| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 16/6/ 2010

     

السياسة الخاطئة في ادارة التفاوض

ابن الفرات الكعبي

هكذا دائما تأتي النتائج المحبطة بسبب المقدمات التي لم يحسن ساسة العراق تقديرها لتحقيق ما تطمح اليه الجماهير من تغيير يبعد البلاد عن الطائفية ويعيد للعراق لحمته الوطنية.

يوم الجمعة اعلن عن اندماج الائتلاف الوطني مع ائتلاف دولة القانون تحت مسمى التحالف الوطني .وهو ما يعيد شبح الطائفية الى الساحة العراقية بل ويقتل الامل الذي ظهر بصيصه في قلوب العراقيين وهم يتوجهون الى صناديق الاقتراع آملين تغيير الواقع المر الذي عاشه العراقيون في السنوات المنصرمة بعد الاحتلال.

واعتقد ان سوء التدبير في ادارة التفاوض الذي حصل بين الكتل هو السبب الاكبر في العودة المقلقة الى التكتل الطائفي ولا سيما نحن اليوم امام كتلة طائفية كسابقتها في البرلمان السابق بنفس قيادتها ممن كان لهم الدور الاكبر في ان تعيش البلاد ظلام الطائفية والاقصاء وهذا سببه حسب اعتقادي ان الكتلة الفائزة بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي لم تكن تدير التفاوض بروح المفاوض الذي جعل الهدف الاول اخراج البلاد من نفق الطائفية والفساد الاداري وذهاب النعرة الطائفية الى غير رجعة بتغليب الشعور الوطني والمصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية فان القائمة العراقية وان كانت تشكلت على اسس وطنية الا انها كانت لا تناقش موضوع التنازل عن رئاسة الوزراء لمصلحة الوطن واللحمة الوطنية وعلاوي هو المرشح الوحيد لمنصب رئيس الوزراء وهذه ليست هي اللغة المناسبة في اجواء سياسية كالتي يعيشها العراق ولو ان القائمة العراقية استطاعت ان تكسب اطراف مقابل رئاسة الوزراء على ان يتم توسيع صلاحيات رئيس الجمهورية وتفعيل دور المحكمة الاتحادية بحيث تصبح هي الحاكم وليس التابع المحكوم كما هو الحال الان وتعديل صلاحيات رئيس الوزراء .كل ذلك كان ممكنا لو أحسنت العراقية إدارة التفاوض، كما أنني أعتقد أن النضوج السياسي للكتل السياسية العراقية ونضوج قياداتها لم يبلغ درجة مطمئنة، والأيام المقبلة ستظهر ذلك من خلال برلمان تظهر صورته في التحالف الجديد أنه سيكون أقل فعالية من البرلمان السابق، وحكومة أكثر طائفية من سابقتها مع مساحة أكبر للفساد الإداري وهدر لثروات الشعب العراقي وهذا لا يتحمل تبعاته التحالف الجديد فحسب بل القائمة العراقية يقع على عاتق قادتها القدر الأكبر كونهم كانوا عاجزين عن إعطاء نموذج وطني متميز في إدارة التفاوض ، وهذا هو السبب الرئيس في وجود التحالف الطائفي الجديد الذي من المتوقع أن يدخل البلاد في أزمات جديدة تكون أشد من سابقتها في ظل الصراع الشديد بين إيران وأميركا والمحيط العربي.




 

free web counter

 

أرشيف المقالات