| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                    الخميس 14/4/ 2011

 

 قنابل موقوتة!

صادق محمد جعفر

في العام 2003 وبعد سقوط الصنم قرأت شعاراً على احد الجدران في مدينة المسيب يقول :
احنه جيش المهدي وانصار الصدر/ وليمسـّه لمتقدى نبتره بتر
ويبدو ان هذا الشعار التهديدي كان ردا ًعلى الدعوى التي اقيمت ضد مقتدى الصدر ، بسبب اتهامه بالتحريض على قتل المرحوم عبد المجيد الخوئي والسيد كليدار الروضة الحيدرية . وهي الدعوى التي اهملت واوقف الاستمرار بإجراءاتها نتيجة تدخلات اوقفت سريان التحقيق وتطبيق العدالة . علماً بأن اوراق القضية ما تزال تحتفظ بقوتها ، بإعتبارها قضية قيد التحقيق والمساءلة .

وقد تذكرت الشعار المذكور يوم التاسع من هذا الشهر عندما كنت اشاهد المهرجان الخطابي الكبير الذي اقامه التيار الصدري في بغداد، والذي تليت فيه كلمة بإسم السيد مقتدى الصدر ، كان اخطر ما فيها تهديده برفع تجميد جيش المهدي واعادته الى النشاط .

وفي هذا المهرجان كانت تتردد هتافات تقول: "اننا قنابل موقوتة في يد السيد" (مقتدى الصدر) .

الامر الذي اثار قلقاً واسعاً في الشارع العراقي نظراً لما هو معروف عن انتهاكات جيش المهدي الفظة وجرائمه الكثيرة بحق من لا يشاركونه الرأي في مجريات الاحدات في العراق . تلك الانتهاكات والجرائم التي توقفت نسبياً بعد صولة الفرسان التي شنها السيد نوري المالكي ، بصفته رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ، الصولة التي تلقى فيها دعماً من القوات الامريكية . وما تبع الصولة في مدن اخرى ومنها بغداد.

ومما يضاعف القلق من هذا التهديد الجديد بإعادة نشاط جيش المهدي هو ما اعلن مؤخراً من ترحيب منظمة "عصائب اهل الحق" ومنظمات ارهابية اخرى انشقت عن جيش المهدي عندما جمّد مقتدى الصدر اعماله ككيان عسكري مسلح ، واستعدادها للانضواء تحت قيادته من جديد.

ان السيد نوري المالكي يسمي كتلته الانتخابية ومن ثم البرلمانية إئتلاف دولة القانون ، وتحالف مع التيار الصدري لضمان ترؤسه الحكومة لدورة ثانية . ومكـّن التيار الصدري من احتلال مراكز مرموقة في حكومته ، بالاضافة الى مركز النائب الاول لرئيس مجلس النواب . فأي قانون هذا الذي يسمح بوجود كيان مسلح خارج سيطرة الحكومة ؟ واي قانون يسمح بأن يكون لتيار مشارك في الحكومة بعدة وزراء ونيابة رئاسة المجلس النيابي بالاحتفاظ بميليشيا مسلحة والتهديد بإعادتها الى النشاط بعيداً عن اي رقابة او محاسبة ؟

ان المهرجان الذي اقامه التيار الصدري يوم التاسع من هذا الشهر يذكـّر بما قام به انصار الدكتاتور الفاشي المقبور موسوليني ذوو القمصان السوداء في الزحف على روما قبل سيطرته على الحكم في ايطاليا اوائل عشرينات القرن الماضي وقمعه لنضالات الشعب الايطالي من اجل الديمقراطية ، وتوريطه ايطاليا بالحرب العالمية الثانية بوقوفه الى جانب هتلر والمانيا النازية ، الامر الذي استحق عليه القصاص العادل يوم ظفر به الانصار الشيوعيين الايطاليين وشنقوه في احد شوارع ميلانو. كما يذكّر بإحتلال مسلحي حزب الله في لبنان لقلب بيروت ، وتعطيل عمل الحكومة اللبنانية بضعة عشر شهراً .

ان المالكي وكل القوى المشاركة في حكومته ،الى جانب التيار الصدري، بل كل قوى الشعب العراقي التي تريد للعراق ان يكون دولة مدنية دستورية يسودها القانون ينبغي ان تعي خطورة نوايا التيار الصدري ومنافاة ممارساته للدستور ولكل القوانين التي يجب ان تحكم العمل السياسي في العراق الديمقراطي الاتحادي المحد المستقل.

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات