| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 14/4/ 2009



بمناسبة ميلاد اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية


تجميد عضوية اتحاد السلطة الرسمي

زيدان خلف محسن 

عقد في عام 1991 في مدينة براغ عاصمة جمهورية جيكوسلوفاكيا آنذاك , مؤتمراً استثنائياً لإتحاد الطلاب العالمي لمناقشة آفاق العمل الطلابي في ضوء التغييرات السياسية التي اجتاحت أوربا وانهيار أنظمة منظومة الدول الاشتراكية تباعاً. وللتداول في ايجاد آلية تطور العمل واحداث تغييرات دستورية. كذلك التفكير في ايجاد مقر جديد للأتحاد بعد طلب وزير الداخلية التشيكي من الاتحادات العالمية,التي اتهمها باستغلال الامتيازات الضريبية و قربها وارتباطها بالنظام الشيوعي السابق !!!! إخلاء مقراتها حيث كانت بنايات ومقرات اتحاد الصحفيين العالميين , اتحاد النقابات العالمي واتحاد الطلبة العالمي , هي ضمن ملكية الدولة الجيكوسلوفاكية .

ترافق المؤتمر الاستثنائي المذكور مع نهاية حرب الخليج الثانية وإجبار قوات التحالف نظام صدام على الخروج من الكويت , وأحداث الانتفاضة البطولية لشعبنا ,التي أجهضت للأسف في حينها لأسبابها الذاتية والموضوعية . تلك الانتفاضة التي وجدت صداها في منافي العالم على شكل اعتصامات , مظاهرات واحتلال سفارات . واحدة من هذه المظاهرات جرت أمام السفارة العراقية في براغ , دعت إليها جمعية الطلبة العراقيين وجمعية الطلبة الأكراد . كانت المظاهرة سلمية ومصرح لها من قبل السلطات التشيكية , هتافات وتقديم مذكرة إلى السلطات العراقية , ولكنها جوبهت بالعصي وإطلاق النار من قبل ضباط الجيش العراقي الذين أتوا إلى جيكوسلوفاكيا للدراسة في الكلية العسكرية .

كان التمثيل العراقي في المؤتمر الاستثنائي لكلا الاتحادين , الاتحاد الوطني لطلبة العراق ممثلا بمندوبين احدهم كان مسؤول منظمة براغ الذي ساهم في الهجوم على المتظاهرين . ومثل اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية كذلك مندوبين هما يحيى زكي خيري وأنا .
ما أن بدأ المؤتمر جلسته الثانية , حتى طلب الزميل يحيى الحديث , الذي لفت انتباه المؤتمرين لما حصل من اعتداء على الطلبة العراقيين الذي خرجوا بتظاهرة سلمية , وخاطبهم " انه لا يشرف المندوبين والمؤتمرين أن يجلس بينهم مندوب اعتدى على زملاء لهم" , فما كان من سكرتير الاتحاد يورغوس القبرصي إلا أن يتساءل " هل تطالبون المؤتمرين بتجميد عضويتهم " . صراحة لم نكن نتوقع ذلك من المؤتمر لصعوبة تحقيق ذلك تنظيميا , إضافة إلى التعاطف الكبير من قبل بعض المنظمات العربية والعالمية التي كانت تساند موقف النظام العراقي قرباً له و كرهاً بأمريكا , ولم يكن سقف مطالبنا حينها يتعدى أكثر من الإدانة .

ولكننا وجدناها فرصة للإصرار على مقترح التجميد. ثبتنا طلبنا, ولان المؤتمر كان استثنائياً وليس له صلاحيات تنظيمية فقد تقرر إحالة مقترح التجميد للجنة الدستورية على أن تطرح كتوصية في المؤتمر الاعتيادي.

عقد المؤتمر السادس عشر لاتحاد الطلاب العالمي في شهر كانون الثاني عام 1992 في لارنكا /قبرص . حضر المؤتمر المئات من المندوبين من كافة قارات العالم وشكل هذا المؤتمر انعطافة مميزة في تاريخ الحركة الطلابية العالمية , حيث جرت تعديلات كثيرة على دستور الاتحاد , وانتخبت امرأة من كندا و قيادات واتحادات طلابية جديدة بعيدة عن هيمنة الاتحادات الطلابية من المعسكر الاشتراكي كما كان سابقاً .

جاء وفد اتحاد السلطة من بغداد مباشرة هذه المرة . كان وفداً مؤلفا من خمسة مندوبين برئاسة أنور مولود ذيبان , الذي كان مرشح قيادة قطرية في حينها . حمل الوفد معه حقائب مليئة بملصقات تتباكى على الحصار الظالم , وحقائب أخرى ممتلئة بتذاكر السفر إلى بغداد حيث الدعوات مفتوحة لكل الاتحادات التي ترغب زيارة العراق والتضامن مع شعبها. في حين كان وفد اتحادنا ممثلاً بمندوب واحد (هو أنا ) فقط لكوني كنت ممثل اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية * لدى اتحاد الطلاب العالمي الذي تحمل نفقات سفري ,ولم تتمكن لجنة تنسيق فروع الخارج من تحمل نفقات سفر مندوبين أخريين . طلب ذيبان من الاتحادات العربية التضامن المطلق مع العراق وقيادته , وكل من يختلف فهو مع أمريكا وخائن لعروبته . كانت هذه محاولة لاستباق التصويت على مقترح التجميد ,ومحاولة تحشيد كافة الاتحادات الطلابية العربية ضد المقترح . جاءه الرد حينها من ممثل اتحاد الطلبة الديمقراطي السوداني الزميل مأمون ,كان رداً مختصراً ومكثفاً وعميقاً " ليكن في علمكم , حتى لو سحب اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية مقترحه ,وهذا ما لا أظنه ولا أتوقعه , فسيطالب اتحادنا بتجميد عضويتكم ,لأنكم وببساطة منظمة سلطوية وغير ديمقراطية " . تكهرب جو اجتماع المنظمات العربية وحصلت بعض الخلافات , وسارع حينها مسؤول وفد اتحاد طلبة اليمن الذي كان اكبر سناً باقتراح أن ترفع الجلسة لغرض إجراء بعض المشاورات ومنعاً للإحراج بسبب إصرار الاتحاد الوطني لطلبة العراق معرفة وتثبيت مواقف الاتحادات العربية في هذا الاجتماع المصغر . في تلك الليلة جرت التحركات ( ما وراء الكواليس, أو الطبخ كما يقال في لغة المؤتمرات والكونفرنسات ) نحن والاتحادات الصديقة (خصوصا الأفريقية والأوربية ) لدعم مقترح التجميد . وهم وبعض(الاتحادات العربية والأميركية اللاتينية) للتصويت ضد المقترح . في اليوم الثاني للمؤتمر طرحت توصية اللجنة الدستورية حول تجميد عضوية اتحاد السلطة . طلب رئيس الجلسة اثنين من المندوبين أن يتكلموا لصالح المقترح واثنين يتكلمون بالضد منه. لصالح المقترح ولمدة دقيقتين تكلم مندوب السنغال ومندوب منغوليا وتكلمت أنا حول ممارسات الاتحاد القمعية, مصادرة الحريات, الاعتقالات وتحويل مقرات الاتحاد إلى غرف للاستجواب والتعذيب وقائمة طويلة من انتهاكات الحقوق المهنية والديمقراطية. أما ضد مقترح التجميد فقد تكلم المندوب الكوبي حول ضرورة الوقوف مع العراق الآن لان هذا يعني الوقوف ضد الامبريالية .أما المتحدث الثاني فقد كان , لغرابتي ودهشتي الكبيرتين , هو المندوب التونسي نفسه الذي انسحبنا لصالحه في عضوية اللجنة الدستورية أثناء المؤتمر الاستثنائي في براغ في مباحثات مطولة في سيارتي إلى حد الفجر بحضور ورعاية المندوب المصري والمندوب السعودي .جرى التوصل فيها أن يسحب اتحادنا ترشيحه لعضوية اللجنة الدستورية لصالح الرفاق في الاتحاد العام لطلبة تونس (كانت قيادة الاتحاد التونسي تحت سيطرة الشيوعيين) مقابل أن يدعم الاتحاد التونسي مقترح التجميد !!

بعدها جرى التصويت على المقترح , وكانت النتيجة مذهلة , حيث كان ضد المقترح على ما اتذكر فقط إحدى عشر صوت ونصف , فيما صوت مع المقترح أكثر من ثلاثين اتحاد وامتنع آخرين عن التصويت . حينها فقط كانت كلمة وكأنها معدة سلفا قرأها مندوبهم عبد الغفور , شاتماً الاتحاد وتحيزه , وان قرار التجميد هذا ليس إلا مؤامرة امبريالية موجهة ضد العراق وشعبه , وأكثر من يقف وراء هذه المؤامرة هو غورباتشوف العميل !!!!!
انسحب وفد الاتحاد وهو يشتم ويتوعد , إلى حيث كان يجلس أنور ذيبان , الذي رفضت عضويته في المؤتمر ولم يقبل مندوباً بسبب كبر سنه. كان جالساً في الممر خارج قاعة المؤتمر . كانت الخيبة والغضب على محياه . شتم المندوب السنغالي وتوعدني قائلاً" بسيطة , ماراح يجي زيدان لبغداد , وليش هو ماعنده اهل " . أجبته أنا " تكدرون ............ بالشارع " وبصوت مرتفع لكي يسمعه المندوبين العرب على الأقل وبمحاولة حماية الأهل " بسببكم انتم فأن أهلي قد تنكروا لي وتبرأوا مني "

انتهى المؤتمر , وقد انتخبنا في عضوية اللجنة التنفيذية عن منطقة الشرق الأوسط وبدعم وتنسيق استطعنا أن تنتخب جمعية الطلبة الأكراد لعضوية اللجنة التنفيذية عن قارة أسيا . كان هذا أول مؤتمر ينتخب فيه رئيس خارج إطار المنظومة الاشتراكية, حيث جرى انتخاب مندوب جنوب أفريقيا الذي فاز فوزاً كاسحاً مقابل مرشح عموم طلبة الهند. ومنذ تلك الفترة واتحادنا يمثل طلبة العراق في هذا المحفل الدولي ولكن بنصف صوت فقط ,بسبب توزيع الصوت الواحد لكل دولة على عدد الاتحادات الطلابية العاملة . حيث كانت القوة التصويتية لاتحاد طلبة البحرين الذي يضم بضعة آلاف,على سبيل المثال , أقوى من اتحاد عموم طلبة الهند الذي يضم الملايين من الطلبة .


هامش:
نسبت في عام 1987 الى ممثلية سكرتارية اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية ,مع الزملاء صبحي الجميلي ,خالد العلي, شمران طعيمة .انتخبت في عام 1989 ,في مؤتمر فروع الخارج الذي عقد في دريسدن/المانيا ,لعضوية مكتب تنسيق الروابط والجمعيات الطلابية , وبعدها نائباً للسكرتير ومسؤولاً للعلاقات الخارجية . منذ عام 1990 جرى انتدابي لتمثيل اتحادنا في اتحاد الطلبة العالمي ومقره براغ . شاركت في عدة مؤتمرات وفعاليات عراقية و عربية وعالمية



 

free web counter

 

أرشيف المقالات