| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 16/7/ 2012

 

فضائية للديمقراطيين

د. احمد الربيعي

قيل ويقال الكثير عن التيار الديمقراطي عمقاً تاريخياً ملأ فضاءات تاريخنا منذ تأسيس الدولة العراقية وظل عقوداً طويلة الملمح الابرز في التطور السياسي للبلاد والمعادل الموضوعي لتطلعات اوسع طبقات وشرائح شعبنا في مجتمع يضمن الخبز والحرية لكل مواطنيه .

وقيل ويقال الكثير عن الحاجة التاريخية ,التي بلغت اليوم ذروتها,الى رافعة اصيلة غير صاحبة الآثام واس الشرور في ما نحن فيه "المحاصصة الطائفية والاثنية", رافعة عابرة للطوائف والاثنيات تضمن تجميع اصحاب المصلحة الحقيقيين في انجاز هذه المرحلة بالغة التعقيد في تطور بلادنا وترتفي بهويتهم الأم فوق كل هوية فرعية,وتضمن لهم التخلص من ارث الديكتاتورية ومخلفات الاحتلال المباشر وافرازات التطور الشاذ الذي سارت فيه "العملية السياسية" وفق قوانين هندسة بريمر وسلطة الاحتلال التي تلاقفتها نخبة سياسية قدمت استحقاقاتها الطائفية والحزبية والشخصية على الاستحقاق الوطني الاعم, وانتهت بهذه العملية السياسية الى ان تقع اسيرة ما اصبح بمثابة قوانين داخلية لها (المحاصصة,الفساد الخ)

لكن ثمة مفارقة في "الحالة العراقية" اليوم فالجميع , نخباً وجمهوراً, محازبين ومستقلين, قد انتهى الى تشخيص الداء (من محاصصة وملحقاتها) لكن الكثيرين ما برحوا يراهنون على حل يخرج من "بيت الداء", حيث لا حياة في من تنادي وحيث قوم المحاصصين كل يغني ليلاه ولا من مبال بليل العراق.

في الليلة الظلماء يفتقد القمر
ان ظهور "التيار الديمقراطي" تياراً مجتمعياً و مظلة لكل التواقين الى دولة مدنية ديمقراطية قد احيا الامال بأفق قد لا يكون بعيد المنال تخرج فيه (العملية السياسية) من مآزقها و يعود بالتطور السياسي - الاجتماعي لبلادنا الى سكته الطبيعية .

و لعل من الانصاف الاقرار بأن التيار قد خطى في زمن قصير خطوات هامة على مستوى هيكلة نشاطه و تنظيم عمله و انشاء منابره الاعلامية و سرعان ما حققت جريدته "التيار الديمقراطي" حضوراً "ملموساً" في الوسط الديمقراطي كما يكتسب موقعه الالكتروني شعبية متزايدة  .

لكل سباق جواد ..
Horses for courses
ان التحولات الهائلة التي مر بها مجتمعنا و نسيجه الاجتماعي و الاهتزازات الكبيرة التي طالت منظومة القيم التي كانت سائدة و غيرها مما شهدته الاربع عقود و نيف من تاريخنا المترع بالمآسي و القتول و العيش على حافة الهاوية حيث خنادق الهوية الطائفية و الاثنية التي تضيق بقيم الوطنية و المواطنة و العدالة الاجتماعية - اقول ان هكذا تحولات طالت المعنيين ببرنامج "التيار الديمقراطي" و ممن يتوجه اليهم من كتل بشرية هائلة لا زالت قطاعات اساسية منها تعيش مرحلة ما قبل الانترنيت بل ان الامية و الجهل السياسي و ربما العزوف عن الشأن السياسي (سواد واسع مما يعرف اليوم ب" حزب الكنبة") تفقد الجريدة و المطبوع الكثير من فعله و تحدد من نطاق تآثيره .

ان تغيراً حقيقياً ناجزاً لا يمكن ان يمر الا عبر ملامسة هذه الكتل البشرية و طرق ابواب عقولها و افئدتها مما يقصر عن القيام به اي مطبوع خاصة اذا ما أخذنا بالاعتبار الطفرات التي شملت تقنيات الاتصال والتآثير  .

فضائية للديمقراطيين
ان قناة فضائية للديمقراطيين هي اليوم من اكثر الضرورات الحاحاً ومن دونها لا يمكن مجاراة ماكنة اعلامية جبارة يمكن ان تحول الاسود ابيضاً وتدخل الناس الجنة وهم خاويي البطون في بيوتهم! .

ان فضائية تعتمد احدث تقنيات المخاطبة والتأثير وتبتعد عن المباشرة والخطابية وتستثمر الطاقات الكبيرة لمبدعينا(وهم كثر) وتراعي قواعد الادارة الحديثة والاستثمار الناجح هي ما نحن بأمس الحاجة اليه اليوم.

ما من شك انني لم آت بجديد في هذا كله والاجابة عليه ربما لن تكون بالجديدة,"الفضائية تحتاج مبالغ كبيرة",وفيها قدر كبير من الحقيقة لكن فيها ايضاً ما قد يوصمنا بالعجز وعدم القدرة على الخلق. اذ صحيح ان قوى التيار الديمقراطي تفتقر الى اي تمويل يعتد به الا انها اليوم تستقطب (في الداخل والخارج) قطاعاً من الكفاءات والعاملين واصحاب المصالح التجارية والاستثمارات ممن يمكنهم الاسهام في "شركة مساهمة" تتوجه الى جمهور التيار وامتداداته بالاكتتاب على اساس اسهم (100 دولار لكل منها مثلاً) وتنتخب مجلس ادارة على نفس الاسس التي تقوم عليها اية شركة خاصة وتضمن لها التأمين الضروري الخ .
ان كان ذلك حلماً ، فهو بالتأكيد مما لا يصعب على الارادات الخيرة (وهي كثيرة) تحقيقه.

هي دعوة للجميع لاغناء "المشروع" والنزول به الى ارض الواقع


 

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات