| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 14/7/ 2009



الناصرية 14 تموز 1958

خالد عني

كان من المفروض لهذه الصورة ان تظهر على صفحات المواقع الالكترونية بمناسبة اليوبيل الذهبي لثورة الرابع عشر من تموز الخالدة ، إلا ان ظروف حالت دون ذلك ، وهي ان الكتبي المعروف نعيم الشطري صاحب مكتبة الشطري ومزاد الجمعة للكتاب في شارع المتنبي والذي استلم هذه الصورة بيده الثمينة من احد اقاربي لغرض تسليمها الى صديقنا باسم محمد حسين من البصرة لتأخذ طريقها الى النشر .
أجاب ابو ربيع على استفسار باسم عن الصورة : انا لا أعلم بهكذا موضوع وربما انت واهم وعاد باسم بخفي حنين وبدون الصورة ، ولم تنشر آنذاك . بعد عدة اشهر من الذكرى اليوبيلية لثورة تموز المجيدة اعاد احد زبائن نعيم الشطري مشكورا الصورة التي وجدها بين صفحات كتاب اشتراه من مكتبة الشطري حيث وضعها نعيم ونسى الموضوع برمته ، وللشطري حكايات كثيرة مع النسيان وتأخير نشر الصورة ضريبة لاحدى هذه الحكايات .

عمر هذه الصورة إحدى وخمسون عاما ، مكانها مدينة الناصرية وزمانها يوم الرابع عشر من تموز عام 1958 وبعد اذاعة البيان الاول للثورة الخالدة مباشرة ، تلك الثورة التي اطاحت بالنظام الملكي وأسست النظام الجمهوري في العراق . وتبدو الصورة وكأن هذه الجماهير كانت على موعد مع منظمة الضباط الاحرار التي قامت بالثورة ، ولو دقق ابناء ذلك الجيل بهذه الصورة لتعرفوا على تلك الاسماء من العناصر المعروفة بوطنيتها قبل الثورة وظلت وفية لها ومعظمهم من الكسبة والطلبة وصغار الموظفين ، وقد ساهمت هذه الجماهير مساهمة كبيرة في لجان صيانة الجمهورية والمقاومة الشعبية وبقيت العين الساهرة لحماية الثورة ومنجزاتها ، وبالتالي لامجال هنا لتعدادها وشرحها نظرا لكثرة هذه المنجزات وتنوعها سياسية واقتصادية ومهنية وثقافية وغير ذلك كثير .

لازلت اتذكر الكثير من الوجوه الموجودة في الصورة وأعرفها جيدا ، حميد غني المرفوع على الاكتاف ، والى يمينه ذو النظارات جبار كريم ، جواد كاظم الشكرجي ، ذيبان جابر المصور ، محمد عبد صاحب محل خياطة الثورة ، عطا الحلاق والد الفنان زكي عطا ، طاهر النداف ، داود عامل فندق ، خضير موظف البيبسي كولا ، داود فرهود ويؤسفني عدم تذكر اسماء اخرين .

لقد تصدى اغلبهم للمؤامرات التي ارادت النيل من الثورة مثل مؤامرة عبد الوهاب الشواف وانقلاب شباط الدامي عام 1963 بتحالف حزب البعث مع كافة الرجعيين من رجال الدين والقوميين وكافة العناصر المنبوذة . لقد استشهد المئات من ابناء شعبنا العراقي في تصديهم لتلك المؤامرة الخسيسة التي حولت العراق بأكمله الى سجن كبير لابنائه بعد ان اعدمت قادة الثورة وخيرة المناضلين من الشيوعيين والوطنيين المخلصين لشعبهم .

في وسط الصورة تظهر صورة للرئيس جمال عبد الناصر حملها احد المتظاهرين ذلك اليوم ، حينها لم يدرك ان جمال عبد الناصر من وقف ضد ثورة تموز وسعى منذ الاشهر الاولى للاطاحة بالثورة ودعم المتآمرين بالمال والسلاح وكل المستلزمات الفنية وسخر اجهزة الاعلام المصري ومنها اذاعة صوت العرب وبوقها احمد سعيد لتشويه الحقائق وبث الفرقة بين ابناء الشعب العراقي لصالح الانقلابيين . لو ادرك حامل الصورة ذلك لكانت الصورة في حاوية النفايات .

ستظل ثورة الرابع عشر من تموز خالدة ، وستبقى عيدا وطنيا لشعبنا العراقي ، المجد والخلود لشهدائنا الابرار .



تموز 2009



 



 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات