| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 14/8/ 2009



إلى السيد المالكي .. نصيحة

أسامة العقيلي

أغرب ما يمكن ملاحظتُه ، من جملة ملاحظاتٍ كثيرةٍ ، على تصريحات السياسيين أو الناطقين باسم بعض الكتل والأحزاب هو الاطمئنانُ والراحة ُ الواضحةُ التي تتجلى في أحاديثهم أو حتى على قسمات وجوههم معلنة عن ضمانهم للمُلك .

فالغالبُ الأعم يتحدث وكأنما ضمنَ بالمطلق تصويتَ العراقيين له ، الأغربُ من ذلك أن لا أحدَ من هؤلاء حسّ بهاجس الشارع العراقي ولا استمع لتأوهاتهِ أو اعتراضاتهِ مع أنه يُنقل لهم حرفا بحرف ولكن من هذا الذي ينزل للناس وهمومها فيزورَ البيوتَ والمدارسَ والمستشفياتِ ( كلّ تربع حتى صار فرعونا ) ، والأشدُّ غرابة وغربة ، وهو الفاصل هنا، أنهم جميعا يعرفون اللغة َ التي يستخدمها العراقيون في الشوارع والبيوت والمقاهي على حدّ سواء وهي لغة المتذمرين مما آلت إليه الأوضاعُ على جميع المستويات ولا سيما بعد أنْ أثبتت ستُّ سنواتٍ من سقوط الدكتاتور فشلا ذريعا في تقديم الخدمات إلى الناس حتى صار الانسان البسيط قادرا على أن يقدم حلولاً لأزمة الكهرباء ويقترح أفكارا لحل مشكلة التصحر ويقدم مشاريعَ لبعض القضايا الواقعية ويضع لها تصوراتٍ معقولة والله أفضل من إي سياسي .

ومن يدري ، فالعراقيون لا يعرفون ماذا يجري ، ربما تكون الأحزابُ ضمنت التصويتَ لها وانتخابها ، اللهُ وحده يعلم ، كيف سيتم ذلك ، وهل ستنقلب اعتراضاتُ الناس على ما جرى إلى عودة للخلف ( القهقرى ) فتعود الوجوهُ نفسها ونعود في السنوات القادمة نتحدث عن نفس المصائب التي أكلت منا ما أكلت في السنوات الفائتة ( الأمان ، والفساد ، المحسوبية ، التزوير ، البعث ، والخدمات ، والفدرالية ، وكركوك والموصل وأنا وأنتم وهم وهؤلاء وكل أسماء الاشارة والضمائر الميتة والحية ووووو ) هل تبقى هذه الملفات سمة ً للتاريخ العراقي المعاصر ، وأنا شخصيا سأرضى ولكن بشروط ، الأول أن يلتفتوا إلى عودة البعث وأذنابه ويتخذوا موقفا وطنيا بذلك ، والثاني أن يجتمع البرلمانُ القادم كل جلسة في بيت شهيد أو مخطوف أو مفقود أو مسبي أو منهوب أو مغصوب أو فقير عاجز ليعلموا كم من السنين عددا سيحتاجون ، والثالث ، أن يحلفوا بالعباس على أنهم لن ينتفخوا فيكونوا بعد عقود ملوكا ويتوارثونها ، ولدي شروط ٌ أخرى سأتفاوض معهم بخصوصها إذا طالعوا مقالتي وليتهم يفعلون . ( شكد مغرور آنه ومصدك روحي لخاطر الله )

أراقبُ اجتماعاتِ الائتلاف الموحد بحلته الجديدة ، وكما هي العادة فلا أحد من العراقيين يعرف مم يتكون ومن هي الوجوه الجديدة وما هو برنامجهم للمرحلة القادمة إلا من خلال التسريبات ، وكنت أنصح أنا العبد الفقير أن ينفتحوا على الناس بشكل علني ويشركوهم ببنائهم الجديد .
ومع هذه التسريبات التي رسمت في بدايتها صورةً لأئتلاف قوي قادر ، ولا سيما بعد تصريحات السيد المالكي عن كون البناء الجديد سفينة نجاة ، ظهرت فجأة فجوةُ الخلافات العميقة بين المجلس والدعوة ، والخلافاتُ صحة ٌ ولا بأس بها ولكنّ السؤالَ المطروحَ على أي شيء أختلفا ؟

يؤلمني جدا أن أعرف أن بعضَ تلك الخلافات يتعلق بتقسيم المناصب ، يعني فوزوا أولا وقسّموا فذلك من حقكم ، ثم الخلافات على من يرأس من ، ومن سيكون رئيسا للوزراء ومن ومن .

يا أخوان هل ضمنتم أصواتَ العراقيين كي تضعوا أنفسكم أمام الناس البسطاء المنتظرين بهذه الصورة .
والله لو كنتم اختلفتم على من سيقدم اولا حلا للكهرباء والماء والامن والتصحر والتقاعد والبعث وووو لما تردد أحد بانتخابكم ، ولقد روجتم لدعاية انتخابية خاسرة من دون ان تشعروا بذلك ، وقد تناقلتها بعض المواقع التابعة للطرفين بشتى الوسائل فصارت تكيل التهم الواحدة تلو الاخرى ، ولا سيما بعد ان اخذت مصيبة الزوية مكانا مرموقا في لعبة البعث فانجررتم وراءها متناسين اهالي الضحايا إذ لم يزرهم منكم أحدٌ فالنصر كان يتمثل بعودة المال وإن كان منقوصا على رأي الزبيدي وزير المالية ، وصار الحديث عن الجريمة حديثَ اتهام واستبطان لا يليق بكم .

إلى السيد المالكي أقول : لقد اثبتت لي على الأقل همك العراقي ووطنيتك فلا تذهب بعيدا فتخسر من يرون فيك قادرا على المواصلة ، والتفتْ إلى أنك قد تفقد شعبيتك بحركة شطرنج خاطئة واحدة وأنت تعرفها ؟
 

free web counter

 

أرشيف المقالات