| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 15/9/ 2009

 

نعم لحرية الرأي , لا للإفتراء

د. وديع بتي حنا
wadeebatti@hotmail.com

كان من الطبيعي ان يثير خبر مصادقة البرلمان العراقي على تعييني سفيرا للعراق , ضمن قائمة اشتملت على ما يناهز الستين إسما , ردود افعال مختلفة , سلبا او ايجابا , قبولا او تحفظا او رفضا , وتلك هي سنًة الحياة حيث رضا البشر , بشكل مطلق , غاية من المستحيل ادراكها ويجب أن تترافق مع الايمان في ان الاختلاف لا يُفسد في الود قضية , بل ان الصراع الشريف والنزيه للافكار والاراء هو الطريق الامثل لتأسيس فكرة اكثر رجاحة و شمولا. وكما ان قبول الاخرين لا يعني ,اطلاقا , إسباغا , بتطرف وتملق وتزلف , لصفات ايجابية ليست باي شكل من الاشكال جزءا منهم , فان التحفظ على اولئك او رفضهم لا يمكن ان يكون اشارة خضراء تسمح للنفوس باطلاق التهم جزافا , والافتراء كذبا , او التجريح الشخصي , خاصة عندما يكون الدافع الرئيسي للتحفظ او الرفض هو مجموعة من العقد والاحقاد الشخصية المستندة على اختلافات في قضايا اجتماعية قديمة , لا تمت للسياسة و الاراء فيها بصلة , بل اعتقد اصحابها ان فرصة مصادقة البرلمان هي الفرصة الذهبية التي قد تتيح المجال لتحقيق هدف ذهبي يُطفئ , و لو جزءا , من نار الانتقام والغيرة والحقد المشتعلة في النفوس والعقول منذ وقت طويل !.

مناسبة هذه السطور هي مقال , بجزئين , كتبه الاخ والاستاذ الفاضل الدكتور سالم جورج وتم نشره على موقع عنكاوة العزيز كما على بضع مواقع اخرى , وقد نصحني كثير من الاخوة بعدم الاكتراث انطلاقا من القول الشائع , لايصحً إلا الصحيح ولن تصمد غير الحقيقة , بينما نصح اخرون بضرورة كتابة توضيح , نحرص على التنبيه في انه ليس ردا على ما كُتب , لكي لا يسيل لعاب الكاتب فيعتقد اننا قد رضينا الدخول معه , او مع غيره , الى ساحة المهاترات او حلبة السجالات العقيمة , ولكن إكراما للقارئ الكريم , واعتزازا به , وحرصا عليه من بضاعة رخيصة ذات غرض مشبوه . لقد بدأ المسلسل قبل بضعة اسابيع بمقال كتبه الاخ والاستاذ الفاضل الدكتور احمد الشيخ ربيعة , ونشره في موقع الحقائق , ومواقع اخرى عرفت بها لاحقا لانه لم يسبق لي زيارتها , علما بانني لم يحدث ان التقيت بالدكتور احمد في حياتي , لكنه كما ظهر لاحقا قد استند في اتهاماته على ما تمت تغذيته به من نفر اقل من عدد اصابع اليد الواحدة من ذوي القربى واخرين انتفضت لديهم ( الغيرة على الوطن) , على حين غفلة ! , فوجدوا فيها معطفا يخفي ما تراكم من نفايات الانتقام او جسرا لتصفية حسابات شخصية سابقة . وقد حاول الكاتب الدكتور احمد مرارا نشر مقاله في موقع عنكاوة , ظنا منه وممًن حرضه , بان ذلك سيحقق اكبر قدر من الهدف المطلوب , ولكن كل محاولاته باءت بالفشل , حيث رفض موقع عنكاوة نشر المقال , كما رفضت مواقع كثيرة اخرى نشره , وهذا ما أعلمنا به الدكتور الفاضل احمد حيث أكد ذلك بخط يده في مقال اخر . وهكذا كان الوصول الى موقع عنكاوة هو الشغل الشاغل لهذه الشلًة , فتحقق ذلك في الايام الماضية عن طريق الاستاذ الدكتور سالم جورج عبر مقاله الموسوم ( سياسة التوافق والمحاصصة تنصب وديع بتي سفيرا ) ( ارجو من القارئ الكريم ان يشم رائحة الحقد من العنوان في اسلوب المخاطبة , فقد اكملنا كلانا قسما من سنوات الدراسة العليا في نفس الجامعة وحصلنا على الشهادة من نفس البلد ).

اولى التهم التي وردت في سياق مقال الاخ الدكتور سالم جورج هي انني قد مارست نشاطا مخابراتيا تجسسيا لصالح النظام السابق وضد مبعوثي الاحزاب اثناء فترة الدراسة في روسيا البيضاء , ولكي نكون منصفين , ويأخذ كل ذي حق حقه , المذنب والمجرم عقابا , والضحية حكما بالانصاف والعدل , فان الشروط الرئيسة لإثبات اية تهمة تكمن في الادلة الثبوتية ,والبراهين الحسية , وافادات الشهود النزيهة , وشكاوى الضحايا , وكما كتبت للدكتور احمد , اقول ثانية للدكتور سالم جورج , في انهم مدعون للاتيان باية قصاصة , او ورقة , او دليل , او افادة شاهد نزيه , او ضحية , تثبت هذا النشاط المزعوم , ولتكن البداية من الاخ الدكتور سالم جورج شخصيا , حيث المتوقع ان يكون اول الضحايا و أكثر من يصيبهم الضرر من (نشاطي المخابراتي المزعوم) , طالما يضمر في نفسه هذا المستوى من الحقد , وكانت العلاقة بيننا , كما يصف , بهذا القدر من العداء , علما باننا لم يحدث ان التقينا او تصادمنا في حادث او حوار. انني اتحداه , بثقة تامة , من ان يأتي بما يثبت اننا قد كنا سببا في اي خدش او ضرر لحق به او بغيره . وبعكسه فالاسف كل الاسف على من يكتب الدال قبل اسمه الكريم , وجرًب شروط البحث العلمي , وبلغ من العمر مفرقا , وخبِر من الحياة كمًا , وأمن وناضل من اجل قيم سامية , ان يلجأ الى هذه الاساليب الرخيصة في التعبير عن مشاعر شخصية قد يجدها مبررة , فقط , في نفسه . لقد سنحت لي في الايام الماضية فرصة الاتصال باخ عزيز متميز باخلاقه الرفيعة , كان ايضا من مبعوثي الاحزاب , قدِم الى المدينة في نفس الزمن الذي وصلت فيه اليها , ودرس و اكمل في نفس الجامعة التي درست فيها وحصل على الدكتوراه ايضا في الفيزياء , وسكن في نفس القسم الذي سكنت فيه طيلة سنين الدراسة , ويعرفه الاستاذ الدكتور سالم جورج معرفة دقيقة , وهو ليس مسيحيا , وتناولنا بالحديث تلك الفترة , وسألته , والرجل حيً يرزق , اذا كان قد لاحظ في سلوكي اي نشاط سياسي او مخابراتي مشبوه , او سببت له او لغيره اي اذى خلال تلك الفترة فاجاب بالنفي القاطع . ربما كان في ذلك الوقت للاخوة مبعوثي الاحزاب الحق في النظرة الى مبعوثي الدولة , بالمطلق , نظرة سلبية كرد فعل على معاناتهم من النظام , ولكن على مبعوثي الاحزاب بالامس وحاملي الشهادات اليوم ان يعيدوا تعيير تلك النظرة باحكام الواقعية , والانصاف , والامانة , بناء على التصرف بالشواهد , والاداء , والبراهين , والسلوك الشخصي . كما ان على الكاتب او الاكاديمي الرصين , وهو يرتزق المعلومة عن الاخرين , سلبا او ايجابا , من فلان او علاًن , أن يحاول جاهدا اختراق اعماق ذلك الفلان او العلاًن , فيتركه يقرً بالدوافع الشخصية الحقيقية الكامنة وراء تبرعه بالمعلومة , او تلفيقه لها , قبل نقلها الى الرأي العام , فناقل الكفر في هذه الحالة هو ايضا كافر بامتياز . ان الوازع الاخلاقي , قبل التفكير بالعواقب القانونية , يجب ان يكون حاضرا باستمرار في اطلاق الاحكام والتهم على الاخرين وخصوصا مثل هذه التهم القذرة . منذ سنوات وانا اكتب , وانشر على المواقع , واخرج في وسائل الاعلام الاخرى , واتعرض لمواضيع حساسة , اتفق فيها مع البعض واختلف مع البعض الاخر حد الصراع الفكري بشروطه الاخلاقية والادبية , فهل يعقل ان يُقدِم انسان , يملك مثقال ذرة من الحكمة , يعرف ان بيته من زجاج هش بهذا الشكل وبامكان حصاة صغيرة ان تحيله ركاما الى الولوج في هذا المضمار؟! , ثق ايها الاخ العزيز الدكتور سالم جورج , لو كان وديعا بالصورة التي عرضتها ,لانزوى في اية زاوية من الارض ولعاش في اقصى شمال السويد , لا يرى احدا يتكلم العربية او السريانية ولا ترك احدا يراه !

