| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 16/2/ 2010

 

شهداء خالدون في ذاكرة الحزب و الوطن

الشهيد فرزدق جواد كاظم

مجيد إبراهيم خليل

الشهيد فرزدق من مواليد بغداد 1960 ، و قد نشأ وسط عائلة مناضلة قدمت الكثير لقضية الحزب و الوطن ، فقد كان الوالد جواد كاظم الكعيسي سجينا سياسيا للفترة من 63 – 68 و هو واحد ممن تعرضت حياتهم لخطر لخطر التصفية الجسدية في قطار الموت ، تلك الفكرة التي ابتدعها أعداء الحياة لقتل مئات الشيوعيين بطريقة وحشية مبتكرة .

تشرب الشهيد إرث والده النضالي كما تأثر بإخوته و بالوسط الثقافي والسياسي الذي شهده البيت ، فسلك طريق النضال المحفوف بالمخاطر غير هياب بالمصاعب . و عرف عن الشهيد ولعه بالقراءة فقد كان قارئا نهما و صديقا حميما للكتب ، يجد المتعة في الزاد المعرفي ، الذي لا يحده أفق ، عوالم من الحقائق عن سعي الإنسان نحو الأفضل و تحديه لقوى الشر و الطغيان .

قراءاته العميقة جعلته أكبر من عمره الغض و زودته بفهم أعمق لوقائع الحياة و ما يجري فيها من من تناقض و صراع . كان شهما ، جريئا شجاعا ، حريصا كتوما أيضا على أسرار حزبه ، يصونها و هو يدرك أن أعين الفاشيين تترصده في كل خطوة .

أواخر السبعينات تعرض الحزب الشيوعي العراقي و كل القوى الديمقراطية إلى حملة تصفية شرسة شنتها أجهزة النظام البائد ، وتلقت تنظيمات الحزب ضربة قوية ، فتشتت بعضها بسبب هذه الضربة ؛ و ظل فرزدق ، و كان في حينها طالبا في الصف الثاني في معهد الصحة العالي في بغداد ، مواصلا النضال في أقسى ظروف السرية و الملاحقات الأمنية ، متنقلا في أكثر من مكان ، متخفيا عن أعين جلاوزة الأمن.

في كانون الثاني 1981 غادر فرزدق البيت و لم يعد إليه مطلقا ، اختطفه أزلام النظام و غيبوه . و ذهبت كل محاولات العائلة للبحث عنه أدراج الرياح . لم تتقبل الأم غياب ابنها الحبيب عن البيت و بقيت تمني نفسها بعودته يوما ما ؛ و حتى بعد سماعها بخبر استشهاده لم تستوعب الأم الملتاعة فكرة إعدامه فكانت تعتبره موجودا و حيا و لم تتصور فكرة غياب ابنها الوديع الحالم و قتله .

بعد جهود مضنية و مشقة حصلت عائلة الشهيد على شهادة وفاة الرفيق فرزدق من مستشفى الرشيد العسكري عام 1995 أي بعد 14 سنة من اختطافه و اعتقاله و تفيد هذه الشهادة أنه أعدم عام 1983 . و قد رفض النظام تسليم جثة الشهيد لذويه . إن السلوك الإجرامي للنظام لم يقتصر على تغييب الإنسان و قتله دون وجه حق و دون محاكمة ؛ بل و تغييب قبره أيضا ، فما زال أهل فرزدق و أهالي مئات الشهداء المغيبين يبحثون عن قبور أعزائهم .

فرزدق أيها الوديع الجميل رحلت عنا جسدا و ما زالت أيادينا تتلمس نبض قلبك .

 

free web counter

 

أرشيف المقالات