| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الاربعاء 17/10/ 2012

 

عتاب احباب

لينا النهر

عزيزتي الغاليه ام - فلان
 
سلام حار وحنين كبير للكلام معك والضحك وتبادل الاسرار الكبيرة منها والصغيرة ايضاً كأسرارنا في الطفوله البرىئة.

عزيزتي , حديثنا قبل اربعة ايام وخصوصاً بعد تبادلنا الكلام على صفحات الفيس بوك عن موضوع مبارة كرة القدم للفريق العراقى في مدينة مالمو عرقل مزاجى وازعجني بعض الشىئ. أعتقد انك والاخرين لاحظتي هذا. ولكن حذفي للموضوع لم يكن سببه هذا الانزعاج وحسب وانما سببه الرئىسى هو خوفي من خلاف على البعد ووجهة نظر لا يمكن شرحها الا بمواجهة العين للعين. لتري تعابير وجهي لعلك تفهمي.

و هذا الكلام بعيد كل البعد من اتهامي لك بأن لا تفهمي, وانما سوء فهمك لي بهذا الموضوع فقط. موضوع العراق.
 
انت تعيشين هناك بالعراق وانا يعيش العراق بداخلي في الغربه. فعراقك وعراقي شيئان مختلفان. اخاف كل الخوف ان اقول ما اريد قوله خوفاً ان تزعلي.
 
لربما يكون عراقك اليوم عراق الخراب, عراقك النكد, عراقك الفقر والكهرباء المقطوع, عراقك الحنين لايام زمان . عراقك الخوف.. احاول ان اتفهم.
 
بل افهم الكثير من هذا, فهذا كان عراقي انا ايضا في السابق . عراق طفولتي , خوفي وألمي وقهري.
 
ومع كل المعرفه فما زلت احن.. احن و احن.. لهذا وذاك . غريب .. اعرف فنحن بالغربة اصبحنا غريبي الاطوار . وكما يقول البعض - نتفلسف بحبنا للوطن. .

فلعبة القدم لم تكن لعبة قدم . كانت فرحة كبيرة, ايام وليالي يخطط لها الناس ويسرحون بتفكيرهم حولها ، يستلذون حلاوة طعم التفكير فيها ويهيئون اطفالهم , يشترون الاعلام والاصباغ لتلوين الوجوه بالوان العلم العراقي وتلقين الاغاني العراقيه ووو.....

وكإننا نعود للعراق.. جميعنا.. ليوم واحد, كلنا عراقيين.. وجاء اليوم ولوّنا اوجه اولادنا كما شاهدت في الصور وحملنا علم العراق وحين وصلنا الملعب كأننا وصلنا بغداد.. ودخلنا وعزف النشيد الوطني.. وعلى صوت العراقيين من كل مكان ونزلت الدموع وشعرنا بالالم والفرح والاعتزاز.. اكثر من عشرين عاماً يا صديقتي لم نشعر بهذا. كيف لنشيد عمل كل هذا ؟ كلنا عراقيين!! احساس جميل نساه الكثيرون منا.
 
احسسنى بأني انسانه كامله. عراقيه.يجمعني ومن حولي شئ واحد وهو العراق وحب العراق.
 
وهذه الفرحة استمرت طوال المباراة ولم تقل قيمتها حتى وان دخل المرمى هدف بعد اخر. الاغاني والفرحه بقيت حتى بعد ان انتهت المباراة. وطعم اننا عراقيون نحب العراق دام معنا لحد هذه اللحظه.
 
هل عرفت لما كنت ادافع عن تلك المباراة ؟ هل فهمت لما كنت متمسكه بشدة بشعور الفرح خوفاً من ان ينتهي بسرعه ؟ مجادلتي لك ليست عن نتيجة المباراة يا صديقتي الجميله, مجادلتي كانت دفاعاً لا ارادياً عن اشتياقي لعراقيتي....
 

free web counter

 

أرشيف المقالات