| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 14/7/ 2009



الاسم القومي الموّحد .... آرام ؟

فاضل رمو

عودة الى معظلتنا .. الاسم القومي ،
يبدو أننا لن نعمل ولن ننتبه للضرورات الملحة والى ما تتطلبه المرحلة أن لم نلبي طلبات البعض ، التي اصبحت كالعصي أمام مسيرة شعبنا ، فمرة تقسمنا تلك الطلبات او الرغبات الشخصية الى شعوب وقوميات ثلاث ومرة أخرى وعندما يرون انفسهم قد فشلوا في التقسيم تلقفوا أحدى النظريات في أيجاد تسمية موّحدة لنا لكي يقولوا هيا اقبلوا بها ، البارحة فقط كانوا يستعملون مصطلح شعبنا (الكلداني والسرياني والاشوري) ! أبربكم هل وجدتم مثل هذا المصطلح من قبل ؟؟ مثلا الشعب العربي والكوردي والهندي ؟؟ كما أنهم كانوا يعتبرون أن الاطار الكنسي هو اطار لقومية مستقلة ، فأن جاز استخدام الواو فيجب استخدام شعوب ، وان جاز استخدام شعب فيجب عدم استخدام (حرف الواو) لا مجال للتشاطر ، بينما اليوم يلمحوا الى امكانية ايجاد تسمية واحدة لهذا الشعب الذي الغوا واوات العطف من أسمه او اسمائه بصورة درامتيكية !! أتؤمنون بأننا شعب واحد وقومية واحدة أم لا ؟؟؟ دوّختمونا ، هل أنتم قوميون أم ماذا ؟؟؟ هل تعرفون ماذا تعني كلمة قومية ؟ هل تعلمون ماهية النضال القومي وماهو مضمونه ؟ أشك في ذلك ، أنتم طائفيون ، هل تعرفون ما الفرق بين العنصر او الاثنية وما بين القومية أو الامة او الشعب ؟؟ أشك في ذلك ايضا .

بداية يجب أن نعلم أن الاسم القومي كأي أسم آخر ما هو الا اطار يضم بداخله صورة ما ويحافظ عليها كالسياج الذي يحيط بالبيت ويحميه من المخاطر الخارجية ، فنوع الاطار او السياج ليس مهم كثيرا بقدر ما هي الصورة التي يؤطرها او البيت الذي يسيجه ، فمثلا الكورد لهم اسم واحد ولكنهم منقسمون غير موحدون وكذلك التركمان والعرب فجميعهم لديهم اسم قومي واحد ، أفهل بوحدة الاسم اختفت مشاكلهم واصبحوا موّحدين ؟ لذلك الخطوة الاولى يجب ان نتفق على ستراتيج ومشروع قومي وبرنامج عمل موّحد وان نؤمن بمبدأ اساس واحد ومن ثم لنساهم في بناء بيتنا المهدم فالاسم سيظهر تلقائيا ، لا ان نستخدم مسألة عدم وجود أسم قومي مشترك كاساس لكي نمرر اطماع ومخططات طائفية ! ، نحن ليس فقط لا نمتلك اسم قومي مشترك ، بل نحن ليس لدينا قومية اصلا وبالكاد نستطيع ان نكون قومية واحدة ، اي اننا الان في مرحلة بناء قومي ، فالواجب على من يعتبر نفسه قومي ان يساهم في عملية البناء القومي لا لتكريس الانتماءات الطائفية والمناطقية ويعطيها طابع سياسي ، ولكن وعلى الرغم من ذلك فلنناقش هذا الامر ونوليه بعض الاهتمام لا تلبية لدعوة من كانوا بالامس داعين لصناعة قوميات متعددة مشتتين جهود التوحيد القومي ، بل لكونه موضوع مهم ، ولو ليس وقته الان .

كما قلت اننا في مرحلة البناء القومي ، وكما بينت في دراسة مختصرة نشرتها مؤخرا من أن الفكر القومي هو الدعوة نحو التوحّد والبناء وليس نحو بعث أمر قديم يعتقد أنه أزلي ، لذلك فمن الطبيعي أن لا يكون لنا وعلى المستويات الرسمية أسم موّحد مشترك ذو طابع قومي سياسي ، وهو ما ندعو اليه ، مما يدفعنا نحو إتمام هذا الامر تكريسا لوجودنا القومي كواقع معاش حي على ارضنا القومية ، لذلك علينا من أجل ذلك أن نلتزم بمحددات سياسية وعلمية بعيدة عن العاطفة والانحيازات نحو الانتماءات الضيقة الثانوية منطلقين من ضروفنا الذاتية والموضوعية ، وهذا يشير الى أن المسألة بعيدة عن المطلق وجميع الاراء هي نسبية والانغلاق أو الانحياز بجانب أحدها هو أمر خاطىء وبعيد عن ثوابت العمل السياسي ، ومن هذا الاساس نقول :

1. يجب علينا ان نختار اسما يتلائم مع تأريخية وجودنا
2. أن يكون هذا الاسم متوافقا مع واقعنا
3. أن يجيب على الاعتراضات العلمية التي قد تواجهه
4. ان يلبي طموحات شعبنا والتي لن تتحقق الا من خلال نضال سياسي

ولكي نناقش ما نفضله كأسم لقوميتنا ، التي لابد لنا ان نسعى اولا لبناءها ، يجب أن نأخذ بنظر الاعتبار هذه النقاط أعلاه ، أي أن الشرط الاساس للاشتراك بمناقشة ما يلائمنا كأسم قومي هو الاشتراك والمساهمة في البناء القومي أي العمل على عدم ايلاء الهويات الثانوية طابعا رسميا وشعبيا وسياسيا ، بل ايجاد المشتركات والبناء عليها وتكريس مبدأ العيش المشترك ، بينما خلاف ذلك يعطل مسألة التوافق على أسم مشترك ، فكيف نتفق على أطار واحد ان كان كل شخص أو طرف يرسم له صورة مستقلة ؟ وكيف نصنع لنا سياج واحد وكل مجموعة تبني بيت منفصل ومستقل عن ألآخر ؟؟؟ أما أن نترك كل هذه الامور ونقفز على المراحل فقط نزولا او رضوخا لضغوطات البعض الذي لا يولي المفاهيم القومية اي اعتبار فهذا أمر مرفوض ، فالاسم القومي لا يأتي من خلال نقاشات نخبوية أنما من خلال واقع حال يفرض نفسه على الساحة بمجملها ، فالحالة التي ظهرت أخيراً والتي بدأت من قبل الاطراف التي دعت الى تكريس الانتماءات الطائفية وأعطاءها طابع سياسي ، خصوصا بعد الرأي الذي طرحه الاب البير ابونا والذي هو بنفسه قال انه رأي شخصي ، فأن هذه الحالة لا يمكن اعتبارها جزء من مسيرتنا القومية ، بل هي محاولة لجر البساط من تحت اقدام النخب القومية الحقيقية والساعية من أجل ترسيج وجودنا القومي ، فنحن حقيقة معرضين اما الى الزوال أو الى التشبث بالتأريخ ، فالاسم القومي وحده لن يضمن بقاءنا موجودين كقومية مستقلة مهما كان ذلك الاسم ، ان كان كلداني أو آشوري أو سرياني أو حتى آرامي كما هو مطروح ألآن بعد طرح رأي الاب البير ولا كلداني سرياني آشوري ولا كلدو آشور ، أنما ما يضمن بقاءنا موجودين كأمة حية هو العمل على الوحدة القومية وأنجاح مشروع قومي ضامن يحافظ على هويتنا من الانصهار والذوبان وبعد ذلك سنستطيع أن نفرض اسمنا المشترك ، فالاسم القومي ليس نزوة عابرة لكي نقرّه اليوم وغدا يتم التجاوز عليه ان من قبل بعضنا او من قبل الاخر .

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات