| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                   الأربعاء 15/6/ 2011

 

بلطجية في ساحة التحرير

سعد رشيد محمد

بدءا لابد من القول ان حرية التظاهر السلمي حق للمواطن العراقي كفله له الدستور العراقي ، بدأت التظاهرات الأحتجاجية المطالبة بتوفير الخدمات، ومحاربة الفساد، وتوفير فرص العمل للعاطلين، والقائمة تطول، في يوم 25 شباط 2011، وعقب الأعلان عن هذه التظاهرات ، استفزت احدى القوى المتنفذة في الحكومة العراقية، وسخرت امكانياتها السلطوية، للتشهير بهذه التظاهرات، وحتى قبل انطلاقها ، بالأدعاء بأنها من تنظيم البعثيين والأرهابيين، مستغلة ما توفره لها السلطة من مال ونفوذ ، وسيطرة اعلامية، ولكن باءت جميع جهودها بالفشل الذريع، مما اضطرها الى الأدعاء بتبني هذه المطاليب. وتحت ضغط الجماهير اضطرت ايضا الى تحديد فترة " مائة يوم " لما اسمته مراجعة عمل الوزارات، وان على كل وزارة تقديم " كشف حساب" ببرنامجها وخطط عملها وما تحقق منها.

ولقد تواصلت التظاهرات الشعبية التي اخذت صفة التواصل في كل يوم جمعة، رغم كل اساليب السلطة الحاكمة، وبشكل ادق رأس الحكومة وحزبه ، من تطويق لساحة التحرير اسبوعيا بأعداد من قوى الأمن، والأسلاك الشائكة، واغلاق الطرق المؤدية الى الساحة ، وذلك لمنع وصول الجماهير اليها ، وعرقلة مشاركتهم في التظاهرات.

وبأنتهاء فترة " المائة يوم " ، ولعدم تحقيق اي شئ من الوعود على ارض الواقع، ومواصلة للتظاهرات الجماهيرية، تجمع المتظاهرون في ساحة التحرير، مطالبين باصلاحات سياسية، وتقديم المفسدين للقضاء ، واجراء انتخابات مبكرة لأنقاذ البلاد من حالة الأستعصاء التي تعيشها، وكذلك طالب المتظاهرون بإنزال العقاب العادل بمرتكبي جريمة " عرس الدجيل " .

ولكن المتظاهرون السلميون، والذين لا يحملون سوى شعاراتهم وحبهم لهذا الوطن، تفاجأوا بعصابات من السرسرية " البلطجية " ، ومن لا ذمة ولا ضمير له، و من " قبلته دنانيره " ، مسلحين بالهراوات والسكاكين والأحجار ، وقد هجموا على المتظاهرين ، موسعين الضرب بهم بدون رحمة ، وكأنهم في جبهة الجولان وامامهم العدو الصهيوني .

وكل ذلك جرى ونقلته الفضائيات العراقية والعربية والعالمية، حيث بثت شبكة الـ بي بي سي لقطات ذكية ، لما جرى حيث تابعت سيارات النقل العامة التابعة للحكومة العراقية وهي تنقل هذه العصابات الى ساحة التحرير، ونزولهم وبايديهم الهراوات ، ثم ضربهم للمتظاهرين، وتعديهم على وسائل الأعلام، وتوزيع سيارة عسكرية العصاير على عصابات السرسرية، ثم ترديدهم لشعار ( كل الشعب وياك نوري المالكي ) ، وهم يعيدون للأذهان الشعار القمئ ( كل الشعب وياك يا مجلس الثورة) ، فما اقرب صورة الأمس لصورة اليوم ! ، وماهو الأختلاف بينهما ؟ .

الجواب لدى الوزير والناطق باسم الحكومة، او رأس الحكومة لافرق ! ، ووزير حقوق الأنسان !!!، والناطق بأسم قيادة قوات عمليات بغداد. حيث ما جرى كان بحضورهم وهم شهود عيان له.

ولقد وصف الحدث بصدق الصحفي " دانيال سمث" والذي كتب في جريدة الواشنطن بوست ( ان ما جرى في ساحة التحرير، يذكر بما لجأ اليه حسني مبارك ومعاونوه من قبل حين اطلقوا عصابات من البلطجية للتشويش على المعتصمين في ميدان التحرير في القاهرة ، ولكن الأمر انتهى بسقوط مبارك) .

وليعلم من خطط لذلك ان مرتكبي موقعة " الجمل" في ميدان التحرير في القاهرة ، وفي مقدمتهم رأس النظام المصري ،يجري الآن التحقيق معهم قضائيا، وسيقدمون للعدالة لينالوا جزاءهم.

هل سنشهد استجواب في مجلس النواب لرئيس الوزراء ووزير الداخلية وكالة ، ووزير الدفاع وكالة، ووزير الأمن الوطني وكالة، والمشرف على المخابرات العامة وكالة ، على ما قامت به عصابات السرسرية ، بإعتباره صاحب الصلاحيات الواسعة والمتعددة، وهو المسؤول عن الأجهزة الأمنية، وهو القائد العام للقوات المسلحة.
وهل سنشهد استجواب للوزير والناطق الرسمي بأسم الحكومة عن دوره في ذلك، وسبب تواجده اثناء الأعتداء؟
وهل سنشهد استجواب للناطق الرسمي باسم قوات عمليات بغداد ، لماذا لم يقم بواجبها الوطني ، ويمنع اعتداءات السرسرية على المتظاهرين السلميين؟ .
ومن سمح بدخول سيارات النقل العامة التي قامت بنقل هذه العصابات الى ساحة التحرير؟ ، بينما يتم منع غيرها؟ .
وكيف دخلت هذه العصابات مع اسلحتها ( العصي، السكاكين ، وغيرها ) الى الساحة بدون تفتيش، بينما يتعرض الداخلين غيرهم لتفتيش دقيق؟ .

وهل سنرى سقوطا كسقوط حسني مبارك لمن أمر هذه العصابات بفعل فعلتهم البائسة الفاشلة ؟ .
وهل سنرى تقديم المسؤولين عن ذلك مهما كانت مناصبهم الى القضاء العادل لينالوا جزاءهم ، كما حصل في مصر.

ان جميع القوى السياسية الوطنية الشريفة ، وكل الشرفاء في هذا الوطن، معنيون بعدم السكوت عن ما قامت به هذه العصابات، والقوى المتنفذة الآمرة لها ، ان فضح ماجرى ، وفضح القوى السياسية والحكومية التي وراءها، واجب وطني على كل غيور، يهمه عدم عودة الدكتاتورية مرة ثانية لعراقنا الحبيب، وبقناع جديد .

ان الأحداث الأخيرة تؤشر لعزم من بيده السلطة بناء دكتاتورية جديدة وبثوب جديد خادع وكاذب، فهو قد خطى العتبات الأولى في طريق الأستبداد، على حد تعبير احد المحللين السياسيين.

فالحذر الحذر من اساليب بعثية فاشية مرتدية زورا وبهتانا رداء الدين.
وسيبقى ما حصل في ساحة التحرير يوم العاشر من حزيران 2011 وصمة عار في جبين من خطط له وساعد على تنفيذه وقدم التسهيلات لتنفيذ ذلك .

ملاحظة: تعددت المفردات والمعنى واحد، البلطجية في مصر، والشبيحة في سوريا، والسرسرية في العراق.

12 حزيران 2011






 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات