| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 16/12/ 2009



عندما يكون المسؤول جاهزاً للاستقالة متى ما اقتضت المصلحة العامة
فالسياسة في القمة

حامد نصار *
Hamid333@gmail.com

ربما لا يوجد معيار أو معايير محددة بشكل دقيق لنجاح السياسي، وحتى إن حدد بعضهم مجموعة معايير الا أنها لا ترقى بالسياسي – اذا ما طبقها – الى المستوى الذي توصله إليه مواقف معينة جريئة تتخذ في الوقت المناسب.
هذه المواقف المناسبة والجريئة والتي تصب في مصلحة الوطن والمواطن ربما لا نجدها أو تكون شبه معدومة في الدول التي تسمى بالدول النامية، أو بلدان العالم الثالث، لكننا نجد مثل هذه المواقف في بلدان أرفع مستوى من الطبقة الثانية أو الثالثة.

وأول ما يتبادر إلى الذهن هو موضوع الاستقالة، ولها أمثلة وشواهد كثيرة، فكثير من المسؤولين الكبار والصغار - إن صح التعبير- قدموا استقالاتهم بسبب عدم قدرتهم على إدارة ملف معين، أو بسبب حادث ما يتعلق بمهامهم أو اختصاصاتهم، أو لكارثة طبيعية لم يستطيعوا تخفيف الضرر الذي تسببت به وألحقته بالمواطنين، أو لحدوث جريمة لم تستطع الأجهزة المختصة إلقاء القبض على مرتكبيها، أو لحادث ما كان من الممكن تفاديه أو تفادي نتائجه.

في تلك البلدان لم يأت المسؤول (ليبقى) كما هو شعار كثير من المسؤولين والزعماء في بلدان العالم الثالث ولا سيما البلدان العربية حيث يتخذون شعار (جئنا لنبقى) ولا يزيحهم من المنصب الا الموت أو الانقلاب، بل المسؤولون في تلك البلدان المتقدمة (بالتأكيد ليس جميعهم) جاءوا بأصوات الناخبين، وإن شعروا بالتقصير في حقوق من انتخبوهم فإنهم يعمدون الى الاستقالة أخلاقياً و أدبياً وهذا من الكرم ومن البطولة بمكان لا يخفى.

في العراق تحديداً يتفنن المسؤول في (تربية) الكرسي الخاص به، ويعتني به اعتناء الأم بولدها الوحيد، حيث يختار له (الكوشة) التي تتسق مع لونه، ويزينه بأنواع الزينة، ولفظة الاستقالة عند مسؤولين آخرين في العراق لفظة تشاؤم وذات جرس حزين، فهي تعني أن جهوده الجبارة في الحصول على (العرش الذهبي) قد ذهبت أدراج الرياح.

المتابع للشأن العراقي يجد أن أحداثاً كارثية ألمت به وبناسه المساكين فالقتل بالجملة والتفجيرات بالجملة، والاغتيالات لا عقبات أمامها... الخدمات معدومة، والفساد المالي والإداري مستشرٍ وهلم جراً. والمسؤولون عن تلك الملفات يعتبرون من يدعوهم الى الاستقالة عدوهم الذي أعلن الحرب ضدهم، وليس ذلك الناصح الأمين، أو المتكلم بكلمة الحق، فالراتب سيقل، والهيبة ستزول بزوال المنصب، والعلاقات الخاصة ستضعف، وبالتالي فلا مناص من التمسك بالمنصب إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

لماذا الزعل من دعوات الاستقالة؟ لماذا العنجهية والتمسك بالمنصب ما دمت غير قادر على إعطائه حقه؟ ثم هل تعرف أيها المعني بكلامي المعنى اللغوي لكلمة مسؤول؟ أم أنك لا تعرف غير المعنى الاصطلاحي الذي خرب البلاد.



* كاتب وإعلامي عراقي

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات