| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 14/9/ 2009



هذا هو الطريق 14 تموز 1958

كريم حنا وردوني

ان تنامي الوعي الوطني واشتداد الحركة الوطنية لاسيما بعد سنة 1954 قد انعكس في صفوف الجيش العراقي وكان من الطبيعي ان تنسجم اتجاهات هذا الوعي مع التيارات الوطنية التي كانت سائدة في البلاد انذاك وكما التقت الاحزاب الوطنية في جبهة الاتحاد الوطني عام 1957 بسبب الموقف العام الذي كان يجابه البلاد وكذلك انعكس هذا الالتقاء بصورة مستقلة وبدون اتصال مع الجبهة على النشاط السياسي بين الضباط الواعين سياسيا بغض النظر عن اتجاهاتهم السياسية ولم يكن الاتصال بين الجبهة ومنظمة ضباط الاحرار في اول الامر على نطاق الجبهة وانما كان بواسطة الاحزاب المتصلة بين التنظيمين وفي مطلع عام 1958 فتحت الجبهة من قبل منظمة الضباط الاحرار حول مدى استعداد الجبهة للمشاركة في الحكم ليس هناك ادنى شك ان انفجار ثورة 14 تموز،الثورة كانت حصيلة شروط موضوعية وذاتية داخل المجتمع العراقي اي كانت حصيلة تفجير تناقضات النظام الاقتصادي والاجتماعي في العراق ودك ادانة القمعية السياسية المتمثلة في النظام الملكي الاستبدادي وهذه الثورة العظيمة كانت بصورة موضوعية جزءاً لاتتجزأ من الثورة العربية من جهة ومن الثورة العالمية المعاصرة من جهة اخرى هذا من ناحية الشروط الموضوعية للثورة اي عجز النظام السياسي والاجتماعي المباد عن حل تناقضاته الاساسية والاستجابة لمصالح الكادحين والجماهير العراقية في الحركة والحياة الكريمة اما من ناحية الشروط الذاتية للثورة اي من ناحية القيادة السياسية والعسكرية التي تأخذ على عاتقها اسقاط النظام القديم المتخلف وبناء النظام الجديد وقد بدأت تكتمل وتنضج قبل تاريخ الثورة عندما نجحت القوى السياسية الوطنية في تأليف جبهة الاتحاد الوطني في بداية عام 1957 بعد مخاض عسير وطويل وعندما تم الاتصال بوسائل مختلفة بين عناصر الجبهة ومنظمات الضباط الاحرار لغرض تفجير تلك الثورة العظيمة عام 1958 أعلنت قيادة القوات العسكرية والوطنية نبأ تأليف وزارة الثورة حيث لم تكن من عناصرها وزراء من قوى اليسار (الحزب الشيوعي العراقي) كان سبب ذلك تمويها للغرب ولم يتناول البيان الاول للثورة اي اشارة مضادة للغرب او ضد الاحلاف العسكرية حيث تم تأييد الثورة من قبل الجماهير العراقية واُيدت من قبل حكومة الاتحاد السوفيتي والكتلة السوفيتية (الدول الاشتراكية) حقا كانت ثورة وطنية ديمقراطية أقرت الحقوق القومية للاقليات القومية واحترام حقوق الانسان وطالبت جلاء القوات الاجنبية مطالبة بالسيادة الوطنية والخروج من حلف بغداد ومنطقة الجنيه الاسترليني ومحاربة الاستعمار وديمقراطية موجهة ضد الاقطاع والاستغلال .... الخ.

وثورة شعبية شاركت فيها جميع قطاعات شعبنا وبمختلف القوميات والاديان والاحزاب نعم كانت ثورة شعبية ووطنية بكل المقاييس وليس انقلابا عسكريا كما يدعي البعض !!!

وبهذه المناسبة حيث اصدر الحزب الشيوعي العراقي توجيها الى كافة منظماته بتاريخ 12\7\1958 هناك حدث جديد مهم سيحدث خلال هذه الايام وعليه يجب الالتزام بتوجيهات وشعارات الحزب المركزية وفي صبيحة 14 تموز من يوم الثورة ابرقت برقية من الشهيد الخالد سلام عادل سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي لمؤازرة الثورة والدفاع عنها وكذلك صدر بيان من اللجنة المركزية للحزب حيث طالبت جميع تنظيمات الحزب وجماهير شعبنا للوقوف الى جانب الثورة تحسبا ان لاتقع في اخطاء والاستفادة من تجارب الشعوب التي ارتكبت اخطاء في مسيرتها بعد استلام السلطة وبعد فترة وجيزة من استلام السلطة اخذت الثورة تنحرف عن مسارها الصحيح وتدخل القوى الرجعية والقومية وشركات النفط في العراق وبعض الدول العربية والدول الاقليمية وجوار العراق وكان عدم التزام قادة الثورة ببرنامجها وبيانها الاول حيث اجهضت الثورة وحصل ماحصل من ويلات ومجازر اثناء وبعد انقلاب 8 شباط الاسود الدموي.

عاشت ثورة 14 تموز المجيدة
المجد والخلود لشهداء الثورة
والمجد كل المجد لكل من دافع عن الثورة لاجل تحقيق مصالح الكادحين ومستقبل العراق.

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات