| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 13/11/ 2009



ألاّ تباً لهذا البرلمان التعيس ولحكومة أتعس

عبد الرزاق الحكيم

منذ خمسه وثلاثين عام ونحن نناضل من اجل دولة القانون ودولة العدالة الاجتماعية ... دولة المؤسسات , ومن اجل التنمية ألاقتصاديه والتطور والتقدم الاجتماعي والعلمي وصولاً للرخاء والرفاء ... مع توفر كل الإمكانيات البشرية ،و من ثروة نفطية هائلة وموارد طبيعيه كبيره .

انبثق مشروعنا الوطني الذي ركز على بناء دوله القانون والحريات ألعامه والخاصة والمساواة والعدالة واحترام حقوق الإنسان ومعتقداته وأرائه ونضرته للتغير وكيفية ألمساهمه في بناء النظام الديمقراطي لعراق يشترك الجميع في موارده وإدارته .
مشروعنا الوطني كان ولا زال يعبر عن طموحات ومطالب أوسع الجماهير من طبقه عامله وفلاحين وكادحين وشغيلة الفكر وبرجوازيه صغيره وبرجوازيه وطنيه وحتى البرجوازية الكبيرة لها قاسم مشترك مع مشروعنا الوطني ،حيث مساهمتها في التنمية ألاقتصاديه والحريات الاجتماعية والديمقراطية وبناء دولة المؤسسات التي تحترم الإنسان وحقوقه .
لم نرضخ للحاكم الجائر ولا لأدواته القمعية وإرهابه وترغيبه بالمناصب والمكاسب ، فضلنا ألهجره والغربة على البقاء في العراق ..... فأما التصفية الجسدية أو التصفية الفكرية بعده السجن والتعذيب والاغتصاب وتعرض الأهل و العائلة وحتى القرابة من الدرجة الرابعة إلى السجن والقتل .
وهكذا كان مصيرنا ألغربه في مناف العالم حيث توزع العراقيون في شتى بقاع العالم من دول أوربا الشرقية والغربية وعلى كافة القارات بما فيها أخر العالم نيوزلندا والنرويج وصولاً إلى البيرو وبوليفيا .
تحملنا كل ذلك واستمرينا في النضال بكل إشكاله السلمية والعنفيه واستشهد العديد من أشقائنا وأصدقائنا ورفاق دربنا على مذبح الحرية والديمقراطية ودولة القانون ومن اجل عراق يسع الكل ويحترم فيه الكل ويتساوى فيه الكل ويأخذ كل ذي حق... حقه ، وعلى أساس قدرته وإمكانياته الذاتية .
قضينا نصف عمرنا تماما وبالنسبة للشهداء والذين غادرونا ونحن في ألغربه أكثر من النصف .... وكان ولازال هدفنا التغير .... تغير النظام الحاكم و بما يلبي طموحات الناس الفقراء الكادحين ومعهم بالتأكيد كل طبقات وشرائح المجتمع العراقي التي تريد الخير والتطور والتقدم للعراق .

عملنا في صفوف المعارضة العراقية في الخارج وهي تناضل من اجل التغيير ، وبكل الوسائل... الدعم المالي والدعم المعنوي والإعلامي والتضحية بالنفس وبالاعتصامات والتظاهرات والمذكرات وبأي أمكانيه تعزز دور قوى المعارضة العراقية ... من اجل تغير النظام الدكتاتوري الفاشي . وتحملنا المشاق وتعرضنا للتهديد من قبل أوكار النظام في سفاراته في الخارج .
فرحنا كثيرا للتغيير الذي حدث في 9 - 4 -2003 بالرغم من عدم رغبتنا بالطريقة التي جرت ، وهي الحرب على العراق وكنا نريد ونطالب ونعمل من اجل درء هذه الحرب وأردنا أن يتم التغيير عبر الدعم اللوجستي والمعنوي والإعلامي واحتضان قوى المعارضة لدى دول الجوار وتأسيس حكومة منفى ، وطنيه الأساس والهدف ، يدعمها المجتمع الدولي ، من اجل الاطاحه بالنظام الدكتاتوري ، ونظمنا المظاهرات والاعتصامات والندوات من اجل طرح وتوضيح موقفنا هذا لأننا نعرف ونفقه تداعيات وتبعات الحرب ( تدمير للبنى التحتية ومكونات الاقتصاد الوطني وضحايا بشريه جسيمه وبيئة مدمره ، وتحطيم لكل ما بناه شعبنا العراقي ) منذ بداية تأسيس ألدوله العراقية الوطنية .
حصل التغيير الذي كنا نتمناه ونعمل من اجله ولكن بالطريقة التي لم نريدها ، وهكذا كانت مشيئة المحتل العسكري الذي حل الجيش والاجهزه الامنيه ، تاركاً إياها تعبث بالبلاد ، الخراب والفساد والإرهاب والدمار بالإضافة إلى آلاف المجرمين الذين أطلق سراحهم الدكتاتور قبل سقوطه ،فأصبح العراق وأمنه تحت قوة وسيطرة العنف .
بعد التغيير كنا نحلم بحكومة وطنيه وبرلمان وطني ، يعملان من اجل هذا الشعب المغلوب والمسلوب الاراده والمقهور عبر القمع والاضطهاد المسلط عليه لحقبه قاربت الخمسين عام مستمرة ..... سلبت شخصيته الاجتماعية التي كانت تبتسم بالتضامن والتعاون والتكافل الاجتماعي وسلبت أيضا روحه الوطنية وشجاعته وقدرته وطموحاته ، سلبت منه كل شيء خيّر فيه .