اما الاقتباس من المقالات ومحاولة التفسير على الهوى الشخصي سعيا الى ارباك المتلقي او تضليله فتلك لعبة بائسة لا تستحق الرثاء , فما نكتبه ننشره على العلن وفي مواقع كثيرة , وتحت اسمنا الصريح , ولا نخجل من ارائنا التي نكرر دوما انها تقبل الخطأ والصواب , واؤمن جازما ان الاستجابة الطيبة لما نكتبه , وننشره , تشير بوضوح الى اعتدال في الأراء , ومحاولة متواضعة للمرور على معالجة الوقائع مرور المنشار الذي يجهد لكي يكون قصًه عدلا , ولم يحدث فيما نشرناه ان منحنا شهادة براءة الذمة للنظام السابق في مسؤوليته الاخلاقية والتاريخية والقانونية والدستورية في كل المأسي , والجرائم , والمغامرات الطائشة , التي عاشها شعبنا ووطننا خلال فترة حكمه , وانعكاساتها وافرازاتها ومضاعفاتها بعد السقوط .

تبقى المسائل والامور الشخصية الاخرى حول السيرة الذاتية كطلب اثبات معادلة الشهادة , والتمكن من اللغة السويدية وغيرها , وهي امور كان اجدر بحامل الدكتوراه ان يترفع عنها لانه , ومن معه , يعرفون يقينا اننا لسنا بحاجة لكتابة مؤهلات اضافية في سيرتنا الذاتية لا نملكها حقا , وبامكان الاخ الدكتور سالم جورج ان يكتب لنا عنوانه البريدي فارسل له نسخا من الشهادات , وقرار معادلتها من هيئة التقييم السويدية , و جانبا من المقالات التي تم نشرها باللغة السويدية , ليس لكي يتفضل علينا بمنصب ( رئيس قسم او غيره ) , بل لكي يستمتع بالقراءة , ويستفيد من المعلومة , ويعيد موازنة احكامه على الاخرين ! لقد كتبت ونشرت اول مقال لي في صحيفة الشعب السويدية , وكان عن تلوث البيئة في العراق , بعد سنتين من وصولي الى السويد وبامكان الاستاذ الدكتور جورج او غيره التأكد من ذلك بالاتصال بالجريدة عن طريق شبكة الانترنيت , ولعلمه فان رئيسة تحرير الجريدة واحدى المحررات فيها قد قدموا لي دعوة هذه الايام لتناول الغذاء معا وكنت اتمنى , بصدق , ان يكون بصحبتي في هذه الدعوة. ربما تجدر الاشارة هنا ايضا , عسى ولعلًها تفيد الدكتور سالم جورج , في ان جانبا من المقابلة الاولى التي اجريتها في وزارة الخارجية قد تم باللغة الانكليزية , و في المقابلة الثانية في لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي كان احد الاخوة من اعضاء اللجنة يتكلم الروسية والسويدية . اما الطلب من شقيقتي ( ان تتكلم الحقيقة اذا كانت وفية لروح زوجها ) كما ورد نصا في المقال , فهو تجاوز وخرق لأبسط قواعد الاخلاق , بل وقاحة ما بعدها وقاحة , كان اولى ( بالمناضل والدكتور ) ان يتجنب , لأبسط القيم الاخلاقية والحضارية والانسانية والرفاقية , مهاوي السقوط فيها , ويبقى الضمير الصافي النقي ,للقريب والبعيد , هو الحكم الفيصل بين من قدًس ويقدس جروحه وألامه ودمائه , وكان وفيا لها , وبين من يتاجر بنضاله .

وفي كل الاحوال يبقى الاستاذ الدكتور سالم جورج وغيره , شاءوا أم أبوا , اخوة اعزاء لن أدخر جهدا في البحث عن اي قاسم مشترك يتيح لي التأسيس لعلاقة انسانية صميمية بعيدا عن نار الحقد والضغينة والغيرة , وبما يكفل معرفة البعض لبعضنا على الحقيقة وتحت اشعة الشمس , فنضع الله والضمير نصب اعيننا ونحن نلقي باحكامنا , ويعيد احدنا تقييم اخاه . سيبقى ايماننا راسخا بما يوصينا به الكتاب في ان ( نربح الشر بالخير ) , وستكون قادم الايام , كسالفها وحاضرها , اختبارا جديدا و شاهدا على ما نقول . . .



 

free web counter

 

أرشيف المقالات