| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 14/3/ 2010

 

القيادة الكوردية .. ضيعت الخيط والعصفور!

عباس العكيلي

بعد سقوط نظام العفالقة عن طريق الأحتلال الأمريكي للعراق، كنا قد توقعنا ان الأحزاب الكوردية، ستتحالف مع كل القوى الديمقراطية واليسارية وكل الشخصيات الوطنية التي تؤمن بالتعددية والديمقراطية وتقر حقوق الشعب الكوردي، وتنجز المشروع الوطني الديمقراطي كونه هو المشروع الوحيد الذي يبني العراق الجديد، العراق الخالي من الديكتاتورية ، العراق الذي يبنى على الهوية الوطنية، لا على اساس الطائفية والمذهبية والقومية، العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد. وقد بني تقديرنا على اساس ان الأحزاب الكوردية قد توفرت لديها امكانيات مادية وسياسية وتنظيمية وذلك من خلال ما توفرت لديها فرصة ادارة الأقليم بعد قرار الأمم المتحدة لحمايته من النظام العفلقي. وكان بامكانها ان تجمع تيارا كبيرا معها لو احسنت التقدير،واحسنت قراءة الواقع ببعد نظر. وليس بنظرة محدودة شابها ضيق الأفق، كما وضعت كل بيضها في المكان الخطأ،وهو في السلة الأمريكية.

وللأسف الشديد فان توقعنا هذا، وهو صائب، لم يتحقق بسبب ما اشرنا اليه وهو ضيق الأفق القومي الذي سقطت فيه هذه الأحزاب وسوء تخطيطها وتقديرها لقادم الأيام ، وسارت وراء اوهام رسمتها لها الأحزاب الطائفية من خلال صفقات وقتية، من اجل تقوية مواقعها في السلطة ، ومن ثم التخلي عن كل هذه الصفقات ، وهذا ما حدث فعلا، وهو ما يحدث الآن ونتائج الأنتخابات النهائية لم تظهر بعد.

لقد اعاق ثلاث رؤساء حكومات تنفيذ ما ثبت في الدستور من حقوق الشعب الكوردي، ولم تتعض هذه القيادة وتلتفت الى النصائح التي قدمها الكثير من القوى والشخصيات الوطنية والديمقراطية الحريصة على حقوق الشعب الكوردي، من انكم تركتم من يقف الى جانبكم وذهبتم وراء اوهام الطائفيين والشوفينيين الذي اجبرتهم الظروف على ان يقبلوا شكلا لا مضمونا حقوق الشعب الكوردي، وان هذه القوى سوف تتنصل عن التزاماتها عندما تتعزز مواقعها في السلطة ، لكنهم للأسف اعطوا هذه القوى الأذن الطرشاء!!

لو اجرينا جردا لهذه القوى التي تحالفت معها القيادة الكوردية، فهل فعلا تؤمن بحقوق الشعب الكوردي وبالفيدرالية والتعددية والتداول السلمي للسلطة، ام ان ظروف التغيير في العراق هي التي اجبرتهم على ذلك؟؟

ان الأجابة على هذا السؤال واضحة، وهي ان لا المجلس الأعلى ولا اياد علاوي ولا التوافق ولا حزب الدعوة يؤمنون حقا بالتعددية والفيدرالية، وان المتتبع لكل سياساتهم ومواقفهم لعرقلة تنفيذ كل ما له علاقة بهذه القضايا المصيرية، يرى انهم غير صادقين في اتفاقاتهم مع الكورد.

وقد سألت العم ابو سعدون كونه متابع قديم ، عن هذه التحالفات وما تصرح به تلك القوى بعد الأنتخابات الأخيرة فقال:

بوية هذوله شغلتهم مثل سالفة حجي هاتف لما ضيع تجارته اوناسه.

حجي هاتف جان تاجر حبوب اوينطي بالأخضر (الربى) واموره ماشيه اوكل نهاية موسم تدفعله الناس مابذمتها. سنه من السنين التفت عليه مجموعة اوقشمرته (احتالت عليه) واخذوا منه كل فلوسه على ان يسددوها بنهاية الموسم وواعدوه بنسبة اكبر من الفايدة،لما صار الموسم انتظر الحجي ان ذوله يجون وايدفعون الديون ، ولكن محد اجاه ولا خبر منهم، وبعدين راح الحجي للمنطقة اللي يسكنون بيها ، فوجدها خرايب ولا بيها اي بشر. فرجع الحجي يلطم على راسه . ولما سألوه الناس : ها حجي شنهي السالفه شو تلطم اليوم على راسك ؟ رد عليهم: اخسرت كل فلوسي واخسرت ناسي اللي جانوا امسانديني يلني تخليت عنهم. اوضيعت الخيط والعصفور.

فهسه اخوانه الكورد اتوقع ،ولو اتمنى ما يحصل شي، انهم راح ايضعون الخيط والعصفور مثل حجي هاتف، الا اذا انتبهوا ويسوون مثل ما ايكول المثل: اجه متأخر احسن من الماكو.؟؟

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات