| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                   السبت  16 / 8 / 2014


 

بين التطرف والتحالف الأمريكي الإسرائيلي!

فهد المضحكي

حرب الإبادة التي شنتها حكومة اليمين المتطرفة تجاه الشعب الفلسطيني في غزة تؤكد ان المذبحة الجماعية التي راح ضحيتها اكثر من 2000 مدني فلسطيني بين شهيد وجريح اغلبهم من الاطفال والنساء وكبار السن تتشابك خيوطها مع مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي راهن – بعد فشله – على اليمين الاسرائيلي والاسلام السياسي وتحديداً اخوان المسلمين وداعش التنظيم الظلامي الذي حظي بمباركة القوى الدينية المتشددة والرجعية العربية واسرائيل وادارة اوباما صنيعة قيادته!.

ولاشك ثمة مقدمات هيأت الارضية او المناخ الملائم لهذه الحرب التي تعد جريمة بحق الانسانية وفي مقدمة تلك المقدمات انهيار عملية السلام ورفض اسرائيل لأية تسوية، وتراجع النظام العربي وسياسات اليمين الخاطئة لدى اسرائيل وحماس، وتصاعد دور الرجعية العربية وإيران وتركيا، ولم تكن سلبية النظام الدولي بمعزل عن ذلك!.

فإذا كانت أحداث غزة تطورت بشكل خطير وتعقدت في ظل المطالب الاسرائيلية المتمثلة في نزع سلاح حماس التي ترى رفع الحصار عنها وعن الشعب الفلسطيني في القطاع اهم بنود الهدنة، فان مسؤولية ما حدث من دمار وابادة بشرية يعود الى الكيان الصهيوني العنصري الذي يعارض اية تسوية للنزاع العربي الاسرائيلي والمتمثلة في حل القضية الفلسطينية وفق مبدأ احترام حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وحقه في اقامة دولته الوطنية المستقلة، وحق عودة اللاجئين إلى بلادهم، ويعود ايضاً إلى تطرف قيادات حماس وحساباتها الخاطئة التي تعتقد ان التصعيد والصدام العسكري غير المتكافئ من شأنه ان يخدم القضية الفلسطينية ومصالح سياسية وعقائدية اخرى لا علاقة بتراجع دور اخوان المسلمين على الصعيدين العربي والدولي، بعد ان ضربت ثورة 30 يونيو الوطنية مخططاتهم واتفاقاتهم الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، ومن جملة تلك الحسابات احراج مصر واتهامها بعرقلة تنفيذ الشروط الفلسطينية في المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية في القاهرة، والحملة الواسعة لتشويه دور مصر الوطني، وهي تدار من العاصمة التركية والمدعومة سياسياً ومادياً من اطراف عربية وايران، ولا نبعد من تلك الحسابات دعم طهران استمرار الحرب لاعتبارها خطوة ضرورية لابعاد الانظار عن سورية في الوقت الراهن، وهي ضمن اجندة التقارب الامريكي الايراني!.

وبكل تأكيد لا يمكن تجاهل التناقضات القائمة داخل الحركة الفلسطينية ذاتها التي من مصلحة الكيان الصهيوني ان تستمر تلك التناقضات والخلافات، والمشكلة تكمن في السياسة الامريكية التي لم تكن طيلة تاريخها طرفاً محايداً في النزاع الاسرائيلي العربي، في حين ومنذ عقود كان الاتحاد السوفيتي السابق على الدوام يسعى لحل شامل لهذا النزاع لما فيه مصلحة شعوب المنطقة، وعلى اساس ذلك كانت مبادراتهم من اجل انسحاب القوات الاسرائيلية من جميع الاراضي المحتلة واقرار حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير بما في ذلك حقه في بناء دولته المستقلة، ولضمان أمن جميع دول وشعوب الشرق الاوسط ووجودها المستقل، ويتعلق ذلك بالطبع بالشعب العربي الفلسطيني واسرائيل على السواء.

يقول الكاتب فواز جرجس في كتابه اوباما والشرق الاوسط نهاية العصر الامريكي: مع نهاية سنة 2012 غدا واضحاً ان خطاب اوباما امام الجمعية العامة في ايلول/ سبتمبر 2011 كان اعترافاً بالفشل وتراجعاً عن الدبلوماسية المتوازنة وانتصاراً لمواقف اسرائيل اولاً، فقد كرر اوباما في المناسبة تلك سردية اسرائيل الامنية المهيمنة، ولم يكَدْ يتلفظ بكلمة واحدة عما يجب فعله للخروج من المأزق الامني، وبدلاً من انقاذ اسرائيل من نفسها ووضع الاولويات الامريكية ورسم تصور لتسوية سلمية ممكنة، فقد صور اسرائيل التي تحتل الاراضي الفلسطينية كضحية، وبقاؤها على المحك.

وهكذا فأمن اسرائيل – كما يقول جرجس – يتقدم على الأمن الفلسطيني وحق تقرير المصير.

ووفق قول اوباما «ان الالتزام الامريكي بأمن اسرائيل أمر ثابت وصداقتنا مع اإسرائيل عميقة ودائمة وعليه، فنحن نعتقد ان اية تسوية سلمية دائمة يجب ان تعترف بالمخاطر الامنية الحقيقية التي تواجهها اسرائيل كل يوم».

ومن هنا، نجد التعاون الاستراتيجي الامريكي الاسرائيلي يزداد قوة ومتانة يوماً بعد يوم، وما الحياد وعدم التحيز إلا شعارات تتستر وراءها السياسة الامريكية في الشرق الاوسط طوال عقود.



 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات