,وضعوا في الحسبان ان من يسرق وينهب ثروات شعبه سيحاسبه الزمن حسابا عسيرا.
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات