| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 16/1/ 2013                                                                                                     



هادي الربيعي وإرتحالات نورنندا

أحمد السيد علي

أُحبكِ... كما تحبُ الشجرة جذورها
وأتعلقُ بكِ... كما يتعلق الهواء بنفسهِ
شفافة أنتِ... كجدران المنافي

هذا المقطع من أحد قصائد الشاعر الراحل (أبو علاء) في سبعينيات القرن الفائت من الألفية الفائته .

سبقني الصديق الودود الشاعر إبراهيم الخياط بذكرالعلاقة القديمة التي بيننا مع الشاعر هادي الربيعي ،

كان الشاعر هادي الربيعي أستاذا لنا ، وكنا نذهب الى بيته ونسمع المقطوعات الموسيقية العالميه لبتهوفن وباخ وشوبان وغيرهم كذلك كان حضور فيروز بصوتها الشجي يتخلل جلساتنا الغنية بالادب والمعرفة،

أذكر أول من حاورنا في المسألة الاساسيه في الفلسفة الماركسيه هو هادي الربيعي ألا وهي أسبقية المادة على الوعي وإن الوعي أعلى نتاج للمادة ...أم أسبقية الوعي على المادة عند المثاليين.

حدث يوم ولدت زوجته أم علاء توأما ذهبنا أنا وأبو علاء الى مقهى في العنافصة وكان فرحا جدا وتوج فرحهُ ببث أغنية عبدالحليم حافظ فاتت جنبنا في الشاشة الصغيرة لأول مرة ، وأهتمّ وأُعجبَ بالمقدمة الموسيقية الرائعة للملحن المبدع محمد عبد الوهاب، وما لبث بعدها بفترة وجيزة نُقل هو وعزالدين الخالدي ابو الصديق الراحل رعد من دائرة البريد في بعقوبة الى كربلاء لنشاطهما في الحزب الشيوعي العراقي.

كان هادي وفيا لأصدقائه في بعقوبة حيث كتب عن فرمان الكببجي...أوراق من سيرة آدم (6) فصل في حكاية الموسيقار فرمان... في مؤسسة النور جريدة النور الالكترونية 23_7_2008 مقالة مؤثرة جدا

http://www.alnoor.se/article.asp?id=28808

كذلك كتب عن شخصية شعبية في بعقوبة ...ظل المنارة وعجاج الطبل حول العم خضر..أبو الكش... مقالة رائعة نشرتها في الحوار المتمدن العدد 2897 في 24-1-2010 بعد أن إستأذنت منه عبر البريد الالكتروني وقد وافق بسرور ومودة.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=200723

ولد هادي الربيعي في مدينة الكاظمية سنة1944 وبقي فيها حتى العاشرة من عمره، ومنها انتقل الى بعقوبة مع عائلته وعين في دائرةالبريد والبرق في بعقوبة سنة 1963 وأكمل بعدها ثانوية نقابة المعلمين المسائية، و عشق الصحافة وعمل بعدها محرر في التحقيقات الصحفية في احدها ويحرر صفحتها الادبية، وأتصل بالدكتور يوسف عزالدين فكان صديقا وعونا له وأطلعه على الاداب الاجنبية والترجمة، وكان يقضي معظم وقته في مكتبة بعقوبة المركزية.

أكتبُ قصيدة له قديمة في ستينيات القرن المنصرم وكأنه كتبها قبل وفاته بمدة وجيزة

أبكيك للحب **

يا قلب يا حامل الآلام ياقلبُ ...
هوى جريحاًعلى اطلالك الحبُ
يا روح قلبي احقاً انت راحلة؟
وكل هذا الأسى في القلب ينصَب
وهل تهاوى على عينيك تنهشها
دود المقابر.. ما اقساك يا رب
لن تسمح الريح ما خطت اناملنا
فأنت فوق فؤادي للهوى نصب
ما عدت أسأل عن بعد ومقرب
سيان عند القتيل البعد والقرب
بالامس سرنا على درب الهوى زمنا
فكيف أمسى ظلاماً ذلك الدرب
بالامس اجنحة الاشواق تحملنا
تطير اني يلوح الماء والعشب
ونرقب الزهر والاطيار ضاحكة
يطير سرب فيأتي بعده سرب
واليوم احيا ميهض الجناحين وقد
ذاب الخيال وجفّ المنهل العذب
يا قلب هذا ربيع العمر يحرقنا
فكيف نحيا بقايا العمر ياقلب
هذي صحائف عمري كلها شجنٌ
فان عتبت فقد يُستعذب العتب

أبو علاء سلاما ... لم تٌكَحَل عيني برؤيتك منذ ثلاثة عقود فأنت من ذاك الجيل المشرق الذي علمنا الحب والمعرفة.



* كتب الشاعر هادي الربيعي عدة قصائد بأسم نورنندا وأرتحالات نورنندا أحدى هذه القصائد .
** شعراء ديالى الجزء الاول 1968 أعداد الاستاذ خضر الكيلاني - دار الجمهورية - بغداد






 

free web counter

 

أرشيف المقالات