| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                الأحد 15/1/ 2012

 

أنقذوا القائمة العراقية من القضاء العراقي

محمد الجاسم

بعد أن دخل الحراك السياسي في العراق (منطقة القتل) كما يصطلح في أوامر الحركات العسكرية،لم يتردد أعضاء من القائمة العراقية أن يصبوا الزيت على النار التي يوريها عضو من دولة القانون هنا أو آخر من الكردستانية هناك ، حتى ليخيـّل للمراقب أن اختصاص القائمة العراقية هو افتعال الأزمات السياسية وسياسة خلط الأوراق وتعكير الأجواء للتعتيم على القصور والخلل الهائل الذي يتصف به الأداء الحكومي من خلال وزراء العراقية نفسها أو من خلال زملاء لهم في مجلس الوزراء من مكونات سياسية اخرى..ومن المؤسف أن المشاكل ـ التي بلغة اليوم تسمى أزمات ـ  لا يمكن أن تكون بمنأى عن العراقية أو أن تكون العراقية بريئة من إشعال فتيلها .. مرة بالمبادرة الى إشعال فتيل ومرة بالإنجرار الى أتون أشعله غيرهم ولم يطرأ على بال قيادات في القائمة العراقية الحاجات الماسة للشعب العراقي بالغذاء والدواء والخدمات والتوعية والتعليم وتحسين علاقات العراق مع جيرانه وتعديد مصادر الثروات وتطوير البنى التحتية وتمتين الأواصر الداخلية بين أبناء الشعب الواحد.. بل انشغلت هذه القيادات بمشاكل سياسية صرفة الغاية منها فقط الحصول على المكاسب والمنافع الخاصة وتحت يافطات صريحة ومعلنة بدون استحياء من الشعب كله أو من شركائهم في العملية السياسية أو من ناخبيهم على الأقل الذين يعوّلون عليهم تحسين مستواهم المعيشي والخدمي ، لا أن ينادون نهارا جهارا بإطلاق سراح السجناء الذين لم تحسم قضاياهم والموقوفين على ذمة  تهم من العيار الثقيل مثل الإرهاب أو التآمر على النظام الجديد في العراق بنشاطات حزب العودة الصدامي المحظور وغيرها.. كما لا يريد ناخبوهم أن يقيم قادة العراقية الطبق ويقلبوه على رأس المالكي إذا لم يفصّل قاط المجلس الوطني للسياسات الستراتيجية على قياس الدكتور أياد علاوي بالرغم من كل اشكالياته القانونية والدستورية والإجرائية.. ولم يخول الناخب السني ـ الذي يتبجح قادة العراقية بأنهم يمثلونه ـ قادة العراقية بأن ينبطحوا أمام إملاءات المالكي  في مؤتمر أربيل التي رضخ فيها هو لقبول صالح المطلك نائبا له في وقت كان صالح يشار له ببنان دعم منظمة منافقي خلق الإرهابية وإدارة الصراع مع السلطة بالنيابة عن حزب البعث المحظور وبالعبارات الصريحة في الإعلام ، لكي يأخذ منهم منصب رئيس الوزراء ولم يأخذوا منه سوى ردود أفعال انفعالية والصراخ والعويل والتهديد بالويل والثبور والحرب الأهلية.. حين يفغر الناخب العراقي فاه ـ أيا كان مكونه العقائدي ـ طالبا سد رمقه ورمق عائلته خبزا وبصلا واستكان شاي على الأقل له ولعياله من الذين يتربعون على مقاعد فارهة بأسمه وبصوته ويتنعمون بخيرات بلاد مجاورة مثل الاردن وغيرها ويتدفأون بأحضان الأمريكان مرة والأتراك مرة اخرى والسعوديين أحيانا .. هل يلقمون هذه الافواه الجائعة تصريحات فارغة تلعن وتشتم الآخرين بدون قيد أو شرط ؟؟ .. أم يستبدلون حاجة المواطن اليومية للكهرباء بسيول الإتهامات للقضاء العراقي بالتسييس واللاحيادية.. وذلك لمجرد أن أقدم القضاء العراقي على استقدام نائب رئيس الجمهورية.. من قال لكم يا هؤلاء أن نائب رئيس الجمهورية ،الذي وصل الى هذا المنصب  في غفلة من الزمن وتحت ظرف المحاصصة البغيض وتلك السُّنة الجاهلة التي سنَّها بول بريمر  للعراقيين، هو خارج خارطة الإتهام .. وحدود النيل منه مغلقة أمام القضاء الذي يتوجب على الجميع إعلاء شأنه وتأطير هيبته بإطار الوطنية والعدل لا تخديش سمعته