| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 14/12/ 2011                                                                                                   

 

      عنكاواالعفيفة الجميلة......يدنسونها
           ايهما صدى للاخر ما يجري فيها ام الذي حصل في زاخو وما جاورها

سعيد شامايا

منذ ان بدأت مظاهر الحضارة تتسرب متسارعة نحو عنكاوا وسط اطمئنان وارتياح معظم اهلها بدأت تفقد خصوصيتها كقرية تسود فيها العلاقات الفلاحية بروابطها الاجتماعية الاخلاقية المتشددة تجاه الغريب من العادات والتقاليد.

بعضنا قال امطرت الاوضاع الاستثنائية التي حلت بالعراق نعما وخيرا على عنكاوا لتحولها من قرية الى مدينة حديثة تتمتع بخصوصية  جمالها من بداية تطورها اي لم تكن بحاجة الى تغيير او تهديم للقديم عمرانيا بل جاءت الاضافات مكملة بحداثة التغيير , ميزتها انها قريبة من عاصمة الاقليم اربيل الجميلة التي اجتهدت قيادة الاقليم ان تبرهن للعراقيين وللعالم ان ثورة كوردستان جاءت لتغير ثوريا كل شيئ بمستوى ثورة كوردستان , وصاحب التغيير لاربيل تطور في كل المجالات اولها واهمها الامان والاستقرار اللذان كانا اهم ميزة في ظروف حالكة المت بالعراق واعطتها خصوصية سلطت عليها اشعاعات عدة في آن واحد اجتهدتها القيادة من استثمار داخلي وخارجي صاحبتها نشاطات ثقافية واجتماعية وحضارية مظهرية ,مؤتمرات ومهرجانات وندوات واجتماعات يرتاح اليها المنشغلون في مشاكل الوطن والسياسة التي تصاعدت مقلقة لتجد في اربيل مكانا آمنا للتفكير والحوار والتقارب  برز جليا في مسيرة الاوضاع السياسية المضطربة في الوطن , وكان لقادة ولسياسيي اربيل دور في الاستقطاب السياسي بحثا عن الحلول والوسطية السياسية على الاقل لامرار مرحلة بدت مقلقة .

من كل هذا كان لعنكاوا حصة في جني المظاهر والتطور المدني كبلدة تتمتع بل تمتاز عن قريناتها من البلدات بتقاليد اجتماعية وثقافية معدة وراسخة فيها كوضع اجتماعي وثقافي ومنه قبول الاخر والتعايش معه, فمال القادمون من الغرب والمستثمرون من الوطن وحتى من البلدان العربية ان يجعلوها مستقرا لهم ولمكاتب شركاتهم , كما ادت الظروف القهرية من اغتيالات واختطاف وتهجير بالاكراه جعلت ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري يجدون فيها الملاذ الامن هربا من قساوة الاضاع السيئة , وكما قلنا طاب لبعض اهلها الذين ظلموا في العهد السابق بسلب معظم ارضها الزراعية بشكل مشروع او غيره , وكأن هذا جاءهم تعويضا لما خسروا باستثمار موارد السكن بارتفاع قيمة الارض والعقار واجور السكن , لكنه صاحب هذه التغييرات مظاهر غريبة جلبها القادم والساكن الجديد مما اقلق الواعين من ابنائها اولئك الحريصين على تلك الخصوصية التي تصون صورة عنكاوا الاصيلة, يومها كنا وسط الحوارات التي تحاول ان تجد صورة ملائمة ما بين التطور الذي حصل وما بين صيانة خصوصية القرية الجميلة  النقية من مثالب المدينة ومساوئها التي قضت على العلاقات الاجتماعية النظيفة , كان اكثرنا يعلل الامر ان الذي يحصل هو ضريبة  للتحضر الذي غزا عنكاوا دون دراسة او اية احتياطات او ممهدات مخططة , وقلنا ان على الواعين ان يقابلوا ما يحصل بتدبير حكيم يجمع ابناء عنكاوا الاصليين بجهود تراقب وتعالج الاخطاء وتشخص نقاط الضعف ومكامن النشاطات المريبة بمعالجات نظامية , لكن الحياة السريعة بمتغيراتها كانت اسرع واقوى من الجهود التي وظفها المثقفون والمصلحون من اجتماعات وكتابات وحتى التظاهر والاحتجاج , حتى بات القاطنون ومن اهل البلدة وكأنهم غرباء عن بعضهم تمرر عليهم قضايا من سكن واستيطان وتملك العقار باساليب مريبة  فارتفعت عمارات وقامت بيوت وفنادق ودور اللهو بما لا يتناسب وماضي القرية الهادئة الناعمة بامان وحرية وصدق, فالى جانب هذه التطورات برزت المشاكل الامنية , من سرقات واعتداءات واحتيال،
هنا ووسط مشاكل غريبة تحصل جعلت ابناءها يكفرون بذلك التحضر و بكل المزايا ويتمنون حذفها من حياتهم
, لكنه هناك امر ابعد من ذلك القلق واهم من الواقع المرتجى , وهو ان عنكاوا يجب ان تبقى حاضنة لاخوتها من اللاجئين اليها يجب على الملتحقين المقبولين ان يكونوا ابناءها , ان تبقى تلك المدينة التي تتمتع بخصوصيتها نموذجا نفتخر به ويفتخر الاقليم , يجب ان تطهر من العناصر الوافدة للاساءة الى امنها واخلاقها  وان يرافق تطورها ضوابط ومقاييس يشرف عليها مخلصون من منظمات المجتمع المدني التي تبذل جهودا ومساع مضنية يجب ان تلقى الاذن الصاغية من سياسيي واداريي المنطقة وكذلك من قادة الاقليم  .

ربما نبهتنا بعض الحوادث التي ارعبت اهل عنكاوا , لكننا اليوم وسط وضع مشابه بل اخطر لانه اوسع شمولا يحتاج الى علاج واف يخص الاقليم وليس البلدات التي تحمل هذه الخصوصية , ولا ابناء شعبنا ومصالحهم المعيشية واخوانهم من الايزديين بل هذا امر يخص الاقليم كما يخص الشعب الكوردستاني وسياسييه وقادته وحكومة اقليمه .

ان ما حصل في زاخو ليس غريبا عما يحصل في عنكاوا بل هو مرشح ان يحصل في اربيل والسليمانية كما حصل في زاخو ودهوك وليكن ما حصل ناقوس خطر ينبه الحريصين والمخلصين للحياة في الاقليم ولثورتهم التي كسبوها غالية بدماء ومعاناة طويلة لابناء كوردستان من الاكراد ومن ربط مصيره وقدم التضحيات الغالية معهم.

والحذر كل الحذر من المسلسل المشكوك في امره  وقد يهب كنسمة للتغيير كما يحصل في البلدان العربية التي يختلف وضعها عما في اقليم كوردستان الذي قام على انقاض جرائم و اخطاء الدكتاتورية , فكانت ثورة شعبية ,لذا يعتبر اي تدخل او تحريك من هذا القبيل مؤامرة على ابناء الاقليم عموما وليس فقط على من استضعفوهم  كلقمة اولية تجريبية لذا يكون لزاما على الجميع تحمل هذه المسؤولية , الى جانب النضال من اجل تصحيح الاخطاء او النواقص التي يراها البعض مبررا للمعارضة , وذاك امر مشروع (اي معارضة الاخطاء والنواقص) في حدود صيانة وحدة الاقليم . كما ان المخاطر التي قد تهدد الاقليم ان وجدت نجاحا فهي زاحفة الى العراق الفدرالي في كل مكوناته .

قلناها ونقولها ان اهم صيانة يحتاجها الوضع الراهن ان يتحمل الجميع المسؤولية في الاقليم لا ان يحملها الاخرين من هم في السلطة فقط ويجعل مما يحصل مكسبا سياسيا .

 على كل القوى العاملة ان تعمل لكسب الشعب متمتعا بحقوقه مستفيدا من مكاسب ثورته لاشعاره بالمسؤولية كي لا يكون لقمة سائغة يبتلعها الاغراب المغرضون بل واعيا لاية دعوة مريبة ضد مصلحته , على الشعب ان يدافع عن ثورته مقابل هذا ان يشعر الشعب انه يستحق محاسن ومكاسب تطور الحياة في الاقليم ويصبح واعيا لما يدور من مخططات تسلبه ثورته , توحدوا يا قوم في زمن اضطراب الشرق الاوسط الى مستقبل لا يمكن التكهن بما تؤول اليه المستجدات القادمة  .

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات