| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 14/3/ 2010

 

هكذا خدعتني مفوضية الانتخابات

سلام عامر محمد

ولدت خارج العراق ، أبي وامي عراقيان ، وكان حبُّ العراق الغذاء الذي رضعته مع حليب أمي وعشت أحلم برؤياه كحلمي بشهادة التخرج وكحلمي بأي شئ جميل آخر يحلم به الانسان ، بل إن العراق كان يقفز فوق كل الاعتبارات وكل الالتزامات حتى أني كنت أشعر أحيانا بانه فردوس الارض التي لا يحيا الكون بدونها ، حتى سقط حكم الدكتاتورية وحانت فرصة رؤية ذلك الحلم على أرض الواقع ، فكان أكبر من كل الاحلام ، العراق هو من سمعت بهم ولم التقيهم ، هم الاعمام والاخوال والاماكن ، هم ابناء وبنات العمومة والخالات وكل من له صلة بالاهل ، أحلى أيام حياتي هي تلك الايام التي عشتها فيه خلال عدة زيارات قمت بها ، ومازلت اتمنى أن أستقر به ،سكنا وعملا وحياة بكل ما فيها من جمال ، ومن هذا الحب وهذا التعلق بالوطن صرت أشعر بأهمية مشاركتي في كل ما يهمه ، حتى جاءت الانتخابات البرلمانية الاخيرة ، فقررت ان اكون عنصرا فاعلا ليس فقط في التصويت للعراق بل والمساهمة في العمل ضمن كادر المفوضية العليا المستقلة في الدنمارك وفعلا تم لي ذلك فتم إختياري ضمن العاملين في مركز انتخابات "أودنسا" وتحديدا في المحطة المرقمة (01) ، وكم كانت سعادتي بذلك ، بل إني كنت أشعر وانا في المركز الانتخابي بأني أعيش في أرض العراق ، وكان العمل رغم تعبه إلا إنه ممتع وجميل ، وبادرت كوني إحدى العاملات في المركز الانتخابي الى التصويت في اول يوم ، وحفظت رقم المظروف الذي وضعت فيه ورقة الانتخاب الخاصة فكان الرقم (07) هو الرقم الذي أودعت في مظروفه إنتخابي للعراق وأول عمل أشعر به بعراقيتي بحق .

كوني إحدى العاملات في المفوضية فقد دخلت دورة تدريبية تعلمت فيها إن العراقيين المولودين خارج العراق بإمكانهم الإعتماد على وثائق الاب لإثبات عراقيتهم والمحافظة التي يصوتون لها مدعوما بوثيقة ساندة تعرِّف بشخصية المنتخِب وممكن أن تكون هذه الوثيقة من الدول التي يعيش فيه العراقي ، وهكذا صوتت بوثيقة أساسية هي شهادة جنسية والدي مع جواز سفري الدنماركي والذي يؤكد ليس فقط شخصيتي وإنما عراقيتي ايضا ، وبقيت أشعر بالغبطة والفرح الى أن حان يوم العد والفرز ، حيث فوجئت كما غيري بإستبعاد عدد من بطاقات التصويت بلغت (178) من أصل عدد المصوتين الذي بلغ مايقارب الـ(550) مصوتا لاسباب ظلت مجهولة لحد اللحظة ، رغم كل التبريرات التي قدمها مسؤولو مكتب المفوضية في "أودنسا" . وكانت الصدمة الاكبر حينما إجتمعنا نحن موظفو المحطة رقم (01) لإستبعاد البطاقات التي صدرت أوامر بإبعادها وكانت بطاقتي ذات الرقم (07) من البطاقات التي يجب إستبعادها ، فلم استطع تمالك نفسي وإنهارت الدموع من عيني بقوة خارج إرادتي ولم تنفع كل محاولات التهدئة وكل ما إمتلكت من عزيمة عن أن تثنيني من التعبير عن الاحتجاج والحزن لضياع امل أنتظرته طويلا ، ورغم إني تقدمت بشكوى للمركز نفسه تحت الرقم ( 0003697) إلا إن الصدمة مازالت حتى هذه اللحظة تمتلكني ومازال الحزن يغطيني وأفتقد الامل بعودة صوتي العراقي لأني لا أثق مطلقا بمفوضية الانتخابات فقد خدعتني .

 

free web counter

 

أرشيف المقالات