الأربعاء 17/11/ 2010

الموظف الوحيد في العراق الذي ـ بعد الاحتلال ـ استقال حسن النواب ـ استراليا نحن لا نتعظ .. حتى لو قالوا لنا ان الحرية لكم متاحة الى اقصاها .. ليست هناك حرية مطلقة ، ولكن بوسع الأقلام الحرة ان تدعها محررة حتى الى سابع سماء ، غير ان الذي يحدث عندما يمسك احدهم بصولجان الثقافة الحكومية مثلا .. انه يقع اولا امام شخصيته الضعيفة التي عادة ما تنحدر الى التصفيق المبطن للحكومة ، واذا ما حدث ان احدهم صار واضحا بكل شيء .. وانه لا يتزعزع ابدا ما دام الشعر الذي برأسه اكبر من المناصب ، نراه بعد حين يمد يدا خفية لمصافحة مسؤوليه حتى لا يضيع امام ناظريه الخيط والعصفور ، ربما هناك من يقول لو كنت انت بمنصبه ماذا تفعل ؟ واقول لهذا السائل ان المنصب انما هو بحقيقته ذلك الرصيف الذي كنا نجلس عليه ، ثمة ثقافة ليس بوسع الحكومات ان تفهمها .. لإننا اكبر من كل الحكومات ، ولذا نرى ذلك الذي يعرف جيدا انه ادنى ثقافة من هؤلاء الصعاليك المعذبين وان الحكومة مراده .. انه يبدأ مغازلتها بطرق خفية .. ومنها انه لا يفتح عينيه على الشارع المتوجع كل يوم ويدخل الى الجريدة وهو يفكر بشيء واحد فقط ماذا يقبضه آخر الشهر .. هناك مثقفون نراهم امام فوهة النار .. لكنهم في الحقيقة اشبه بدخان تزفره نارجيلة .. وحتى ابرهن خلاف قولي هذا .. عندما شعر ابراهيم الخياط بهامشية الفقراء وعدم توافق افكاره مع وزارة الثقافة والاعلام اعلن استقالته .. وهو بالمناسبة الموظف الوحيد بعد الإحتلال الذي استقال من وظيفته برغم ان مردود الوظيفة بوسعها ان تدر عليه الآن ثروة طائلة .. هناك من يقول انه كان جاهلا او غبيا ؟؟.. لأنه لم يصدق انهم يغرفون هذه الأموال .. واقول لهؤلاء ربما الشعب لا يعرف ماذا تلهمون من الثروة .. لكن ابراهيم الخياط الذي استقال علنا عن وظيفته اثراكم لأن الشعب لا يحب الا الناكرين للسلطة .. وانتم تلهثون لها .. وما امامنا سوى الشفقة من المثقفين الوضعاء الذين ربما لا يستحقون مناصبهم لأنهم الذيول في حكومة ؟؟ حتى لو كانت اسرائيل . هذه حياة تجري كنهر .. النهر يستمر لكن الأشنات التي تظهر على موجه صرنا نعرفها . وان العاقبة التي تنتظرهم لا نتمناها لهم لإنهم اصدقائنا .. ؟؟