| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                الأربعاء  16 / 7 / 2014

 

الجيتوات والمذبحة

عبدالله خليفة

هناك مذهبان شديدا التضاد هما المذهب الحنبلي والمذهب الشيعي.
يقيم كلٌ منهما جيتو يحبسُ فيه أتباعه سواء كان بلدة بدوية صحراوية أو قرية.

المبادئ ذاتها تقيم سجناً للفرد منذ ولادته، وتمنع عنه التفتح والتنوع الفكري السياسي، الشعائر الحادة التي تنمو مع كبر الفرد أو نمو الجماعة في سلك الشمولية لا تتوقف ولا تعرف المرونة ولهذا قد تتداخل مع جماعات دكتاتورية أو دول عسكرية بحسب التطور التاريخي للدول وللمجموعات الاجتماعية.

الفردُ مهيأ للانغلاق وخدمة القوى العسكرية التي تلوح بالشعارات الدينية، ولهذا فإن المذبحة الكبرى التي تجري في العراق وسوريا ليست غريبة بل هي نتاج لكل هذا التاريخ والمؤثرات الاجتماعية والأسرية والشعارية.

تصادم الحنبلية والشيعة في العراق هو نتاج لكل هذه الخلفيات، حيث تخرج حشود مهيأة للصراع الدموي وهدم الدول.

استغلت العسكرية الدينية الإيرانية هذه الجموع في عمليات توسعها حيث لا تقوم هذه العسكرية إلا ببناء برامج التسلح والتصنيع الحربي وهي بحاجة دائماً إلى القواعد المحدودة الوعي للهيمنة، وهذا يذكرنا بطبيعة روسيا وطريقة تطورها.

ومن هنا غدا العراق ساحة توسع أساسية وقد قامت بعض القوى الوطنية العراقية بالتصدي للنفوذ الإيراني وإبعاد بعض الشيعة عن هذه الهيمنة لكن المالكي ونخبه السياسية والعسكرية التي ملأت المقاعد قاومت ذلك.

جر أغلبية شيعة العراق إلى هذا الاصطفاف كان يعني استفزاز الأطراف الأخرى السنية المعتدلة والمتطرفة للصراع، وكانت قوى الحنبلية والبعث المعتمدة على العنف فرصة لها للانتشار والتمدد.

إن القاعدة الشكل المغامر الأهوج من الحنبلية حصلت على فرص كبيرة للتوسع وضم المتضررين من التدخل الإيراني، وهيجت القوى القومية للرد على هذا التغلغل.

هكذا انجرت عشرات ومئات الآلاف للصراع وفي الصور نرى الأفراد المتعصبين يقبلون القرآن من يد ملا ويدخلون الحرب.

تبدأ السيطرة من داخل الجيتو، من زمنية الطفولة، وخلق الفرد المتعصب الأعمى.

يتواجه الحنابلة والشيعة بأدوات قياداتهم وشحنها الطويل وعبر عشرات السنين الحديثة، وتصاعد الهياكل السياسية العسكرية في إيران وأفغانستان والصحارى العربية الواسعة حتى وجدتا ساحة مشتركة متضادة كل منهما يندفع إلى الآخر من خلالها!

لكن الأساس يبدأ من الغيتو ومن عدم التفتح والعزلة الحجرية ورفض التعددية والديمقراطية.

free web counter

 

أرشيف المقالات