جاءت الحكومات والبرلمانات ومجالس المحافظات المتعاقبة .... على أساس طائفي ومذهبي وعرقي ممقوت.... أبعدت فيه الأحزاب الوطنية والقوى ألخيره التي ناضلت وقدمت التضحيات الجسام من اجل تغير النظام... عبر تاريخ طويل يشهد له العراقيون .... جاءت القوى الضلاميه لتسيطر على الحكومة والبرلمان عبر لباسها الدين ، واستخدمت الدين كوسيلة وأداة تعبوية للوصول إلى السلطة وبأي شكل كان ،بما فيه التزوير والتهديد والترهيب والترغيب وغيرها من الأساليب التي ترفضها الأعراف العراقية و الدولية والانسانيه وحتى الدين نفسه يرفضها ... سيطرت على مفاصل المال والسلاح وأدوات القمع والسجون في البدء استخدمت مليشيات همجيه وحشيه لا تعرف سوى القتل وبأساليب بدائيه ، ومبتكرة حديثا ، ومن خلال أيضا سيطرتها على المؤسسات الامنيه بما فيها الجيش والشرطة ..... جاءت إلى السلطة عبره ناخبين بسطاء بائسين ، لا يعرفون سوء اللطم والتطبير والمشي على الأقدام أيام وليالي وحتى الدرباشه والتهديد بالآخرة والنار التي تصلي الأجساد كأنما أجساد العراقيين لم تصلى طيلة 50 عام من القهر والفقر والجوع والسجون والتعذيب والتشريد وفقدان الاحبه... كانت تحلم هذي الجماهير البسيطة ، التي تحدت الإرهاب وجاءت إلى صناديق الاقتراح من اجل اختيار من يمثلهم ويمثل مصالحهم وطموحاتهم وتلبية حاجاتهم نحو التغير الأفضل والرخاء والتوزيع العادل للثروات الوطنية والمساواة والعدالة الاجتماعية وإعادة بناء العراق ومؤسساته الحيوية وبناه التحتية ... لكن خذلتهم القوائم المغلقة ، حيث صعد إلى البرلمان من لم يستحق الجلوس حتى (على عتبه دار) بسب طائفية ومذهبية ممقوتة و مصالح ضيقه وأنانيه مفرطة وفساد مالي واستحواذ على كل شيء يحصل عليه ، حتى ولو أكثر من 4 زوجات ... هناك إمكانية تغير الشريعة ، عبر قانون يسّنه هو وعلى هواه... ولمصلحته الجنسية وراحته الشخصية .

صحيح ليس كل البرلمانيون من هذا المستوى الرديء ، بل هناك عناصر وطنيه يشهد لها التاريخ النضالي لشعبنا العراقي ولكن عددها على عدد أصابع اليد ، ويمكن أن تزيد إلى أصابع الإطراف كلها فهي محدودة الاراده والقرار وحتى لو بحت أصواتهم ( فلا من سامع ولا من مجيب ) ... معظم أعضاء مجلس النواب لا تاريخ يذكر لهم ولا نعرف شيء عنهم ولا يعرف احد عنهم ... أشخاص غريبون عن سوح النضال الوطني سواء في داخل العراق أو خارجه... كأنهم جاءوا من( ثقب الحائط ) غفلةً صعدوا على دكة البرلمان ، عبر خيمة الدين والمظلوميه والقائمة المغلقة وحسب التسلسل المرسوم .
المساكين الناخبين لا يعرفون من هو فلان ومن هو علان ، وانتخبوا ألقائمه على أساس استرداد مظلوميتهم التي طالت أكثر من سبعين عام .... ولكن حصل ما لم يحسب حسابه ، صعود مجموعه من الأشخاص نفعيين أنانيين لا ينضرون سوئ مصلحتهم الشخصية ألضيقه غيره عابئين بمن انتخبوهم ولم يحققوا أيا انجاز لهم وللشعب العراقي .

