| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 17/3/ 2008

 

الرفيق " فهد" وابنتي "لانه"

ضياء حميو
dia1h@hotmail.com

"لانه": هي ابنتي ذات الخمسة عشر ربيعاَ ،التي أتت للدنمارك منذ أن كانتْ في الثالثة من عمرها.
كان ذلك قبل عام حين شاهدتْ بمحض الصدفة صورةً لمؤسس الحزب الشيوعي العراقي الرفيق – فهد – ...
سألت من هذا ؟
وسؤالها نبهني، إلى أنه قد آن الأوان لتعرف المزيد عن تأريخ بلدها ، بالطبع هي تعرف إنها من أبوين عراقيين،وإنها منذ أن كانت في السنة الأولى والثانية من عمرها قد ساهمت في النضال السري من دون أن تدري بمساعدة الرفيقة، الحبيبة أمها في نقل البريد الحزبي من كردستان إلى بغداد والحلة ، ولكن فيما يخص عراقيتنا ، هو حبنا للنقاش في السياسة، وأغانينا الحزينة التي تمل منها سريعاُ، ولهجتنا المميزة بحرف إل"چ"....الذي صارت تحبه كثيراً وتسخر من كاظم الساهر حين يستبدله بحرف الكاف معلقة "هذا شلون عراقي بدون ال "چ" !
رويتُ لها قصة "فهد" كيف ابتدأ، ودرس، ونظَم ،وأسس الحزب حتى استشهاده ، لم تكتفي بما ذكرتُ بل صارت تسأل متلهفة الأصدقاء أو تبحث في "الانترنت" وتستعير الكتب وتقرأ!.
أحبت صدقه ووفاءه لمبادئه حتى " عود المشنقة" أحبت عراقيته وامميته وهكذا صارت السلسلة تطول لتكتشف العدد الكبير من الذين ضحوا بكل شيء من اجل فكرة صادقة عمادها الأول العدالة الاجتماعية والمساواة ، اخطأوا وأصابوا ـ عاشوا واستشهدوا.!
كانت تسمع عن عمو فلان وعمو فلان من أنصار البيشمرگة الشيوعيين كيف تركوا زوجاتهم وأطفالهم ومقاعد الدراسة الجامعية والحبيبات، ملتحقين بالأنصار وكردستان دفاعاً عن فكرة امنوا بها بصدق!
تراهم الآن في المنفى ادر كتهم الشيخوخة والإحباط أحيانا ولكنهم سيظلون فخرا"وأعلاما في رأسها نار".
(في هذا أقول لا يمكن إدراج تجربة الأنصار الشيوعيين تحت جدل "البطرانين" بين الصح والخطأ! في التفاصيل وتأخر الخطوة سنينا، ممكن، و لكن عند التضحية والإقدام والشهادة فأنهم صح وصح وصح:!)
حين رأتْ "لانه" العراق يقتتل طوائف ومذاهب ببربرية بدائية،وقرأتْ إن" فهد" كان مسيحيا كلدانيا ضمن التصنيف التقليدي وتسامى بفكره هو ومن معه على هذا التصنيف، أحبت" فهد" وحين عرفتْ إن الانكليز وعملائهم حين أعدموه،لم يقتصروا عليه بل أعدموا معه ثلاثة من رفاقه من قيادة الحزب شيعيا وسنيا ويهوديا ، عرفت أن شهادة "القتلة" أكدتْ انه حزب فوق الطوائف والمذاهب فأحبت حزب "فهد"و رفاقه .
سمعتْ وقرأتْ، حدثتها عن ماركس وانجلس ولينين، فرحت بأمميتهم الصادقة وأحبتهم كأنهم أصدقائها في عمر المراهقة ، سألتني عن "كاسترو" أخبرتها ما اعرف واعتقد، لكنها لم تقتنع! اشترت كتاباُ ضخماً عن حياته وحين أنهت قراءته علقت قائلةُ": لم يكن شيوعيا ،وحده "جيفارا" كان حقيقياُ :!
اكتشفتْ بهدوء ومساعدة من الصحب جوهر الشيوعية فصارت تحب العراق بشكل يقلقني!
كلما رأتْ شيئاُ جيدا في الدنمارك تمنته للعراق متسائلة: كيف يمكنني أن انقل هذه الفكرة والشيء للعراق؟.
أحبت روحية الشباب عند "عمو حسين" وماركسية "خالو رزگار" وروح النكتة عند "عمو حيدر أبو حيدر" ورنة العود البصراوية عند "عمو طالب غالي" ومشاكسات قصائد"عمو خلدون جاويد" وجرأتْ الصديقة" نادية محمود" وشهامة وصدق "عمو أبو ميلاد"!.
أترون أنها الفكرة بأجنحتها متجددة الريش!
شكرا لكم أصدقائي الشيوعيين، كنتم مثالا صادقا جعل ابنتي تثق بنفسها وتحب العالم أجمعه وتعتز بعراقيتها.
شكرا



 

Counters

 

أرشيف المقالات