| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 16/2/ 2009



الانتحاريون – والمصالحه

غازي صابر

المتتبع للاوضاع الامنية في العراق مقتنع بأن مشروع القاعدة في اقامة دولة اسلامية متشددة في العراق قد انتهى . وكل العراقيين بمختلف طوائفهم على قناعة برفض هذه الفكرة والطريق الارهابي الذي رسمته لبناء هذه الدولة المزعومه .

والمتتبع أيضأ يكتشف ان فكر القاعدة ونشاطها في العراق كانت له حواضن لكي ينطلق منها وتحميه وتخفيه عند الضرورة .
وأن النظام المقبور قد اشتغل على تنمية هذه الحاضنة الى جانب حواضن اخرى واقصد بالتحديد التشجيع على نمو الطائفة الوهابيه بالعراق . وكان يهدف من ذلك مواجهة التمدد الايراني في العراق .

والملفت للنظر استمرار الانتحاريين والانتحاريات ضد طائفة معينة تعارضها في المنهج والتفكير . ولهذا تراهم ينشطون في هذه الاعمال الاجرامية اثناء اداء المناسك والشعائر لهذه الطائفه . وبالتأكيد لابد من ادانة هذا النهج الانتحاري والارهابي والذي يُقتل به الناس المدنيين وبابشع الطرق . والمؤسف له وهذا ما نلحظه من المقابلات على الفضائيات مع بعضهم انهم يمثلون ناس لهم من البساطة والسذاجة والفقر في كل شئ مما يجعلهم لقمة سائغة بيد الذين يدفعونهم لهذه الاعمال . وهؤلاء يعتبرون انفسهم من المرجعيات الاسلامية سواء كانوا داخل العراق او خارجه . ولديهم من القدرة المالية والتعبويه الفكريه ما يقنع هؤلاء البسطاء من الناس .

ولو استمر هذا الصراع بين الطائفتين وعلى هذا المنحى فأن العراق لن يهدأ وستتعثر مسيرته وفي كل الميادين لاسيما وان هناك دولتان مجاورتان متصارعتان وان كان بشكل خفي ولهما من القدرات المختلفه ما يكفي لادامة الصراع الى ما لا نهاية وهذا الصراع ليس وليد الامس القريب .وفي السنوات الاخيره دخلت اطراف اخرى الى هذا الجانب او ذاك مما عقد الوضع  في المنطقة اكثر . وكل هذه الاطراف لا يهمها مصلحة العراق او اهل العراق.

وكما عالجت دول اخرى عانت من الصراعات الطائفيه مثل الهند وباكستان وايرلندا وقد نجحت باللجوء الى الحلول السياسية والسلميه لفض مثل هذه الخلافات . والحكومة الان ماضية في محاربة هذا التوجه بقوة السلاح وهذا طريق لابد منه ولكن هناك الطريق الاخر والذي لا يقل اهمية الا وهو استدعاء مرجعية كل الطوائف ان تطلب الامر للمساهة والمساعدة في حل عقد هذا التطاحن وان يعتبر هذا الموضوع في اولوية المصالحه الوطنيه .

وممكن الاستعانة بالجامعة العربيه ومنظمة المؤتمرالاسلامي وحتى هيئة الامم المتحده . والمهم شن حملة واسعة لجلوس الطرفين وان تحترم كل طائفة شعائر الطائفة الاخرى وان يؤمن الجميع ان من الطبيعي والانساني ان تختلف الافكار حول الدين او الحياة او في الدين الواحد ولكن من غير الصحيح والانساني ان يلجأ كل طرف للسلاح ويقتل الاخر وبأبشع الصور لاسكاته او نفيه من وجه الحياة. وهذا ما لا يرضاه  الله والشرائع .

وان تبني مثل هذا التوجه وبأعلام مكثف سيقطع الطريق على تحرك هذه المرجعيات المريضة نحو الناس الذين حرمتهم السنين العجاف من التخلص من مرض الفقر والعوز للثقافه والتطلع للعالم الجديد العالم الخالي من امراض العنف والقسوه والمؤمن بالانسانية والتسامح والرحمه .






 

free web counter

 

أرشيف المقالات