وتمييع سلطانه الذي أقره له الدستور.. لو انشغل قادة العراقية وكل يوم ناطق رسمي بأسمها بالبكاء أو حتى التباكي أيضا مقبول للتعزية والمواساة على الأرواح الطاهرة التي تزهق والدماء الزكية والأنفس الميمونة للأبرياء الذي يسقطون في كل حين بنار الحقد الأعمى والأكرهية الممجوجة ضد الشعب العراقي وبعض مكوناته العقائدية بالذات التي باتت جلية واضحة لا تستحق التغطية بالغرابيل باستهدافهم زوار الحسين الأبرياء الذين تركوا الدنيا لطلاب المناصب والمحاصصة وذهبوا الى حيث يعتقدونها شعائر الله لا يبتغون من ورائها غير وجهه الكريم ومبايعة الحق الذي لا يعرف الذل.لا تخلو نشرة أخبار في الإعلام العراقي الركيك ولا في الإعلام العربي الأعرج من صراخ وزعيق وشكوى من التهميش والإقصاء للمكون الذي يدّعون تمثيله وخذلوه بالفعل ولم يمر اسبوع دون افتعال أزمة وقد حولوا عملية الإختلاف بالرأي والمعارضة البنـّاءة التي يجب أن يتمتع بها الوضع الديمقراطي في العراق الى أحتراب شخصي واختزلوا العملية السياسية برمتها بالخلاف بين المالكي وأياد علاوي ولقد ملئت قلوبنا قيحا من هذه المشكلة المتجددة يوميا.. ورغم المحاولات الحثيثة والمبادرات الجادة الى لمّ الشمل وتذليل الصعوبات وطلب التنازلات من الأطراف المتناحرة والتي بدرت من السيد مسعود البارزاني أو من السيد جلال الطالباني أو من السيد عمار الحكيم وقد قرأت عن مبادرة كريمة من الحزب الشيوعي العراقي للخروج من ماسورة المجاري التي أزكمت رائحتها أنوف الأمة  أو لرأب الصدع بين القائمة العراقية وقائمة دولة القانون ولنكن صريحين أي بين المالكي وفريق إذكاء النيران الخلافية الذين يعملون بالقرب منه من جهة وبين أياد علاوي ودعاة التهميش ورسل الإقصاء الذين لا يقبلون بغير علاوي ملكا على العراق.. أيام وأسابيع وشهور والمسرح السياسي والإعلامي غارق في مشادات ومهاترات كلامية تخص تفاصيل القاط الجديد المقترح للسيد علاوي وحُزم من القوانين والقرارات التي تهم الشعب وشرائحه المسحوقة لا يتسع وقت البرلمان لقراءتها والتصويت عليها بسبب السياسة العوجاء لقيادة القائمة العراقية وعرقلتها عمل البرلمان والحكومة مرة بالأنسحاب من جلسات البرلمان وأخرى انسحاب من جلسات مجلس الوزراء  ووقوفها في صف القتال للإستحواذ على المناصب والمغانم الضيقة وترك الأولويات والبرامج الإنتخابية التي وعدوا جمهورهم بها مما ساعد الى حد كبير في تفتت هذه القائمة وتشرذمها ولم يخل يوم من الأسابيع الماضية إلا وحفل بخبر انشقاق وتبادل اتهامات بين افراد هذه القائمة وفي أحسن الأحوال تصريحات غير مسؤولة وتصعيدية  وتشنجية بلسان من يسمى الناطق باسم العراقية ، من شأنها شحن الرأي العام ضد بعضه والتأسيس لعملية إطاحة شاملة لكل ما بني في العراق بعد عهد الديكتاتورية ، ثم يستدركون ويقولون هذا يمثل رأيه الشخصي.. ورغم ذلك وانفلات عِقد هذه المجموعة غير المتجانسة وتمزق حركة الوفاق التي هي العمود الفقري للقائمة العراقية ما يزال البعض منهم وأنا سمعت ذلك بإذني التي سيأكلها الدود إحدى القياديات في مقابلة هاتفية مع أحدى الفضائيات تقول بالفم الملآن نحن نشكل أكثرية ولدينا واحد وتسعون مقعدا في البرلمان فبادرها مدير الحوار ..

( بعد كل هذه الإنسحابات والإنشقاقات ؟؟)))

وبعد أن أفرغ مجلس القضاء الأعلى جعبة القائمة العراقية من الحجج الواهية للتدخل بالشأن القضائي المحض وأصرار الحكومة لدعم القضاء فأنهم الآن يضعون العصي في عجلة المؤتمر الوطني العام الذي لنا قول ووقفة أزاءه .. وربّ قول أنفذ من صول .

 

ناصرية دورتموند
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات