| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 17/11/ 2010

 

مع سالم مشكور وانحدار القيم الانسانية

خضير الاندلسي

لما شرعت القنوات العربية والعراقية بتناول الواقع العراقي بُعيد الاجتياح الدولي للعراقي 2003 بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ,برزت على السطح الاعلامي ,التلفزيوني, برامج مميزة حللت الواقع ,ولازالت, بمسؤولية وحرص عاليين من بينها ساعة حرة الذي اصبح طقسا يوميا لكثير من العراقيين ومثله حديث النهرين اسبوعيا يديرهما الاعلامي والصحفي سالم مشكور المرهف بالحس الوطني والذي ميزه الجمهور من بين كثيرين لا يتمتعوا بأهلية مهنية اوقاتا ويعملون لصالح اجندة معينة اوقاتا اخرى.

في جلسة حوارية عبر الانترنت استغرقت حوالي نصف ساعة , بدت امارات الغضب شاخصة على ملامح مشكور رغم اني لم انظر اليه ! بيد ان نبرة كلامه بينت مدى سخطه من الواقع القائم وبمسؤولية عالية كما عهدته في كلا البرنامجين, معللا ان الدمار الانساني الذي لحق بأفراد مجتمعنا العراقي يعود للحقبة الصدامية الماضية التي لم تعط للفرد الحرية الكاملة في التعبير وانعدام مفهوم تقبل الراي الاخر ولهذا فان اعادة تأهيل العراقي تحتاج الى سنين طوال وخصوصا بعد ان نخرت جسده مساوئ عدة (ابرزها الفساد الاداري) في ظل غياب واضح لفعالية الاجهزة الرقابية والمؤسسات المعنية بهذا الامر.

ونحن اذ نتطرق الى انحدار القيم الانسانية علينا البحث في الاسباب الموضوعية التي ادت الى هذا الانفجار الانحطاطي الهائل في الاخلاق. لاشك ان ثمة نقاط تميز المجتمعات المتمدنة عن غيرها , تنحصر ابرزها في تسويق ثقافة الحياة التي ولدت ساعة سقوط القيم الهلامية للدين في المجتمع الغربي ,بينما يهيمن انتشار السياسات الدينية في مجتمعاتنا والتي غرست في نفوس الافراد (الغش ,الرشوة ,الاتكالية , الكذب وغيرها) تلك السياسات التي تنظر الى المظاهر (الصلاة والصوم) وتترك المضمون (القيم) . ففي العراق , وبالماضي القريب كان بأمكانك تسنم منصبا رفيعا في الدولة ان كنت رجل دين, او ان تسهل امورا عديدة في دوائرها ولا يوجد هكذا تعامل مع المواطن الاعتيادي .

شتان ما بين الثقافتين , فالاولى تغرس ثقافة الجمال والحب اما الثانية فلا تعرف من الحياة شيئا , هي تحيا كي تموت!

في الماضي كان الواعز الضميري يحرك الغالبية دون الرقيب الالهي اما اليوم فلم يعد للاثنين حديث يُذكر!
أشاطر السيد مشكور المه تجاه الوضع القائم في الوقت الذي اود ان يقاسم البعض! جزءا من ألتزامه الاخلاقي - الوطني ,فهو العائد الى دوامة العنف الدموي في العراق تاركا عائلته بعيدا عنه خارج الوطن ليساهم في بناء ما خُرب, متفاعلا في كل لحظات بغداد الاليمة والمفرحة,ان وجدت.

واخيرا :
لابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر
 

free web counter

 

أرشيف المقالات