| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 14/8/ 2009



ماذا فرخت "حيات" الشاكر؟

مجيد ابراهيم خليل

نشر حميد الشاكر مقالا بعنوان "حية تبن" في موقع صوت العراق بتاريخ 12/08/2009 ، و نود أن نقف على بعض ما ورد فيها . أتساءل هل أن الشاكر لا يرى الواقع أو أنه يعيش خارج التاريخ ؛ فهو يفترض خيالات و أوهاما ويبني عليها خزعبلاته ، فمتى نهش الشيوعيون العراق الجديد حسب تعبيره ، و هم المناضلون من أجل الشعب و الوطن ، تشهد لهم ساحات النضال وتاريخهم المشرف ، و متى حدث أن الشيوعيين أعلنوا الثورة الصريحة على العراق الجديد كما يقول ، وأن أقلامهم ساهمت في إثارة عدم الاستقرار السياسي و الثقافي للفرد العراقي بعد التغيير !! كما يقول .

إن الشاكر منزعج جدا من صدق و نزاهة الشيوعيين و أياديهم البيضاء ، و وصل به الانزعاج الى حد اختلاق الأكاذيب و قلب الحقائق ، وهو مستاء جدا بل وقلبه يغلي بالحقد من صدق الشيوعيين ودورهم التنويري في المجتمع ، لهذا يغمض عينيه عن حقائق الواقع و يوحي له خياله المريض أوهاما و خيالات ؛ و رغم ذلك فإنه يعترف في مقالته صراحة لا ضمنا بصحة أفكار الشيوعيين و صواب سياستهم وتأثيرها في عقول الناس ، إلا أنه من المضحك أنه يراها أفكارا تدميرية تثير نعرات الأحقاد الاجتماعية و تزرع بذور الشقاق و النفاق في المجتمع!! وهي رؤية من يعيش خارج التاريخ أو في الكهوف . إن من يزرع بذور الشقاق في المجتمع هم الذين لا يرون أبعد من مصلحة هذا الحزب أو هذه الفئة أو تلك العشيرة ، وليس الشيوعيون الذين يضعون مصلحة الحزب فوق كل اعتبار ، تشهد لهم مشاركنهم الفاعلة في العملية السياسية .

إن كثيرا من وسائل الإعلام المختلفة تنتقد بعض المظاهر السلبية في العملية السياسية فتشير الى ثغراتها ، وهو أمر طبيعي أقره الدستور و واقع العراق الجديد . إن الثغرات و الإخفاقات يعالجها كثرة من الكتاب و من مواقع مختلفة ، بل و يصرح بها مسؤولون من الأحزاب الحاكمة و وزراء ونواب برلمان و قادة كتل سياسية و رئيس الوزراء نفسه أشار الى الفساد المالي والإداري ، فهل يعتقد الشاكر أن النقد محرم أو أن العملية السياسية في البلاد لا تشوبها شائبة وهي تسير بشكل صحيح مائة بالمائة ، وهو أمر يخالف حقائق الواقع ومنطق الحياة .

إن عين الشاكر لا ترى العمليات الإرهابية التي تقتل الأبرياء في المساجد و الأسواق وأماكن تجمع الكادحين طالبي العمل ، ويقوم بها بقايا البعث والقاعدة و عصابات الجريمة المنظمة ، هو لا يرى هذا بل يرى شيئا آخر ، خياله المريض يفترض كما هائلا من الأزمات الثقافية و السياسية يخلقها الشيوعيون ؛ ولم يخبرنا الشاكر كيف استطاع هؤلاء الشيوعيون خلق هذه الأزمات ، وهم حسب خياله ، حفنة من المنبوذيين اجتماعيا و الفاشلين .

أغلب الأحزاب والحركات السياسية بما فيها أحزاب السلطة الحاكمة لها فضائياتها ، أما الشيوعيون فهم لا يملكون فضائية خاصة بهم ، فأياديهم البيضاء وفكرهم النير و مصداقيتهم هي طريقهم الى عقول و قلوب الناس ، فكيف تسلقوا جميع أجهزة الثقافة العراقية ، كما يدّعي و يصل به الخيال الى القول بأن وسائل الإعلام سلمت بالكامل للكوادر الشيوعية . إ ن الشاكر خائف من التنوير و ترعبه الثقافة ، لهذا يصب حقده على حملة التنوير و الكلمة الحرة .

الشاكر في مقالته هذه يضم صوته الى جوقة معاداة الحزب الشيوعي . إن جوقات المطبلين و المزمرين لمعاداة الشيوعية كان مصيرها دائما مزبلة التاريخ ، ونظرة الى الماضي القريب تؤكد هذه الحقيقة فمشهد انهيار النظام و رئيسه المخزي ما زال ماثلا للعيان ، لكن حقد الشاكر أعمى بصره و بصيرته عن هذه الحقيقة الساطعة .

 

free web counter

 

أرشيف المقالات