في فتره الأربع سنوات الماضية وهي عمر البرلمان حصل عضو مجلس النواب على ما لم يكن يحلم فيه ...
تحول بقدرة قادر ومن خلال عضويته في البرلمان ... من مفلس عاطل عن العمل متشرد إلى ملياردير وصاحب أراضي وقصور ومزارع وبساتين وسيارات فارهة ، وأصبح رجل أعمال ومقاول ثانوي ، ودواوين اجتماعيه وجاه وحماية وحفدة ، تدور حوله ....( عجيب أمور غريب قضيه )
هذا الذي كنا نطمح له بعد التغيير وكنا نناضل من اجله....:؟ يا للعجب .
افرز هذا البرلمان على شاكلته حكومة لا وطنيه ولا تختلف عنه بشيء ، حيث الكسب الحرام والفساد الإداري والمالي وسرقت قوت الشعب والاستحواذ على الممتلكات ألعامه والخاصة وشراء القصور داخل العراق وخارجه ومزارع وأسواق كبيره ( مولآت) وحسابات بنكيه بالملايين من الدولارات والعملات الصعبة... كأنما ألدوله العراقية بكل مواردها وإمكانياتها ..... ملكاً لهم وحدهم ، وهذا الذي يجري ألان ... أين حقوق المتقاعدين ... وأين حقوق الشهداء والمعوقين... وحقوق اليتامى والأرامل... وحقوق المفصولين السياسيين... وحقوق الفقراء والكادحين ... وحقوق ألعجزه والغير قادرين على العمل... وحقوق الشباب العاطلين وحقوق المواطن العراقي في العيش الكريم ، في ( المسكن والملبس والمأكل ) ...:؟ وهذي هي الحقوق الاجتماعية لأي مواطن حتى يستمر في العيش ... وهي متوفرة في بلاد الكفار والملّحدين ،ولا تتوفر في بلاد الإسلام والمسلمين والمفترض فيها العدالة والمساواة بين الناس ، لا فرق بين حاكم و محكوم وبين عربي وكردي بين مسيحي ومسلم وبين صابئي وشبكي وأيزيدي ومسلم ، هم مكونات شعبنا العراقي وبلد أسمه العراق الكل ( كأسنان المشط ) هكذا يقول الدين ، و( دولتنا العراقية ألمسلمه بحق وحقيقة وحكومتنا الرشيدة ، وبرلماننا الوطني) ...حيث رصدتها تلك المرأة المسكينة الريفية ، والتي تعرضها يومياً قناة الفيحاء الفضائية قائلةً (( جا هيه ولّيه.... انتخبناكم وغلطنه ... جا هيّ شنهيّ .... جا هيه ولّيه )) ، تطالب بحقها في نفط العراق وموارده التي لا تحصى ، والتي تذهب إلى جيوب الحراميه والقائمين على السلطة والتشريع .

لا يمكن لأحدنا أن يصدق برلمان منتخب من الشعب يعمل ضد أرادة الشعب ومطالبه ... الشعب يريد قائمه مفتوحة ، وهم يريدونا قائمه مغلقه ، لكي تبقي على أسمائهم واستمرار يتهم في الحكم بالرغم من أنهم فاسدون ويعرفون أنفسهم أنهم فاسدون حتى النخاع ... الشعب يريد العراق دائرة واحده ،حتى لا تضيع أصواته وتذهب للذين لم ينتخبونهم .... تذهب أصواتهم إلى الكتل الكبيرة بدون وجه حق ، بل هذه الأصوات كانت أصلا ضدهم وضد قوائمهم ، ولكن عبر التشريع والقانون وبالقوة يستحوذون عليها ... أين تمثيلهم للشعب ؟ لماذا لم يقر 150 مشروع قانون كلها تصب في مصلحة الشعب والمواطن والوطن ،ولكن تقر بسرعة البرق ، ومع سبق الإصرار، وهنا سريعا يستخدمون الدستور .... قوانين تزيد من منافعهم...كقانون منح الجوازات الدبلوماسية لهم ولعوائلهم ولمده 12 عام ( تصورا ... امرأة حافية أميه لا تعرف حتى أن توقع بالقلم ، وتستعمل إبهامها للتوقيع ... تحمل جواز سفر دبلوماسي.... يا للمهزلة ).... وسيارات تسقط ديونهم عنها ... واستحواذ على الممتلكات ألعامه ومنها تركة النظام السابق ، وجميعها ملك للشعب وليس للحكومة أو البرلمان، وقانون تقاعدهم08 % من الرواتب الحالية التي هي بآلاف الدولارات تصرف لهم مدى الحياة ومن بعدهم إلى عوائلهم بدون وجه حق ...حيث أنهم لم يخدموا هذه الخدمة من قبل... وقد يكون احدهم أمي ، قد زور شهادته أو أميه قد تكون ( ملاية ) أو قارئ في منابر الحسينيات ( روزخون ) أو إمام جمعه يحرض على القتل والإرهاب .

والإنسان العراقي الفقير الجائع والمحروم من ابسط حقوق الإنسان في عصر العولمة والمنجزات العلمية الهائلة والتقدم البشري والرخاء والرفاء الاجتماعي... بعيد عن هذه المنجزات بسبب سرقة أمواله من قبل حكومته وبرلمانه .

ألاّ تباً لهذا البرلمان التعيس ولحكومة أتعس
 

لاهاي/ هولندا
11/11/2009
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات