| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 15/1/ 2012                                                                                                 


 

التعليم ومصيره في العراق

المهندس زياد علي *

إن الأجواء السياسية غير المستقره في العراق قد أثرت على جميع مفاصل الحياة منذ أكثر من ثلاثة عقود , فحين نبدأ بحروب النظام البائد والحصار الاقتصادي والثقافي وكذلك الاحتلال والأزمات التي نتجت من خلاله بولادة مناخ ملوث كانت أساليبه متعددة وقد تطورت بتطور الأزمات فالقضية التي تحتل المرتبة الأولى دوما هي الأمن وكيفية مكافحة الإرهاب والفساد وتأثيراته على المجتمع واقتصاد البلد والهجرة المتزايدة بنسب عند مكونات مما يهدد انقراض مكون على سيادة أخر بسبب التصارع الطائفي الذي رسخته العملية السياسية وساستها , نعم كل هذه معوقات لبناء بلد ينهض ويقف مع الشعوب المتقدمه , لكن هناك مفصل أساسي يبدو انه قد نُسيه أو بعبارة اصح وأدق قد تناسته معظم النخب السياسية وعند البقية الباقية لم يكن ضمن أولوياتها في برامجها لإعادة بناء الدوله , وهذا يشير إلى نتائج خطيرة قد تُطيح بالمستقبل العلمي للعراق وقد توّلد أزمة وعجز في العقول لاسيما ونحن نشهد التطور فائق السرعة في العالم من تبادل وإنتاج المعلومات والاكتشافات والتجارب العلميه وهذا ما جعلنا بلد في أخر القافلة أو بالأحرى نحن نرى كيف تمر القافلة من أمامنا والسكون هو السمة الملاصقة لنا , وأصبحنا بلد يستورد ما هو لدينا ولا نصدر شيء على صعيد العلم والمعرفة .

والمتابع الجيد لسياسة البلد وبالأخص بعد ما سمينا عراقنا بالعراق الجديد نراه قديماً وممزقاً على صعيد العلم والمعرفة ناهيك عن البقية , وفي هذا الجانب لن أحيل هذا الموضوع إلى الأقدار وما فعلت بنا بل يجب إحالتها إلى من هو المسبب الرئيسي لهذه الكارثة , النخب السياسية الوطنية التي تجاهلته ووضعته في أخر اهتماماتها , وكذلك النخب الأخرى التي تدّعي بوطنيتها واستغلت التجاهل من قبل الوطنيين فعبثت به ومزقته .

فلو استطلعنا وبشكل سريع تاريخ وزارة التربية والتعليم أو وزارة التعليم العالي والبحث العلمي واستذكرنا من تولى زمام الأمور لتعليم أولادنا وإخوتنا لوجدناهم بعيدون عن هذه القطاعات وهنا لا أتحدث فقط عن وزير بل والكثير من وكلائهم والمدراء العامين وما دونهم , فقد اخذ التعليم كبقية القطاعات وشنقه بمشنقة المحاصصة ولم ينجو أي مفصل من مفاصله فقط تلوثت المناهج بأفكارهم الهدامة بعد ما كانت مهدمه أصلا بالأفيون البعثي , فلا قاعدة تاريخية موحده ولا منهج إسلامي متكامل ولا خارطة للبلد قد بقيت على حالها , الكل يضع ما أراده مزاجه السياسي والكل يُعلم حسب أجندته السياسيه ,أما العلم الحقيقي والمعرفة فلم تكن هدفاً لهم , وكذلك استغلالهم للمنشأة العلمية لحراكهم ونزاعهم فنرى الجامعة المستنصريه تحمل لوناً معيناً وبغداد لوناً أخر وجامعة الموصل والنجف وكل الجامعات كذلك , ومن مشهد التمزق يتجلى تساؤل مهم ...إذاً كيف سيتعلم ولدي ؟؟؟


 

* ناشط شبابي
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات