| الناس | الثقافية |  وثائق | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

مقالات وآراء حرة

 

أرشيف المقالات

 

الجمعة 14/1/ 2011

 

الثقافة العراقية في الغربة
(1)

أنوار الوزان
anwaarhussein@yahoo.com

أصعب السرد عندما نتحدث عن أنفسنا نحن العراقيون كي نصل الى تحليل حالة ما وتشخيصها وبسط الأوراق أمام القاريء كي يستفيد أو يثني على المادة المطروحة للتفكير أو للتأمل ولنصل معا إلى نتائج ايجابية كي نبدأ أما بالتفكير بشكل مختلف أو للتغيير البسيط كي نتطور ونحسن التعامل مع الحالة العراقية بكل أوجهها.
أن غربة العراقيين ليست غربة الوطن فقط بل غربة الانتماء وغربة الروح وفقدان القدرة على التلاقي في منتصف الطرق لنبني يدا بيد . العراقيون غرباء في وطنهم كما هم خارج الوطن وعندما نتعامل مع كلمة الغربة فعلينا ان نتفق في البدء على أن نحلل حالة ما وليس كل الحالات ، ومن الممكن تعميم حالة ما إذا كانت تتطابق مع شريحة عراقية أخرى في مكان وزمان وظروف أخرى.
عندما نحب أن نضع انفسنا مع العرب أو أي من المجتمعات التي تشاركنا الغربة نجد إنا مختلفين فكل المجتمعات غير العراقية توصل الوطن بالمهجر وتسعى لان تندمج في المجتمع الغريب مع مواكبة الوطن الأم ، على صعيد المثال مع اللغة ، الدين ، أصول المجتمع الأم ، الثقافة المتنوعة ، التواصل مع الأهل والأقارب والأصدقاء حيث أنهم يكوّنون المجتمع والبنية الأساسية لتكوين الشخصية وان التواصل يساعد على الحفاظ على الجذور والأساسيات وعدم الاستغراق في مجتمع جديد والانسلاخ عن النفس والأصل ! وهنا أقف عند حد الخطر !!! واسترسل في مشكلة العراقيين في غربتهم.
لقد استوطن الكثير من العراقيين المهجر وابتعدوا عن وطنهم العراق لأسباب سياسية ، أو للظروف التي أحاطت بالعراق بالذات دون غيره . هناك جيل بكامله استوطن في بلاد المهجر وابتعد عن قاعدته وثقافته وبنى لنفسه مجتمعا جديدا يخلط بين الثقافة العراقية واللاعراقية وبدا ينسى ويبتعد عن كثير من خبراته داخل العراق وانتماءاته ولظروف الحرب التي جعلت إمكانية التواصل وزيارة الوطن شحيحة أو نادرة وبالأحرى معدومة أحيان كثيرة. وهنا يكمن تصدع ثقافتنا حيث إن الجيل الجديد قد حرم من وطنه وتراثه وحب الأهل والمجتمع فالمجتمع الجديد مجتمع حديث التكوين بالنسبة لنا بمعنى مجتمع العراقيين والأصدقاء والتي هي معظمها علاقات تطفو على السطح ولا تلامس أعماقنا ، الكثير من أطفالنا وشبابنا أصبحوا غرباء حتى عن عوائلهم لأنهم لا يستطيعون استيعاب التجربة العراقية او اللغة وأبعاد التفكير السليم للوصول الى مصالحة ومهادنة بين الانتماء والجذور وواقع الحال وهكذا نجد الجيل الجديد ينسلخ تدريجيا دونما وعي او قدرة على الموازنة حيث ان الاهل انفسهم غير قادرين على استدراك المأساة والانفصام التكويني لأولادهم ونجد ان أرباب العوائل العراقية انفسهم يفقدون الثقة بانفسهم بالتدريج عندما يجدون الحلول تنفلت بين أيديهم دونما السيطرة عليها ويفقد الجيل الثاني قدرته على الثقة باولياء الامر لانهم لم يعودوا يملكون الكثير من الخبرات المتنوعة لاحتواء مشاكل جيل الشباب والأطفال ، لهذا يصبح الحل أمامهم هو الاندماج مع متطلبات المجتمع الحديث لغة وثقافة وكينونة كي يشعروا بالأمان والانتماء والاستقرار ورويدا رويدا تصبح ثقافتهم ثقافة غربية أكثر منها عراقية ويبقى الحفاظ على بعض القيم والأخلاقيات والانتماء إلى بيت العائلة ما يربط الجيل الأول مع الثاني ولكن السؤال ما مصير الجيل الثالث ؟؟
إذن علينا ان نوقف عملية الانسلاخ التي عاشها ويعيشها وسيعيشها أجيالنا السابقة واللاحقة كي نستطيع إنقاذ العراقيين وتسليحهم بثقافتهم الأم كي لا نكون قد خسرنا أهم أواصر الثقافة العراقية.


برلين/ المانيا
14 Nov. 2010

الثقافة العراقية في الغربة
(2)


إلى كافة الأصدقاء والصديقات إلى كل من دعمّوا موضوع الثقافة العراقية في الغربة أو المهجر المطروح للنقاش والمعالجة وأغنوه بأفكارهم ومداخلاتهم واقتراحاتهم وتحليلاتهم أتوجه بشكري وتقديري واعتزازي بالمثقفين العراقيين الذين اعتمدوا خبراتهم وثقافاتهم ووطنيتهم العالية أساسا لحوارات سليمة متحضرة بنّاءة تدلّ على إن العراق بخير ...
هناك رغبة كبيرة من الكثير من مثقفينا العراقيين بطرح ورقة عمل لهذا الموضوع المشروع واتخاذ خطوات جادة لإيجاد الحلول والشروع بتنفيذها وأنا سعيدة بالفكرة والمقترحات ومتحمسة للتعاون للنهوض بواقع الغربة العراقية.
لقد طُرِحت أفكار كثيرة لتذويب الحواجز بين عراقيي المهجر والداخل وتزويد أجيالنا الحالية والقادمة بما يتسلحون به من ثقافتهم الأم وكي لا نكون قد حرمنا من أبناء العراق ليخدموا وطنهم الأم ولو من بعيد ؛؛؛؛ بمعنى أن ...
نبني الجسور ونديرها
إن الأساس الأولي للبدء بخلق ثقافة تمنح المصدر والمتلقي القدرة على التفاهم والاستفادة هو إدارة الحوارات أو اللغة أي تدعيم حوار الأديان ، الثقافات والحضارات للوصول إلى تذويب تعقيدات اللغات واللهجات.
اتفق مع كل ما طرح من آراء حول إن الكثير من العوائل قد اندمجت في المجتمعات الجديدة ولا تريد العودة .. وهذا ليس خطا فالمطلوب الاندماج كي يحققوا النجاح والإبداع أيضا لو أمكن وكلها تصب في النهاية في سمعة العراق ولكن ما ينقصنا هو كيف يمكن الاستفادة من الخبرات العراقية الخارجية في بلدهم الأم وتدعيمهم بخصائص ثقافتهم الأم كي يكونوا عراقيين أولا إضافة لجنسياتهم الأخرى وكي يتمكنوا من رفد بلدهم بخبراتهم وعلومهم ونحن نعيش في عالم كبير صغير ولم يعد شرط المواطنة الاستيطان في بلد واحد بل علينا ان نتعلم مرونة الحركة ومواكبة العالم في تقدمه ولكن على أن لا نفقد انتماءنا وحبنا لبلدنا وأهله وكرامته وسمعته وأن اي نجاح عراقي لطفل ، شاب ، امرأة ، رجل هو نجاح عراقي دونما أدنى شك وعلينا ان نصفق له ونتباهى به إعلاميا ونعتبره تميزا يضاف للعراق وأهله.
إذا أردنا بشكل فعلي حقيقي إن نحقق انجازا لتدعيم أجيالنا العراقية ومنع انسلاخهم من مجتمعهم الأم فعلينا أن نكون أكثر موضوعية في وضع الأسس لذلك المشروع والنظر إلى الأمام كي نستطيع التقدم والعمل بالتعاون مع كل الجهات التي تصب إستراتيجياتها للوصول إلى نفس الأهداف.
نحن ننتمي إلى عالم كبير كحلقة أولى وإلى الوطن العربي كحلقة ثانية وننتمي إلى العراق كحلقة ثالثة ومن ثم الانتماءات العراقية المتعددة من لغات ، ثقافات ، أديان ، مناطق ، قوميات وغيرها كحلقة رابعة وأخيرا وليس أخرا ننتمي إلى أنفسنا .
أذن وقبل تأسيس هيئة أو مؤسسة تنظيمية معلوماتية إعلامية تعنى بعراقيي المهجر لإدارة وتنظيم برامج لتبادل الثقافات بين الداخل والخارج ، علينا البدء من أهم عناصر تغذية المشروع واعتبارهم نقطة البداية كما يلي:
أولا: المؤسسات والمنظمات العربية وغير العربية التي تدعم مشاريع تبادل الثقافات وتدعيم الثقافات الأم والحوار بين الأجيال المتعاقبة أو بين أجيال المهجر ونظرائهم في الوطن الأم.
ثانياً: منظمات المجتمع المدني الفعالة في دول المهجر والعراق للتنسيق وتبادل التجمعات العراقية وتنظيم برامج زيارات مكثفة للتعرف على الكثير من الجوانب الثقافية التعليمية الاقتصادية الحضارية التاريخية الدينية الاجتماعية وغيرها كي تكون وازعا لهم لتعلم اللغة بالتدريج دونما ضغط أو إجبار بل سيكون الخيار لهم.
ثالثاً: الكوادر العراقية من كفاءات ، مثقفين ، إعلاميين ، خبراء لمرافقة البرامج المخططة وتدعيمها كي يكونوا الجسور التي توصل الخارج بالداخل على كافة الأصعدة والمحاور والرقع الجغرافية في العالم .
هدفنا تدعيم قدرة المغتربين والأجيال الشابة والمستقبلية على التواصل وتعزيز انتماءهم إلى بلدهم وثقافتهم الأم وتعزيز الثقة بقدرتهم على المشاركة في بناء وتطوير بلدهم العراق واندماجهم في الأحداث والمعطيات ، وأن تنوع الخبرات والمعارف ستضيف قيمة ايجابية لمسيرة عراقنا المستقبلي وكل ما نحن بانتظاره وبحاجة إليه هو استقرار الأوضاع السياسية والأمنية كي نبدأ للعمل يدا بيد لتحقيق أحلامنا في خدمة العراق وكيانه وأهله في كل رقع العالم الجغرافية.


Berlin, 04.12.2010






 

free web counter