| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 16/12/ 2012                                                                                                   

 

بين موقعة الجمل وخراطيش الاخوان

بروين زين العابدين

حينما ترتدي الساحة وشاح الثورة تبدأ رحلة التحولات، بانطلاقة شعب مُوَّحِد لطبقاته التي تُخفي تناقضاتها بضرورات التأجيل وحكم العدو الرئيسي والثانوي في حدة الصراعات وأولوياتها لحين استلام حزب سياسي يُعَّبِر عن طبقة ما السلطة السياسية في البلاد، وهذا ما حدث في مصر بعد ان اقتحم الشباب ابواب السماء، ووصل الصعايدة قبل الاخرين،  وحمل الاقباط همهم التاريخي وخوفهم المشروع، ورفع الاخوان المسلمين "المصحف" و"الصليب"، فقال البعض" ها هو الحوار الحضاري وجوهر الدين".

مجريات الاحداث واداء الاطراف السياسية والاجتماعية ونتيجة لموافقة اميركية ودعم "خليجي - تركي" تسلم الاخوان المسلمين وحلفائهم السلفيين السلطة في مصر ورئيسهم "محمد مرسي" الذي يصدر قرارات بعد صلاة الصبح ويلغيها بعد صلاة العشاء، وكانت مهزلة الغاء المحكمة الاتحادية واعادتها، الاعلان الدستوري وإلغائه، رفع الاسعار والغائها جزء من مهزلة تحتاج لمداخلة الفنان "عادل امام".

مسألة طبيعية وتكرار تأريخي هو الانقسام في قوى الثورة، و حينما تكون الثورات ناتجة عن تمرد جماهيري تم تعريفه بالربيع العربي، فان الانقسام يكون حادا، والتضاد احتراباً، وهذا ما تجسد في شعار رفعه رفاق الشهيد الصحفي "الحسينى أبو ضيف" في ميدان التحرير التي تحتض اوفياء ونهج الساحة واهدافها، فبعد استشهاد الصحفي الحسينى أبو ضيف، الذي اصيب بخراطيش الاخوان في موقعة الاتحادية رفع المتظاهرين شعار يوضح مدى الانقسام بين الطرفين فكتب ثوار ساحة التحرير "نحن فقدنا رجل والاخوان فقدوا الرجولة".

قوى الثورة سترفض وستعلن بوضوح "لا" للدستور  الذي يفترض بانه عقد اجتماعي، فأي عقد هو العقد الذي جعل من الساحة ساحتان، ومن الشعب شعبان، احدهم يتحدث باسم الله واسماءه الحسنى والاخر تم تكفيره بسياط وحبال الصوت الالغائي  كما عبر عنه "الشيخ خالد غنيم" وهو أحد علماء الجمعية الشرعية، ( أن المصريين، "لن يرضوا بغير تحكيم الشريعة" مستنكرًا  وإن المعركة "ليست على الدستور وإنما على الإسلام" )  وان ("المصريين الشرفاء، وفي مقدمتهم التيار الإسلامي لن يتنازلوا عن تطبيق شرع الله") وفق تعبيره.

مصر وميدان التحرير وعدد الذين سيقولون "لا" للدستور  سيحدد مستقبل مصر، بل والمنطقة باسرها، لان مصر بوابة مفتوحة بتأثيراتها على قارتي اسيا وافريقيا، فهل يمكننا الحديث عن بوادر ربيع عربي؟. الايام المقبلة حبلى بالأحداث.

 

free web counter

 

أرشيف المقالات