| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 15/5/ 2009



الصديق الغادر

د. صيدلاني جبار وادي الخفاجي

كم هي رائعة الصداقة....... وكم هو ممتع أن تجد صديقاً يعينك في هذه الحياة الصعبة الشاقة...والصداقة شيء لابد منه والحياة لا تستحق أن نعيشها وحدنا ..ولكن ليس كل علاقة مع الآخرين تدخل ضمن إطار الصداقة فقد تكتشف في يوم ما ان من حسبته صديقا و ادخلته في خانة الاصدقاء قد لا يستحق صداقتك و الايام و السنين التي قضيتها معه .
و قصتي مع الصداقة و الصديق فيها الم و حزن و ضياع .

فلا ادري بالضبط متى كان تعارفنا و كيف بدأت ، لم اكن راغبا بصداقته او حتى التعرف عليه و لكني على حين غفلة وجدت نفسي مجبرا على صداقته و القبول بشروطه وتحمل مساوئه ، و قد سألت الكثير الذين يعرفوه جيدا فنصحوني و قالوا لي بالحرف الواحد احذر منه فهو غادر ، مخاتل و هذه صفاته التي جبل عليها و احيانا كثيرة يتحول الى مجرم قاتل ، و ما دمت قد ارتبطت بهذه العلاقة التي لم نكن نتمناها لك ان تكون حذرا و تسلك الطريق الذي لا يثيره و يستفزه و الا فستكون ردة فعله وبالاً عليك . اياك و مشاكسته او تحديه فهو يرفض ذلك بل يتحداك و يبدأ بافعال ، قد تصيبك بضرر كبير و من حيث تدري او لا تدري .
فهو غادر و لكنه صامت و بهدوء يتغلغل الى حياتك الخاصة و ممتلكاتك الحيوية جدا و يبدأ بالتخريب و يعيث فسادا بكل شيء تعتبره انت عزيزا عليك و حريص عليه .

و ايقنت اخيرا ان لا مجال لي بالتخلص من هذا الصديق او الابتعاد عنه فبدأت اتعود عليه و بدأت افهم ما يريد مني رغم قساوة ما يطلب . و من اجل أن احافظ على ما تبقى لدي من ممتلكات يهددني بتدميرها و العبث بها . عقدت معه معاهدة غير مكتوبة و لانه الاقوى كانت شروط المعاهدة و فقراتها تشير بوضوح باني الطرف الضعيف ، الملبي لكل طلباته بدون تردد . فقد حرمني من الكثير و قبلت صاغرا ، سّبب لي الالم و المعاناة و حمدت الله على كل حال . و ما دمت انا مؤمن بالله ، و بانه لا يصيبنا الا ما كتب الله ، فقد سلمت نفسي الى الحافظ من كل مكروه ارجوه متضرعا ان يحميني من غدر هذا الصديق ، و ان يهديني الى الطريق السليم الذي يبعدني عنه ، و ان يلهمني الصبر لاتحمل كل ما الاقيه ، و يعطيني القدرة و القوة لان اقف بوجه غدره .

لا اريد ان اطيل عزيزي القارئ فلا بد لي ان اعرفك على هذا الصديق الغادر ، ربما هو صديقك انت ، انه مرض السكر الغادر اللعين ، و الذي ابتليت بصداقته من سنين .
فارجوك اولا ان تعترف و تقر بان هذا المرض هو قدرك ، و عليك ان تصادقه و تراضيه ما تبقى من حياتك و لا ينفع معه التحدي او الاهمال ، و الا كما قلت لك بانه غادر و عليك ان تحذر منه .







 

free web counter

 

أرشيف المقالات