| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 13/1/ 2010



شمس كوردستان لن يطفئها شاعر

صلاح البصري

لأول مرة أخرج من مدينتي البصرة ، وتطأ قدمي أرض كوردستان عام 1973 عندما قبلت في جامعة السليمانية ، أحسست بأن شي جديد تغير في حياتي ، اذ لم اعلم بأن هناك شعب يحبنا ويحترم كل انسان مهما كانت قوميته ومهما كان انتمائه الطبقي او الطائفي او الديني ، مثل الشعب الكوردي و حبهم لأهل الجنوب وخاصة اهل البصرة.

سألت والدي عندما يطالبون بحقوقهم انهم على حق ، فأجاب بان الشيوعين عندما يدافعون عن القضية الكوردية ليست مراهقة سياسية ، سوف تعيش بينهم وتعرف اخلاقهم وتتعرف على ثقافتهم التي استمدوها من نظالهم الطويل ، من اجل حياة كريمة لهم ولأجيالهم القادمة .

تعلمت اللغة الكوردية بالممارسة ، والعيش بينهم اذ كانوا أهلي وبيتي واقاربي ، ولم تمر مناسبة قومية اودينية او وطنية ، الا وانا مدعو فيها بين عوائلهم وكانو يحترموننا اكثر عندما يعلمو اننا من البصرة ، اذ قال لي احدهم في احدى المناسبات اننا لن ننسى استقبالكم لزعيمنا ملا مصطفى البارزاني ، عندما جاء الى العراق من روسيا حيث حملتم سيارته واحتفلتم بهذه الزيارة قبل الشعب الكوردي .

لقد كان الشيوعيون في جامعة السليمانية امام امتحان حقيقي ، اذا تشتعل المعارك بين القومين العرب الذي يمثلهم طلاب البعث والقومين الاكراد في كل مناسبة وطنية ، البعثيون يغنون امه امه عربية وحدة وحدة وحرية ، و الكورد يجيبهم بالنشيد ئي رقيب وتبدأ المعارك ويتدخل الشيوعيون لفض هذا النزاع اذ كنا نبقى حتى ساعة متأخرة من اجل خروج كل الطلاب من الجامعة .

الشعب الكوردي شعب مسالم ومثقف ويحترم المشاعر لم يسألني أحد خلال دراستي في السليمانية أحد عن انتمائي الطائفي ولا القومي ، عشنا واحببت هذا الشعب اللطيف الجميل من كل كياني .
ثقافتهم فنهم وحبهم للحياة كله مرسوم لوحة جميلة ، في ذاكرتي لن يمحيها الزمن القاسي عندما اسمع ان احد تكلم عن هذا الشعب بكلام غير موزون اتألم وانه موجه لي انا ، أستمعت الى قصيدة سمير صبيح فكانت كالزلزال انها قاسية بحق من قيلت هل عشت بينهم وتكلمت وناقشت أحدهم ، ام التعصب القومي دفعك بكتابة هذه القصيدة البائسه.

استمع الى موسيقاهم الى دبكاتهم سوف تعلم مدى حبهم للحياة ، انظر الى ملابس الشباب والشابات في المناسبات والدبكات الجميلة ، انها تنبع من وجدانهم ما اجمل الشمس في كوردستان عندما تزهر ورود الربيع ، ورد النرجس ، حتى مقابرهم هاهي گردي سيوان التي تحتظن رفاة كبار الشعراء والمثقفين وأغنى الناس وافقر انسان بدون استثناء تحس انك امام صرح كبير امنيتي ان ادفن بها فعذراً ايها الشعب الاصيل .


البصرة 12 / 1 2010
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات