مقالات وآراء حرة
فلاح صبار في رحلة الخلود الاخيرة
محمد زلال
بألم بالغ تلقينا نبا رحيل الفنان فلاح صبّار اثر ازمة قلبية لم تمهله حتى من نظرة الوداع الاخيرة للأهل والأحبة .
سافر سفرته الابدية ولم يترك من متاع الدنيا شيئا , لم يملك في حياته غير فنه وصوته العذب الحزين , انه ابن الحاضرة الفراتية ( النجف ) حاضرة الفقه والعلم والشعر ومرقد امام الفقراء والمستضعفين .
لقد توهج الصبّار ومنذ شبابه بعطاء متميز , فقد اعتلى المنبر لرثاء سيد الشهداء الحسين بن علي بصوته المؤثر الحزين مستغلا ما هو جوهري في التشيع , الرفض والمعارضة ونشدان العدل .
لقد كلفته مواقفه الوطنية بان يترك الوطن في سن مبكرة من عمره , فعاش الاغتراب بآلامه ومتاعبه , لكنه مع ذلك لم يتوقف ابدا عن نشاطه الفني والسياسي حتى اللحظات الاخيرة من عمره .
ان غيابك يا ابا ليالي رغم فداحته يؤكد حضورك الدائم بيننا في الحانك , موسيقاك , وصوتك العذب الحزين , بحبك للعراق .. انه الغياب الذي يؤكد الحضور , وان بكينا يا ابا ليالي فاعذرنا , فان بكاءنا عليك سيكون بمثابة الزغاريد المؤكدة لعطائك مع المئات من المثقفين العراقيين الذين رفضوا الخضوع لنظام صدام الدكتاتوري .